من مهمة المرصد النقدي مناقشة الرأي وليس مجادلة المعاندين، وأن مؤلفا يستشهد بابن تيمية ليشكك في صحة المزارات الشيعية لا يستاهل منا وقفة أبدا،ً وما السعي إلا لتحصين اليقين-
يتخبط المؤلف بهواه فتارة ينكر مشهد اُبي بن كعب في دمشق وهو معلوم ويدعي أن الشيعة ترى أن قبر هود في دمشق- وفي الحقيقة أن هذا المكان هو مصلى- ولعلمه فالشيعة تؤمن أن قبر هود بجانب قبر علي (ع) وكذلك ينكر قبر أويس القريني- وهذا مثبت عند العامة فهو أحد شهداء صفين ودفن في دمشق- ويتحدث عن رأس الحسين في مصر بينما تؤمن الشيعة بأنه عاد إلى الجسد الشريف ولاحظنا جهل المؤلف فهو لا يفرق بين المشاهد والمقامات والمصلى- وكل هذا الاطراد جاء لينكر لنا قبر الإمام علي (ع)..
المؤلف: يرى ابن كثير أن مدفنه بدار الإمارة بالكوفة تحصنا من الخوارج، وقيل حمل على راحلة عمياء- والخطيب البغدادي يرى أن هذا المرقد الحالي هو قبر (المغيرة بن شعبة) والواقدي يرى أنه دفن في مسجد الكوفة.. وقيل بحائط جامع الكوفة وأبو نعيم الفضل بن دكين يرى أنه نقل إلى البقيع وقيل أيضاً أن طي دفنته دون عنوان ويروي ابن عساكر عن الحسن (رضي الله عنه) قال دفن في دور جدة وعن جعفر الصادق في الكوفة.
المرصد النقدي:
أغلب الحديث الطويل يدور عن هذا المحور فقط وباستشهاد خالد القسري هذا الرجل الذي يساوم المحتاجين كل شتيمة لعلي مقابل دينار ذهب، صار اليوم يدلينا على قبر المولى أبي الحسن (ع)؟!! جاء في كتاب الإشارات- عن علي بن أبي بكر العلوي (السائح الهروي) المتوفي سنة 617هـ في باطن النجف مشهد أمير المؤمنين- ويرى الشيخ الدليمي أن قبر علي في النجف له أهمية كبيرة- وقد حرص أبناء الإمام علي (ع) على إخفاء قبر أبيهم خشية المثلة وبقي سراً بين أبناء الإمام علي وخواص أصحابه، ولا يعني هذا أنهم ضيعوه بل هم كتموه عن الناس تحسبا من إغارة الحاقدين أعداء آل البيت على القبر الشريف، فقد جاء في التاريخ أن ثلاثة آلاف قبر من قبور النجف نبشت في طلب جثته، ووردت الكثير من دلائل الأئمة المعصومين عليهم السلام- وجاء في معجم البلدان للحموي- أن قبر المغيرة بن شعبة مع مقابر ثقيف بـ(الثوية) وهذه معروفة لا تحتاج إلى دليل- وتشير المصادر الموثوقة أن وصية أمير المؤمنين إلى ولديه السبطين عليهم السلام: (تأتيان الغري وستريان صخرة بيضاء فاحتفرا فيها فهناك قبر أخوي آدم ونوح)
لكن الخطيب البغدادي لم ينصف الحقائق حتى انه كان يتهجم على الإمام نفسه- فهذه البحوث لم تكن من أجل اكتشاف الحقائق بل هي مسعى لنكرانها- وإلا فقادة النواصب عمرت القبر الشريف لتورية جرائمهم بحق العلويين مثل هارون الرشيد وداود بن يحيى..
فهل يصدق عاقل إن كل هذه الكرامات الكثيرة لهذه البقعة الطاهرة والتي لا بد أنها تسكت تخرصات الخطيب البغدادي ودعاويه الباطلة هي للمغيرة التافه ...عجباً لمثل هذا الخطيب الذي يقول عنه أبو جعفر الحضري: هو لا يمتلك سوى الإدعاء... والعجيب من أمر الخطيب أنه درس حياة المغيرة في مؤلفاته السابقة فلم يذكر قبره في النجف...!!
يقول ابن ابي الحديد هذا القبر الذي بالغري لعلي (ع) لا يشكك أحد فيه من الشيعة ولا لغيرهم من سلالة المتقدمين والمتأخرين- يذكره الشبلنجي في نور الأبصار وورد في عمدة الطالب- وكفاية الطالب لأبي عبد الله الشافعي في كتاب صبح الاعشى وجاء كذلك في تقويم البلدان وأكده الغزالي والمسعودي والمعارف المحمدية والكثير الكثير من المصادر السنية.