كان الحاج (كاظم الكعكچي) يصرخ غاضباً خارج المقهى، وأمامه شاب هادئ طبيعي غير مكترث لهيجانه، جلس مستريحا وهو ينظر إليّ ويحدثني
:ـ عادي عادي سيرتاح قليلاً.. إنه توتر خفيف وموجات غيظ وغضب.
صاح الحاج: ـ كيف تريدني أن أكون؟
حاول الشاب ألا يقطع حديثه
: ـ إنها مشاعر إنسانية إذا لم ندرك معنى الغضب سيؤدي الى مشاكل نفسية وجسدية.
فصاح الحاج بغضب: ما هو قصدك هل انا مجنون؟
قال الشاب بهدوء
: ـ عفواً سيرتفع عندك ضغط الدم، ويتأذى القلب، ويصير عندك صداع، ووجع في المعدة... فصاح الحاج
: ـ قم عني وابتعد الان!!
قام الشاب بكل هدوء وجلس بجانبي، وهو يكمل حديثه
:ـ قد يكون الغضب أحيانا ضرورياً لكن من الخطأ ان نرد بردات فعل جسدية لكل شخص يزعجنا...
غضب الحاج ثانية وصاح: هل أنا ضربتك يابني؟
أكمل الشاب ببرود اعصاب ومن دون توقف
: ـ لابد ياحاج من بعض قواعد السلوك التي تحد من هذه المشاعر...ازداد غضب الحاج (كاظم الكعكچي)
:ـ أصرت تعلمني السلوك أيضا؟
قال الشاب: ياحاج وفقا للكثير من الدراسات، فان التعبير عن الغضب باسلوب غير اندفاعي يكون أفضل صحياً.
وقف الحاج مستغرباً ينظر اليه ويسألني
:ـ هذا ما به؟!
بينما الشاب يكمل حديثة وهو يزداد برودا
:ـ إن الهدف من إدارة الغضب تخفيف المشاعر العاطفية، والعوامل النفسية، وأن تجنب الاشياء أو الاشخاص الذين يثيرون غضبك شيء صعب، فممكن أنت أن تطردني من هنا، لكن هل لك أن تسيطر على انفعالك وتهدئ غضبك كبديل ناجح.
صاح الحاج:ـ إنه حظي، من أين جئت إلي هذا اليوم؟
وكاد الحاج أن يهدأ قليلاً لولا ان الشاب استعجل نصيحته، فقال له
:ـ حاج راجع طبيباً فهي إما أسباب نفسية أو وراثية
فغضب لدرجة صار يقول مالا أفهم... أزحت الشاب جانباً وقلت له
:ـ ألا تعتقد أن علينا نحن أن نتعلم كيفية التعامل مع أهل الغضب، أراك تتعامل ببرود قاتل؟ فأجابني:ـ يا أخي هو الحاج لا يحاول أن يفهمني فساعدني أنت، الحاج يحتاج الى الاسترخاء الان إذهب اليه ودعه يتمدد قليلاً، ويتنفس بعمق، وليحاول أن يقرأ شيئا من القرآن الكريم وتنتهي الحالة... إذهب اليه وحاول أن تغير الحديث، وثق حينها سيندم على تصرفه معي، ثق ان المسألة التي أثارت الحاج لا تساوي هذا الغضب.
تعليق