اللهم صل على محمد وآل محمد
*لا يمكن إضافة وقت لحياتنا ، لكن يمكن إضافة حياة لوقتنا*
جميلة وتستحق القراءة
نحن وصلنا للربع الأخير من العمر أو ما يُسمى بخريف العمر ، فالسنون ذهبت وأخذت معها الشباب والقوة ، كنا بالسابق نرى كبار السن ، ونعتقد أننا لن نكون مثلهم ، ففي الربع الأول من العمر ، ربع القوة والعنفوان ، كنا نَظن أن الربع الرابع بعيد عنّا جِدّاً ، ولم نتخيّل أننا سائرون إليه بسرعة لم نتوقعها ، وكنا نظن أن وصول هذا الربع إلينا ، سيكون بطيئاً جداً ، ولكن ها هو قد وصل إلينا ، فبتنا نرى أصدقاءَنا شِيبَاً ، يتحركون أبطأ منّا ، بعضهم أفضل منّا ، وبعضهم أسوأ منّا ، أصبحنا نغفوا بمكاننا دون رغبتنا ، ولكن صرنا نُقدر النِعَم التي نَرفُلُ بها أكثر من سابق عهدنا
فصار سيرنا بلا مساعد
*نِعمَة*
وإنعدام الآلام والأوجاع
*نِعمَة*
وتذكّر الأشخاص والأيام
*نِعمَة*
والنوم بلا أدوية
*نِعمَة*
وعدم إحتياجنا للطبيب
*نِعمَة*
وأكلنا لبعض أصناف الطعام
*نِعمَة*
ودخولنا الحمام بمفردنا
*نِعمَة*
وخروج الأذى منّا طبيعيّاً
*نِعمَة*
ورؤيتنا لما حولنا
*نِعمَة*
وتنفسنا للهواء الذي حولنا
*نِعمَة*
وشعورنا بروائح العطور حولنا
*نِعمَة*
وسماعنا لأصوات من هم حولنا
*نِعمَة*
وإحساسنا بكل ما حولنا
*نِعمَة*
*والله يقول : *
*وإن تَعُدُوا نِعمَة الله لا تُحصُوها ، إن الإنسان لَظَلُومٌ كَفّار*
نحن الآن في الربع الرابع من حياتنا ، ولا نعلم طول هذه المدة ، والتي من المؤكد أنها ستنتهي عنّا ، وستأتي بعدها محاسبة على كل ما سلف ، *إن خيراً فخير وإن شرّاً فَشرّ والعياذ بالله*
ولكن والحمد لله نحن ما زلنا أحياء الباب ما زال أمامنا مفتوحاً *لنكفر عما حصل منّا من ظلم لغيرنا ولأنفسنا ، إذ يمكننا رَدُ الحقوق لأصحابها* ، فكم ندمنا على أفعال لو لم نفعلها ، وأفعال لم نفعلها لو أنّا فعلناها ، وأفعال نحمد الله أننا فعلناها
فالآن ما يُعَدُ حسناً علينا فِعلُه ، *فلا تأجيل للعمل الحسن بعد اليوم* ، فالحياة تمضي مُسرعةً ، ولا نضمن لإنسان الوصول للربع الرابع ، فلا وعد لأحد بالمرور على جميع الفصول بالحياة ، فكم من أناس عاشوا الربع الأول فقط ، وآخرون عاشوا للربع الثاني فقط ، وآخرون عاشوا للربع الثالث فقط ، وها نحن والحمد لله أدركنا رابع ربع من حياتنا ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
*أعذرَ اللهُ إلى امرئ أخَّر أجلَه حتى بلغَ ستِّين سنةً*
أي لم يترك له عذرٌ إذّ أمهَلَهُ هذه المدةَ وأوصله لهذا السن ، فهو يكون قد بلغَ غايةَ العُذر ولا عُذر له بعد ذلك إن لم يَتُب ويُحسن العمل
فعلينا الآن فعل كُلَّ خير نستطيعه ، وما نريد بأن يتذكره أحباؤنا منّا ، فنحن في واقع حياتنا ، قد نتخلّى عن ملابس قديمة نملكها، ولكن ليس كل قديم فيه المَلَل ، ففي بعض الأشياء القديمة نِعمَة ، *وأفضل هذه النِعَم هم الأصدقاء الصادقون* ، فكلما قَدِموا وطال بنا مَعشَرُهم ، زاد منهم ألقهم وبهاؤهم ، فلنتمسك بأصدقائنا القدامى ولنحافظ عليهم فقلّمَا نَجِدُ اليوم صديقاً صَدُوقاً
وفي الختام أسوق للجميع حكمة :
*نحن لا نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا*
*لـكـننـا نستطيع أن نضيف حياةً إلى وقتنا*
*اللهم احسن خاتمتنا بصالح الاعمال*
---------------------
منقول