تويت
إسلام سعدون النصراوي
أجراس كثيرة ينبغي أن تُدق قبل أن يُدق عنق العلاقة الزوجية التي شاء الله تعالى أن تكون رباطاً عظيماً، يجمع روحين تعاهدتا أن تفنى إحداهما في الأخرى، وفي لحظة تتزلزل تلك العلاقة، فتأتي بعض الآيات القرآنية الكريمة لتدق أحد الأجراس لتنبيه الغافل، ومن هذه الآيات:قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾[1].
قاعدة قرآنية لطيفة تحتضن بين خلجاتها توجيهات رصينة لمشكلة قد تكون محط نزاعات وهتك حرمات بعد الألفة والمودة.. نذكر هنا بعض فوائد هذه الآية الكريمة:
1- هذه الآية المباركة (خطاب لعموم المسلمين أن لا ينسوا المُثُل الإنسانية في العفو والصفح والإيثار في جميع الموارد[2].
2- قد تكثر النزاعات والمشاكل بعد انفصال الأزواج؛ بدوافع مادية (كالمهر مثلاً)، وأخرى معنوية (تتصف بجراحات كلامية ودوافع انتقامية من تشهير واتهام)، لذا جاءت الآية الكريمة لتذكير العقول بأن لا تنجر خلف هوى العواطف وشهوة الانتقام، متصفحة في البال الروابط المقدسة من ألفة واحترام وانسجام وإيثار بين الزوجين.
3- مدعاة لاستمرار الحياء والعفة وحفظ الأسرار وتليين الجانب وتخفيض الجناح -إن أرادا فصالاً بعد أن وصلا إلى نهاية المطاف، وأن الطلاق هو الحل- وعدم ذكر السلبيات الخاصة لكل طرف بدوافع واهية، حيث نرى هذه الأيام التراشقات النابية في المحاكم وفي محضر الناس بلا وجل ولا حياء، متناسين تلك العشرة القائمة على المودة والإخلاص متذرعين بأسباب واهية لا ترقى للحديث بها.
4- جعل الباب مفتوحاً دائماً للعودة مرة أخرى ولمّ الشمل، فذِكرُ فضلِ الزوج أو الزوجة يطيّب الخواطر، ويعيد الأمور إلى نصابها، كما حدث للكثير من الأزواج بعد العمل بمبدأ الآية الكريمة، فالآية المباركة بلسم يداوي الجراح، وتغلق عندها منافذ الشيطان، وتكون نبعاً صافياً لمن أراد الارتشاف من ينبوع حكمة تفسيرها.
[1] - سورة البقرة: الآية 237
[2] - تفسير الأمثل: 2/191