اللهم صل على محمد وآل محمد
قوله تعالى: ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ﴾.
يقول السيد عبد الأعلى السبزواري [طاب ثراه]:
المراد من إذهاب الناس وإتيان آخرين، هو إذهاب هؤلاء الذين نكصوا عن الطاعة وأعرضوا عن التقوى بعد ما أوصاهم جميعاً بملازمتها، وإتيان أناس آخرين يطيعون اللّه تعالى ويتّقون ويقومون بما يحبّه ويرتضيه عزّ وجلّ، فإنّه المالك للملك والملكوت والقادر على كلّ شيء، يتصرّف في ملكه كيفما يشاء بما يشاء ولما يشاء.
وإطلاق الآية المباركة يشمل الإذهاب الدفعي والتدريجي، بأن يستبدل اللّه غير المتّقين المطيعين بإفناء الأوّلين وإهلاكهم بالمرّة وإيجاد آخرين، أو تبديلهم بآخرين متّقين على مرّ الزمن وهذا أولى من حمل الآية الشريفة على أحد الوجهين، كما ذهب إليه بعض المفسّرين؛ لعموم قدرته وسنّته في خلقه، فقد أذهب أقواما أفنى الأوّلين منهم لمّا كفروا بربّهم واستدرج آخرين حتّى أفناهم، ثمّ أقام آخرين مكانهم فآمنوا وأطاعوه واتّقوه.
-------------------------
مواهب الرحمن
تعليق