الشهادة الأولى.. الهوية
علي بن أبي طالب صاحب الجود والفضل والزهد والعلم والعبادة هو صوت العدالة ورمز المروءة ومثالاً للفضل والزاهد المتقي.
الإقرار الأول:
ما أقول في رجل أقر له أعداؤه بالفضل ولم يمكنهم جحد مناقبه.
(التوقيع: ابن أبي الحديد.)
الإقرار الثاني:
اللقب الذي خص علياً يطلق إذا أطلق فلا ينصرف إلى أحد غيره بين جميع الأئمة الذين وسموه بهذه السمة من سابقيه ولا حقيه.
( التوقيع: عباس محمود العقاد)
الإقرار الثالث:
الإمام علي عظيم العظماء ونسخة مفردة لم ير لها الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً.
التوقيع: جورج جرداق.
الإقرار الرابع:
أول عربي لازم الروح الكلية.. مات والصلاة بين شفتيه.
التوقيع: جبران خليل جبران.
الإقرار الخامس:
صدق الإيمان لله نعماً للدين وقياماً للحق- واستقامة لا تداهن وهي لا تحفل بالعاقبة ولا تبالي سوى برضا الله.
التوقيع: طه حسين.
ملاحظة: هناك ملايين الإقرارات اللاحقة..
*****************
الشهادة الثانية.. السطوع
رجل المسجد والميدان وندوات الحوار- ورجل الفكر والتربية والبيت والعمل.
سطوع شامل انفتح على جميع الفرق حتى ندرت من لم يكن هو معلمها سطوع له بين علماء الكلام والتوحيد علماء الفقه والشريعة حكمة وقيادة وجهاد- حمل لواء النضال ضد الظلم من اجل سيادة العدل ويكفي أنه تلميذ الرسول(ص).
فكان سطوع السلام في عهد ناوئه العهد- وعهد استخلف فيه وسطوع الجهاد في يوم صار القتال قاعدة مناوئيه وعند تآلب أهل الوجاهات وأهل الغباء في صفين والنهروان وحتى ساعة مقتله الشريف.
الدليـــــل:
1- والله أني لأعرف بالحق مثل أن أشهد عليه.. (مصداقية علي)
2- والله ما ابالي ادخلت على الموت أو خرج الموت إلي. (جهاد علي)
3- وأن تكون عندي في الحق سواء (عدالة علي)
4- لأنصفن المظلوم من ظالمه. (إصرارعلي)
وملايين الأدلة المعروفة- فقد كانت الافكار معركة ذاتية لتربية الناس لكونه قائد قضية متكاملة المفاهيم.
*****************
الشهادة الثالثة.. الوضوح
سؤال:
هل الشورى كانت مصدر خلل؟ أم ضحية بعض الذين تستروا بظلها وانصرفوا عنها في الوقت المناسب؟
توضيح:
لم يكن الإمام متحمساً لها- وليس حجته القربى من الرسول(ص) كما يدعي الجناة- وإنما ثقة القيام ومتابعة المسيرة في خطها الصحيح وينشر الوضوح سماته بعد مقتل عثمان.
حوار:
الإمام علي: لا حاجة لي في أمركم، فمن اخترتم رضيت.
وجهاء القوم: أنا لا نعلم أحداً احق بها منك.
علي (عليه السلام): لا تفعلوا فأني أكون وزيراً خيراً من أن أكون أميراً.
إقرار:
ازهد الناس في الدنيا علي.
(عمر بن عبد العزيز)
في معرض التقويم للصحابة الستة المؤهلين لخلافته مستثنياً علي- (سيحملكم على طريقته هي الحق)
(عمر بن الخطاب).
الأدلة..
أولا: بعد اغتيال عمر طالبَ علي (ع) بمحاكمة عبيد الله بن عمر بن الخطاب بثاراته العشوائية- وللانتقام بنفسه دون الدولة.
ثانياً: عزل معاوية رغم نصيحة الكثيرين بتركه حتى تستقيم الامور.
استدلال:
لو كنت مستعملاً أحداً لضره أو نفعه لاستعملت معاوية على الشام.
فوضوح علي لايرتضي المساومة ولو كانت مرحلية.
اعتراض:
يقول أحد دعاة الوهابية أن هذا الخيار نظري ليس له حظ من النجاح إذ يؤدي بصاحبه إلى العزلة.
الرد:
هو ليس مجرد داعية يتوخى التنظير وإنما يسعى لتأسيس مجتمع ملتزم فهو يقول في صفين:
ما وقعت الحرب يوماً إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشوا إلى ضوئي- وذلك أحب إلي من أن اقتلها على ضلالها وأن كانت تنوء بآثامها.
*****************
الشهادة الرابعة.. الحزم
ملاحظة.. يرى بعض القاصرين ذهنياً أن الحزم تشدد في الخطاب وفسروه ضرباً من التطرف وبه طعنوا في كفاءة علي السياسية واتهموه بتضييع الفرص التي تطلب مرونة.
توضيح:
لا بد لنا العودة إلى التاريخ..حين تمت البيعة لعلي في المدينة كانت (الدولة) منقسمة فعلاً حيث بدت عناصرها مكتملة في الشام- جيش ، إدارة، احتواء القبائل، الاكتفاء الاقتصادي، مقومات كثيرة التبسها معاوية منذ عهد الخليفة الثاني.. تحت ذريعة الدفاع عن ثغور الشام ضد الخطر البيزنطي.إذن أستلم الإمام علي(ع) دولة مفككة تفتقر إلى الجيش وإلى المال فضلاً عن الولاء الذي اقتصر على مجموعة الأنصار في المدينة- فكان عليه أن يعيد تأسيس الدولة المنقسمة.
الذي فرض الخروج لتفادي تكريس الانقسام بقيادة دولة معاوية في الشام.. ومن أجل تأمين بؤرة صالحة للمجتمع النموذجي لتصدي تحديات المرحلة.
*****************
الشهادة الخامسة.. الحوار.
عرض أولي:
يوجد تقسيم كبير حول منهجية الحوار عند علي بن أبي طالب بحجة التشدد- والحقيقة أن جذرية الإمام لم تقلل من أهمية الحوار في منهجه..
ولكن للمواقف شؤونها..ألم يحاور في الجمل وكاد الحوار أن يصل إلى نتيجة لولا الغايات المريضة في نفوس من افتعلوا هذه الحرب؟ وهذا الحوار الذي أبدع مصطلح (أهل القبلة).
التحليل:
في حرب الجمل كان التهديد ضد السلطة لكن في الشام كان التهديد ضد الدين- ضد الإسلام- ولهذ لا بد أن يتغلب منطق الحسم على منطق الحوار.
يرى الإمام علي(لم أرإلا القتال أو الكفر)
ولذلك أخفق الحوار في ظل نقيضين (إسلام × كفر)ولهذا اقترنت صفين عند الإمام بالجهاد- وهذا لم يحدث في حرب الجمل- فالجمل كان يراها اقتتالاً على البغي وليس على التكفير.
ملاحظة مهمة..
الفتنة التي ارهقت بال الإمام منذ السقيفة ودفعته إلى التضحية والتنازل حفاظاً على وحدة المسلمين في صفين سقطت اعتبارات هذه الوحدة لكون الخسارة فيها انكسار الإسلام فلا تنازلات..
اعتراض:
احتج وهابي بحوار النبي (ص) مع قريش.
الرد:
لم يحاور الرسول قريش إلا بعد انكسارها- بعد عزلتها في الخندق ليحقق بعد وقت قصير انجازه الأعظم فتح مكة.
نتيجة:
الحديبية لا تقارن بالمهادنة مع معاوية إطلاقاً لكن ربما تقارن بمعاهدتي الحديبية والتحكيم- فالذي جرى بين علي ومعاوية لم يكن حواراً بل كان مجرد إبلاغ خليفة بعزل والي الشام- لكون معاوية كان في وضع تمردي على الشريعة ولا ينبغي التعامل معه بالحوار لأن ذلك معناه الاعتراف بحركته.
ملاحظة: عند انشقاق الخوارج أصبح الحوار مجدياً لكسب عنصر الوقت لمعالجة مسألة الخوارج قبل أن تستفحل وتخل في الوضع العام.
*****************
الشهادة السادسة.. الإصلاح
توضيح أول:
مشروع معاوية المضاد حال دون اعطاء الفرصة للمشروع الإصلاحي وقد تجلت ابرز ملامح المشروع في إعادة بناء الفرد والمجتمع.. الذي أخل به العهد السالف نتيجة السياسة العشوائية والتفاوت في العطاء وإثارة العصبيات واطلاق العنان للأقليمية في السلطة.. فكان الإنجاز الاصلاحي الاول إعادة النظر في نظام العطاء- وكان ينطلق من التجربة الرائدة في المدينة.
وسعى الإمام علي لإعادة صياغة النموذج للانخراط المطلق في مجمع عقائدي وفرادة هذا النهج في أنه بني على العلم الذي هو أكثر استيعاباً للعقيدة فأصبح الفارق واضح بين نهج يقوم على العلم والمعرفة وبين نهج يعتمد التضليل والتجهيل.
الوثيقة الأولى:
أقم للناس الحج وذكرهم بأيام الله واجلس لهم العصريين فأفتي المستفتي وعلم الجاهل وذاكر العام..
إلى قيثم بن العباس عامله في مكة
الوثيقة الثانية:
أكثر مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء.
وصيته إلى مالك الأشتر
نتيجة
لقد خذلت قريش الإمام علي (ع) لانعدام التوافق على النهج مؤثرة نهج العهد السالف الذي سعى معاوية لتكريسه اصطدام النهج الإصلاحي بنهج قبلي قادت قريش نفسها على هذا الإساس ضد علي لأنه سيأوي بغيرها من القبائل حتى صارت منابر رسول الله لا هم لها سوى شتيمة امير المؤمنين (ع)
الإقرار الأول:
قال رسول الله (ص): {من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله}
الطبري عن أم سلمة
الإقرار الثاني:
قال رسول الله (ص):{من سب علياً فقد سبني}
أحمد والحاكم عن أم سلمة
الإقرار الثالث:
قال رسول الله(ص): {علي مع الحق والحق مع علي ولا يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة}
الخطيب البغدادي- والجويني الشافعي عن النبي (ص)
الإقرار الرابع:
لو أن السماوات والأرض موضوعتان في كفة وإيمان علي في كفة لرجح إيمان علي..
الديلمي- الهندي والطبري عن عمر بن الخطاب وهناك إقرارات تملأ الصحاف
*****************
الشهادة السابعة- الحيف
عرض اول: لنترك الحياة جانباً ولنر ما لاقاه الإمام علي من حيف بعد موته.
الحيف الأول: عدم كتابة تاريخه بإنصاف وصدق بعد رحيله وقام الأمويون بمسح دماغي ليس له مثيل- كي تنسى الأمة علياً ودور علي.
الحيف الثاني:
يعتبر المنبر في الإسلام من اعظم الأجهزة التربوية والإعلامية لدى المسلمين وقد سخرت للنيل من علي (ع) وتشويه تاريخه الفذ حقداً على الإسلام وانتقاماً لقتلى المشركين وهزيمتهم بمعركة بدر فكانت خطب الجمعة في العهد الأموي تفتتح بشتم الإمام علي (ع)
توضيح أول:
كانت خطبة الجمعة تفتتح بشتم الإمام علي (ع) بكلمات يأبى التاريخ أن يذكرها- وكانت تدعو وتشجع على ذلك العمل القبيح المنافي للإسلام والذوق قوى وأجهزة حكم ورواة ومحدثون مأجورون ومؤرخون للسلاطين محاولين بذلك طمس معالم تاريخ الإمام علي المشرق الوضاء
توضيح ثاني:
كان من شروط التعيين في أي منصب حكومي في المراكز أو في الولايات أن يكون الشخص المعين مبغضاً لعلي (ع) ناصباً له العداء.
استبيان:
أن المغيرة بن شعبة عندما أصبح والياً على الكوفة في زمن معاوية بن أبي سفيان عيّن على بلاد الري والياً من قبله يدعى كثير ابن شهاب وكان يكثر سب علي على منبر الري
حوادث 541 رواية ابن الأثير
*****************
الشهادة الثامنة.. المؤامرة
التوضيح الاول..
نفر من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الامراء واتفقوا على قتلهم فقال عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله أنا أكفيكم علياً.
تعريف:
عبد الرحمن بن ملجم المرادي رجل خارجي أدرك الجاهلية وكان قد تربى في كنف الإمام علي (ع)- هاجر في خلافة عمر إلى المدينة .
حيثيات الجريمة:
أقبل ابن ملجم لعنه الله- وكان إعداده في كنده- حتى قدم الكوفة فتعرف على قطامة بنت الأخضر التميمية- وكان أبوها وأخوها من المقتولين في النهروان فأعجب بها وخطبها واشترطت عليه قتل امير المؤمنين علي.. والتقت المصالح فأرسلت له من يساعده مثل المجرم وردان بن مجالد ابن عشيرتها- وشبيب بن بجرة- رجل من اشجع وحضر الاشعث بن قيس لمساعدتهم.
مرفقات مزوره:
هناك الكثير من المدونات المزورة والتي تنقل بأمانة حتى في بعض المصادر الشيعية لكونها دقيقة المعنى.
التزوير الأول:
كان اجتماع الخوارج لخلاص الامة من أمرائها.
الحقيقة:
أن مقتل الإمام دُبِّر بمؤامرة اجتمع لها جميع المستفيدين والمعارضين من المدرسة العثمانية – الأموية- والخوارج- والجهلة وأهل المنفعة وكانت دوافع مقتل علي (ع) الحقد والثارات والحسد.
التزوير الثاني.. عن الخوارج
وتذكر خبر اخوانهم الشهداء في النهروان.
حقيقة:
قتلى الخوارج في النهروان.
التزوير الثالث.. عن قطامة
قتل امير المؤمنين أباها وأخاها في النهروان.
الغاية:
ليصوروا للعالم أن الإمام علي وكأنه قام بفعل قتل وجريمة ومطالب بالقصاص.
التزوير الرابع:
القتل حدث في هجوم على أمير المؤمنين عند دخوله المسجد والمعروف والمعلوم أن ابن ملجم لعنه الله استغل الصلاة.
تحليل:
هناك فرق شاسع بين الشجاعة والصلف- فلو تابعنا الاحداث المزورة بصبغة الشجاعة
حيثيات الصلف:
نادته أم كلثوم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين ؟
قال: إنما قتلت أباكِ!!!
فقالت: يا عدو الله أني لأرجو أن لا يكون عليه بأس؟
قال لها: فأراك إنما تبكين عليّ إذاً؟
والله ضربته ضربة لو قسمت على أهل الأرض لأهلكتهم.
متابعة..
لنرى هذا الصلف وهو يقف أمام الناس ذليلاً صامتاً لم يستطع حتى على نطق كلمة واحدة...
كيف تراه يواجه الحقيقة وهذه الناس تصرخ به يا عدو الله ما فعلت.. اهلكت أمة محمد (ص)
وأي صلف سيقف أمام صلابة شعب.
سؤال: أين هي الشجاعة؟
شبيب بن بجرة دخل عليه ابن عمه يسأله لعلك قتلت أمير المؤمنين؟
فأراد أن يقول لا- قال نعم- وللنظر إلى عمق هذا الخوف وهذ الجبن..
أما ابن ملجم فتبعه رجل واحد من همدان لحقه وطرحه أرضاً ثم صرعه وأخذ السيف من يده وقاده كما تقاد الخراف إلى أمير المؤمنين (ع)
ا*****************
الشهادة التاسعة.. الانتصار الحاسم
فزت ورب الكعبة