اللهم صل على محمد وآل محمد
أولاً: إن الاستغفار من الذنب مطلوب فيه المبادرة،
- فبعض الناس يستغفر من ذنب ارتكبه قبل سنة -مثلاً- أو قبل شهر، أو قبل أسبوع؛ هذا أمر جيد!..
▫ روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال:
- (إنّ المؤمن ليذنب الذنب فيذكره بعد عشرين سنة، فيستغفر منه فيُغفر له؛ وإنّما ذُكّره ليُغفر له!..
- وإنَّ الكافر ليُذنب الذنب؛ فينساه من ساعته)..
- ولكن الاستغفار السريع بعد الذنب مباشرة، من امتيازاته:
أن ذلك الذنب لا يُكتب أصلاً، لا أنه يُكتب ثم يُكتب في مقابله: "غفر الله له"..
حيث أن هناك فرقاً بين ذنب لا يُكتب، وبين ذنب يُكتب ثم يُمحى..
- يمكن تشبيه ذلك بالجدار الذي تُضرب فيه المسامير ثم تُنزع؛
- هذا الجدار تبقى عليه آثار من الثقوب، فلا يعود أملس كما كان في السابق..
روي عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
- (من عمل سيئة، أُجل فيها سبع ساعات من النهار، فإن قال:
- أستغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم -ثلاث مرات- لم تُكتب عليه)..
من يرتكب معصية، يُمهل فترة زمنية، فإن استغفر بعد المعصية مباشرة، أي بعد دقائق أو بعد ساعة مثلاً؛ فإن هذه الرواية تشمله قطعاً!..
ثانياً: إن الاستغفار غير المغفرة، له خاصيتان:
1- زيادة الرزق:
يقول تعالى:
﴿قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾..
- فإذن، إن الإنسان الذي يشتكي من الفقر؛ عليه أن يستغفر الله عز وجل!..
2- إزالة الهموم
روي عن النبي صلى الله عليه وآله:
- (مَن كثرت همومه؛ فعليه بالإستغفار)!..
- فرب العالمين لطيف بالمؤمنين، لا يؤجل عقوبته إلى نار جهنم؛
- فمن يعصي الله عز وجل أو يذنب ذنباً؛ يرسل عليه سحابة من الهم والغم..
روي عن الإمام الصادق عليه السلام:
(إذا أراد الله عزّ وجلّ بعبد خيراً فأذنب ذنباً؛ تبعه بنقمة، ويذكّره الاستغفار..
- وإذا أراد الله عزّ وجلّ بعبدٍ شرّاً فأذنب ذنباً؛ تبعه بنعمة ليُنسيه الاستغفار ويتمادى به،
- وهو قول الله عزّ وجلّ:
﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
(بالنِعَم عند المعاصي)؛
كأن يكون هناك إنسان: جالس بين عائلته، ممتلئ بطنه، مسترخ في حديقته، ولعله في سفرة سياحية ممتعة؛
- وإذا بقلبه ينقبض فجأة، ويكاد أن ينفجر؛ ولا يدري من أين أتى هذا الهم؟!..
- إن رب العالمين بيده القلوب،
روي عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله:
(إِنَّمَا قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ)،
وفي رواية أخرى:
(إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، يقلبها كما يشاء) حزناً وسروراً.:
- فكما أن الله عز وجل يرسل على الإنسان فرحاً من دون سبب؛ يرسل عليه حزناً من دون سبب!..
- لذا، فإن من يعاني من الهموم والغموم، أيضاً عليه أن يستغفر الله عز وجل!..
--------------------------------
الشيخ حبيب الكاظمي
تعليق