إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من كرامات الأنقياء ... كنّة من أيام الباون مريم حميد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من كرامات الأنقياء ... كنّة من أيام الباون مريم حميد


    لم تسمح الحياة أبداً أن ألتقي جدي السّيد عناية الله( رحمة
    الله عليه ) ، هذا الجد الغاية في الطيب والحزن وذلك لأنه توفي قبل مولدي باربع وعشرين سنة لكن سمحت الظروف أن ألتقي أحبة شاهدوه وعاصروه فحكوا لي ما حكوا عن هذا الجد
    فكان أعزها علي هذه الحكاية التي تقول : أن جدي تعرض لأزمة مالية في خمسينات القرن الماضي فتوجه إلى أحد أبناء أخوته وشكى له الأمر وطلب مساعدته
    وبطريقة ما سمعت زوجة ابن أخيه كلامه وشكواه فخلعت ما عليها من ذهب عثماني باون وهي قلادة عثمانية عادة ما تكون على شكل دائرة يتخللها شعاع أو صورة شمس مرسومة في داخلها و طلبت من زوجها أن يحمل ذهبها ويعطيه إلى السيد عناية الله ليفك أزمته وبالفعل أخذ جدي الذهب شاكرا لكن لم يبعه بل قام برهنه عند أحد الصاغة ليسترده عندما تحل ازمته ومرت الأيام وأوسع الرحمن عطاياه على السيد جدي فأول ما خطر بباله هو فك رهن الذهب ليعيده الى العلويّة كنة أخيه وبالفعل دفع ثمن الرهن واسترد الباون والاساور في صرة مشدودة وركب فرسه يبغي الوصول إلى النجف الأشرف حيث تقييم عائلة ابن اخيه وعندما وصل مشارف النجف غلبه التعب فنزل ليستريح في خان أول الطريق وهنا تناول الشاي ثم القهوة مع خبز كان يحمله من بيته (وعادة جدي رحمه الله ألا يتناول الخبز إلا من صنع جدتي رحمها الله التي سبقته الى داعى الحق شابة تاركة له سبعة اولاد وخمس بنات).
    ولما أنتهى من طعامه ساعده أحد صبيان الخان في ركوب فرسه وأنطلق حتى وصل بيت أخيه فوجد ترحيبا عظيما واستقبالا طيبا لكن جدي قبل أن يرتاح شكرهم وبحث في متاع الفرس وعن الصرة الصغيرة فلم يجدها فأطرق وكأن السماء تحولت لصخرة و هوت على رأسه
    تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه وبقي مطأطأ رأسه لا يعرف كيف وبم يعتذر .
    وأسرع من الصوت وصل الخبر إلى زوجة أخيه صاحبة الذهب المفقود
    ولها الكلام هنا ، تقول فيه كنت (بكَبتي : إي غرقتي )
    ووالدتي عندي يومها فأبلغت الخبر قبل أن تصدر مني أي ردة فعل بادرت امي إلى وضع كفها على فمها تنهاني عن الكلام ثم قالت والدتي إياك أن تتفوهي بأي كلمة تحرج زوجك أو عمه قولي لهم إنك مستعدة لتقديم بقية ذهبك لسيد عناية الله وهذا ذهبي أيضا وبدأت تخلص أساورها من يدها
    لتقدميها للسيد فالمهم ألا يحني رأسه ويحزن خليكِ أصيلة وبينما نحن كذلك وإذا بالباب تطرق
    من قبل رسول من الخان يحمل صرة يسلمها لزوجي ويقول هذه أمانة السيد عناية ففتحنها ووجدت قلادة الباون والاساور الخاص بي لم تضع أمانته لحسن نيته وردت ألي لأني لم أفكر بأني متفضلة يوما ولم يأذن لي زوجي أو أبنائي بأن أحكي هذه الحكاية يوما حتى لا يتحسس أحد من ابناء وحفدة السيدة عناية الله

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X