بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
ياشيعة علي: لتشع وجوهكم بالأفراح ولتزهر بالمسرات ، ففي غرة شهر ذي الحجة سنة 2 هـ تهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فرحاً بزواج علي من الزهراء ، واحتفلت الملائكة في السماء بذلك الزاج الميمون الذي باركه الله ..
التحم النوران فكوَّنا أحد عشر شعاعاً أضاءت الكون وزينت الدنيا وهدت العقول لطريق الحق الموصل لأبواب الجنان ..
قبل أن أختم بالسلام أوصي نفسي وأحبتي آباءاً وشبابأً ذكوراً وإناث بأن يتأسوا بمن جعلهما الله مصباح هدى يرشدان للخير ويعملان بما فيه مرضات الرحمن أعني *علي والزهراء* عليهما السلام ..
أحبتي: كلنا نسعد بأن نرى أولادنا هانئين بالأفراح والمسرات ونجهد بأن نُزيل عنهم العقبات كي يؤسسوا شراكة طيبة مباركة من الله أُسها المودة والرحمة وطيبها الإستقرار وتاجها ثمار الحياة ، لكن ما نفعله من بذخ وإسراف وعادات دخلت علينا من هنا وهناك جعلتنا نضع العراقيل والعقبات في طريق أولادنا بدلاً من أن نُزيلها عن طريقهم وهذا ما جعل فئة من الشباب تعزف عن الزواج وفئة ضاق بها العيش بعد الزواج فلم ترَ للخلاص إلا الطلاق وفئة أخرى ضاعت وضيعت العيال ..
علينا إن أردنا لأولادنا حياة كريمة واستقرار أن نتأسى بعلي والزهراء فهما وربي الأسوة الحسنة التي بها تطيب الحياة وتزدان ..
لننظر لمهر الزهراء وكيف قسمه رسول الله صلى الله عليه وآله ولوليمة عرسها ولطريقة زفافها ..
أشهر الروايات تقول أن مقدار مهر الزهراء خمسائة درهم ، جعل رسول صلى الله عليه وآله ثلثه للطيب وثلثه للثياب وأخذ قبضة منه لمتاع البيت وحفِظ الباقي عند أم سلمة ، أما وليمة الزواج فكانت كبشاً وتمراً وخبزاً باركها الله لتُشبع كل المدعووين أما حفل الزفاف فكان بركوب الزهراء على بغلة أبيها الشهباء من بيته يقودها سلمان إلى بيت علي واكبتها ثلة من نساء المهاجرين والأنصار بالتهليل والتكبير والتحميد ، عند وصول الزهراء لبيت بعلها علي أنزلها رسول الله وضمها إليه وقبَّل مابين عينيها ثم اخذ بيدها ووضعها في يد علي وقال: بارك الله لك في ابنة رسول الله ثم التفت إلى علي وقال: ياعلي: نِعم الزوجة زوجتك والتفت للزهراء وقال: يافاطمة: نعم البعل بعلكِ ثم قال لهما معاً: إذهبا إلى بيتكما ، جمع الله بينكما وأصلح بالكما ، لتتم مراسيم أعظم زواج وأشرفه وأجمله وأحلاه ببساطة لا تكليف فيه ولا إسراف ، ولا صخب فيه ولا إزعاج فكان زواجاً مباركاً طابت به الحياة ليثمر بخير الدنيا ويزهر بمصابيح الأنوار ..
تعليق