أزل ضياء
هذه الدنيا الفانية تحمل الكثير من المآسي والآلام من جهة والآمال والطموحات والأهداف السامية الراقية من جهة أخرى.. وهي بين هذه وتلك محطة للبلاء والابتلاء، فاز فيها ونجا من عرف طلاسمها وفك شفراتها.. ولكن لا يتسنّى لكل أحد فك تلك الطلاسم، ومن نعم الله تعالى علينا التي لا تنقضي ولا تنتهي أن جعل بين ظهرانينا أناساً معصومين يعرفون فك تلك الشفرات وينيرون لنا تلك الطرق المظلمة فنسير بها مطمئنين.فوجود الإمام صلوات الله تعالى عليه هو رحمة للعباد، فلو أنّا جعلناه كالظل يسير معنا وشعرنا بوجوده إلى جانبنا دائماً لما تجرّأ أحدنا على فعل المحرمات والمعاصي.
ولكن من غفل وارتكب الذنب ثمّ ندم عليه، فعليه التوبة فوراً وأن يلجأ إلى أهل البيت (صلوات الله تعالى وسلامه عليهم) ليكونوا الوسطاء والوجهاء عند الله تعالى، عسى أن يتقبّل الله تعالى توبته.
فبعُرف مجتمعاتنا من يخطئ بحق أحد من الناس، يأخذ وجيهاً كريماً جواداً ذا سمعة طيّبة، ليكون كلامه مسموعاً لدى من أخطأ بحقه، ولا يرد طلبه ويلبّيه كرامة لهذا الوجيه..
هذا إذا ما أخطأنا بحق إحدى الممكنات، فكيف بمن هو خالق الممكنات؟!
مَن يا ترى أوجه الخلق أجمعين عند الله تعالى، نتوسّل به إليه؟ بلا شك ولا ريب في أن الإمام المعصوم هو الوجيه الأسمى والوسيط الذي لا يُرد، فهو المقرّب لدى الله جلّ وعلا، بل هو أفضل المخلوقين أجمع، فلنجعله هو الواسطة والوسيلة بيننا وبين خالقنا العظيم، ولنأمل أن لا تُرد طلباتنا وحوائجنا، ونسأله تعالى بهم صلوات الله عليهم أن يتجاوز عن أخطائنا ويغفرها لنا، فلا يردّنا خائبين.
فيا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله.