اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السر المستودع فيها عليها لسلام
فلئن أخرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محاربا ولمن نصب لك العداوة مناصبا فلا ندبنك صباحا ومساء ولأبكينك لك بدل الدموع دما حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب
مامعنى السر المستودع فيها ؟
الذي يقوى في النظر أنّ السرّ المذكور هو الميزة الفريدة التي أودعها الله عزّ وجل في نشأة سيدة نساء العالمين الزهراء البتول (عليها السلام) وهي كونها الحلقة الوسيطة بين النبوة والإمامة ، فبما أنّها بضعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تكويناً وبتصريح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ كما ورد في روايات كثيرة ـ تحمل في وجودها أسرار النبّوة ومميزاتها .
ومن جانب آخر أصبحت هي (عليها السلام) تحتضن الإمامة بما أنّها كانت بجانب أمير المؤمنين (عليه السلام) تربّي ولديها الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام)، فهي أصبحت تعتبر أمّاً للأئمة المعصومين (عليهم السلام) .
وبالجملة، فهي بنت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وزوجة الإمام علي (عليه السلام) وأم الأئمة (عليهم السلام) ، وهذه صفة لا نظير لها في الخلق.
وبهذا الاعتبار لا يبعد التوسّل والتمسّك بهذا السرّ المخزون في ذاتها في التقرّب إلى الله تبارك وتعالى . والعلم عند الله .
أما حقيقة السر المستودع، فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا نقصد من أن ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فان الامر أعلى وأجل من أن يظهره قلم أو يخطر على ذهن كاتب أو عالم وانما الامر يتجاوز المقام ، فان من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت (عليهم السلام) مالم يخطر على بال بشر.
أما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها:-
1ـ السر المستودع، هو المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فهو الذي سوف يظهر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان لكون انها (عليها السلام) جدته.
وقد يرد على هذه الاحتمال بانه إذا كان المهدي (عجل الله فرجه الشريف) سرا من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يظهر لاحدنا، فان هذا القول الآن يصبح منتفيا ، لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الإلهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين ، هذا من جهة وكون الدعاء يقول : ( اللهم بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها 000) ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء والمعصومين ، والدعاء في ختامه يقول :
( والسر المستودع ) فانه لا معنى ان يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عجل الله فرجه) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها الذي هو منهم ومشترك معهم، وربما يجاب انه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الاختصاص.
( والسر المستودع ) فانه لا معنى ان يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عجل الله فرجه) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها الذي هو منهم ومشترك معهم، وربما يجاب انه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الاختصاص.
2ـ وقد يكون السر المستودع اشارة الى أن ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وأن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) منها.
وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء يقول : ( بفاطمة... وبنيها والسر المستودع ) فيكون تكراراً للقسم بالأئمة الذين هم بنوها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة.
3ـ السر المستودع، هو أمرهم كما في (بصائر الدرجات) عن الصادق عليه السلام: (ان أمرنا سر مستتر وسر لا يفيده الا سر وسر على سر وسر مقنع بسر)، فالزهراء (عليها السلام) بما انها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وانها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الأحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة، وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها، ومحافظون على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد الا من كان محتملاً لعلمهم وأسرارهم.
4ـ السر المستودع، هو العلوم الربانية المودعه في فاطمة (عليها السلام) حيث كانت المحدثة من قبل الملائكة، وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة (سلام الله عليها وعليهم)، وعليه نحتمل أن يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة.
5ـ قد يكون السر، هو ما أشارت إليه الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله تبارك وتعالى انه قال: (يا احمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)، أي انه العلة الغائية لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة (عليها السلام).
6ـ السر المستودع، هو اسم الله الأعظم. (انظر الأسرار الفاطمية لمحمد فاضل المسعودي من ص 25 إلى 63).
وقد قدم عادل العلوي لذلك الكتاب مقدمة ذكر فيها : فالزهراء (عليها السلام) يعني رسول الله وأمير المؤمنين فهي مظهر النبوة والولاية وهي مجمع النورين: النور المحمدي والنور العلوي، وكما ورد في تمثيل نور الله في سورة النور وآيته (( اللَّه نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَثَل نوره كَمشْكَاة ))[النور :35] بأنه كالمشكاة، وورد في تفسيرها وتأويلها ان المشكاة فاطمة (عليها السلام) وفي هذه المشكاة نور رسول الله وأمير المؤمنين ...
فالنبوة والإمامة في وجودها النوري، وهذا من معاني السر المستودع فيها فهي تحمل أسرار النبوة والإمامة .
وذكر في الهامش: ان من معاني السر المستودع سيدنا محسن الشهيد بقرينة وبنيها... فكان المراد من البنين الحسن والحسين لولادتهما وظهورهما في الدعاء والسر المستودع سيدنا المحسن الشهيد (عليه السلام).
اللهم بحق فاطمة وبعلها وبنيها والسر المستودع فيا فرج عنا فرج عاجل قريب كلمح البصر أو هو أقرب يا كريم
منقول للفائدة
تعليق