1- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : حضر رجلا الموت فقيل : يا رسول الله إن فلانا قد حضره الموت .
فنهض رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) ومعه ناس من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه .
قال : فقال : يا ملك الموت كف عن الرجل حتى أسأله ، فأفاق الرجل .
فقال : النبي (صل الله عليه واله وسلم ) : ما رأيت ؟
قال : رأيت بياضاً كثيراً وسواداً كثيراً .
فقال فأيهما كان أقرب إليك؟
فقال : السواد . فقال النبي (صل الله عليه واله وسلم) : قل : ( اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك ، واقبل مني اليسير من
طاعتك ) فقال ثم أغمي عليه .
فقال : يا ملك الموت خفف عنه ساعة حتى أساله ، فأفاق الرجل ، فقال : ما رأيت ؟ قال : رأيت بياضاً كثيراً وسواداً كثيراً .
قال : فأيهما كان أقرب إليك ؟
فقال : البياض .
فقال رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) غفر الله لصاحبكم .
قال : فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا حضرتم ميتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله .
2- عن علي بن عقبة ، عن أبيه قال : دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) أنا والمعلى بن خنيس فقال : يا عقبة لا يقبل الله
من العباد يوم القيامة إلا هذا الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذا
- وأومأ بيده إلى الوريد - قال : ثم اتكأ وغمز إلي المعلى أن سله .
فقلت : يابن رسول الله إذا بلغت نفسه هذه فأي شيء يرى ؟ فردد عليه بضعة عشر مرة أي شيء يرى ؟
فقال في كلها : يرى ، لا يزيد عليها ، ثم جلس في آخرها فقال : يا عقبة .
قلت : لبيك وسعديك .
فقال : أبيت إلا أن تعلم ؟
فقلت : نعم يا بن رسول الله ، إنما ديني مع دمي فإذا ذهب دمي كان ذلك ، وكيف بك يابن رسول الله كل ساعة ؟ وبكيت ،
فرق لي .
فقال : يراهما والله .
قلت : بأبي أنت وامي من هما ؟
فقال : ذاك رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) وعلي (عليه السلام) ، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما .
قلت : فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا ؟
قال : لا بل يمضي أمامه . فقلت له : يقولان شيئا جعلت فداك ؟
فقال : نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عند رأسه ، وعلي عند رجليه ،
فيكب عليه رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) فيقول : يا ولي الله أبشر أنا رسول الله ، إني خير لك مما تترك من الدنيا ،
ثم ينهض رسول الله فيقوم عليه علي صلوات الله عليهم حتى يكب عليه فيقول : يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب
الذي كنت تحبني أما لأنفعك . ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : أما إن هذا في كتاب الله عز وجل . قلت : أين هذا جعلت فداك من
كتاب الله عز وجل . قلت : أين هذا جعلت فداك من كتاب الله ؟
قال : في سورة يونس قول الله تبارك وتعالى ههنا (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات
الله ذلك هو الفوز العظيم