زينب رجاء
لا شك في أن للأسرة دوراً كبيراً ورئيساً في منع وصول هذا الوباء الخطير إلى الأسرة، ويقع على عاتقها العبء الأكبر في تحصين أبنائها من الوقوع في مستنقع التعاطي والإدمان؛ لأن البناء الأساس للأولاد يبدأ من البيت، فيتربون وينشؤون على ما تربيهم به عوائلهم وبالطريقة التي رسمها الوالدان لتنشئة أولادهم.لذا عليهم أن يبذلوا كل ما لديهم لمنع تسرّب مثل هذه الأمور لأسرتهم، بتعريف أولادهم مخاطر هذه الممنوعات، وتحذيرهم من الأصدقاء المشبوهين. وتوعيتهم بأساليب تربوية صحيحة، وأن يحثّوا أولادهم على المطالعة والقراءة النافعة، لما لها من تنمية لعقولهم وتوسيع لمداركهم، وأن تكون هناك فرصة جيدة لمزاولة هواياتهم، وحصة مماثلة لممارسة الرياضة، ومن المهم جداً أن تكون هناك جلسات عائلية تشتمل على حوارات ودّية، تتناول فيها ما حدث للأولاد في المدرسة أو مع أصدقائهم أو جيرانهم، ومشاركتهم حول حدث معيّن قد صادفهم، ووضع الحلول اللازمة للمشاكل التي قد يتعرضون لها.
إن للعلاقات الأسرية دوراً كبيراً في تماسك الأسرة ومنعها من الانحراف عن القيم والمبادئ والأعراف الاجتماعية الرصينة، لما تخلقه من أجواء محفوفة بالحب والحنان، ويجد الأولاد فيها التقدير والاحترام، وفي الوقت نفسه التوجيه الصحيح، وتعريفهم بالنافع والضار؛ لأن أكثر الأولاد لا يعرفون ما ينفعهم وما يضرهم -خاصة في الأمور غير الواضحة لديهم- وما يسوء الأمر أن يكون هناك ما يزيّن لهم بعض الأمور، ويجعلها وردية في عيونهم. فإذا لم يجدوا الموجّه الشفيق فقد يضيعون وسط هذا الزحام الموبوء.
فالحذر كل الحذر من أن تتركوا أولادكم من غير رقابة بأي حجة كانت؛ كأن يقول بعضهم إنهم ما زالوا صغاراً.. والبعض يقول عكس ذلك بأنهم قد كبروا ولا خوف عليهم، إلى غيرها من التبريرات.
صادقوا أولادكم وكونوا قريبين منهم دائماً، وشاركوهم همومهم، وساعدوهم في حلّ مشاكلهم، وكونوا لهم أطباء نفسيين وموجّهين اجتماعيين. حتى لا يضطروا إلى أن يلجؤوا للبديل الذي قد يكون من الذين يصطادون في الماء العكر فيستغل طيبتهم وفطرتهم ليشوهها ويعبث بها ويوجهها الوجهة الشيطانية. وحينها يكون من الصعب العودة، وقد لا يفيد الندم حينها!