.. انا امرأة مثقفة واعية اجتهدت كثيرا كي ابعد الملل والفجوة عن بيتي، ست سنوات زواج يعني اواصر محبة وعوالم الفة وسلام... ست سنوات لم يشهد بيتي شجارا او خلافا خشنا في يوم من الايام، فزوجي رجل خلق ودين ـ لم يجرحني يوما بشتيمة او سباب، لم يرفع يده عليّ قط، ويؤمّن جميع احتياجاتي دون تردد، ولكنه صار يؤذيني بصمته ويقتلني بعزلته الغريبة هذه الايام...
جفاف عاطفي لم اعد اطيقه وفي كل الأحوال فهو غريب عن البيت وصار يشعرني ان له عالمه الخاص الذي لا اعلمه، أين يذهب؟ ومن هم اصحابه؟ ومتى يعود؟ صرت لا اعرف ما الذي يسعده أو يحزنه وما الذي يسره ويكرهه؟ اتمنى ان يدرك هذا الرجل المؤمن ان البيت مسؤولية وامانة لابد ان تراعى بالمحبة، لابد ان يحس الرجل ان في البيت انسانة تنتظر واطفال لايملكون ابا سواه ـ ليفهم ذلك ليفهم.