مَن في الشجاعة يضاهيه؟ مَن في إيمانه يساويه؟
سل التاريخ يجبكَ إنه من بيت كتب الله له السيادة على الخلق أجمعين، ونور يسطع به الجبين، ذلك ابنٌ من
بهيبته بهت الطغاة، وعمّه مردي الكماة، حاز من الله أعلى الرتب حتى أصبح ثقة إمامه وخاصته وسفيراً لدعوته
فأراد بأمر ابن عمّه أن ينقذ الناس من المهالك وينجيهم منها، ويأخذ بأيديهم إلى النجاة والفوز في الدّارَين، ولكن
حبّ الدنيا والاغترار بها والخنوع والعبودية للحاكم الجائر وراء خذلانه والغدر به، وعلى الرغم من ذلك لم
يضعفه ولم يوهنه موقف هؤلاء عبيد الشيطان وأُسراء الهوى، فبرز يقاتل عساكر الشرك الأموي حتى بدّد جمع
أولئك الذين كلّ همهم الحصول على المال ومتاع الدنيا، فلا دين ولا عقيدة ولا إنسانية تجعلهم يثبتون أمام
شجاعة هذا الأسد المغوار، وعلى الرغم من كثرة العدة والعدد ما استطاعوا النيل منه إلا بعد أن كمنوا له في
حفرة فوقع بها، عندها فقط استطاعوا أن يتجمّعوا حوله ويأخذوه إلى قصر الطاغية ليأمر بعد ذلك برميه من
فوق القصر وقتله والتمثيل بجثمانه الطاهر، فسلام الله عليك يا من سمت روحك في أعلى عليين بطاعة الله
وحبّه، فأنت فوق فكر البشر حتى أصبحت تعطي دروساً على مرّ العصور لكلّ من انغمس في عالم المادة الذي
يهوي بصاحبه إلى الدرك الأسفل، وحبّ الذات التي هي السبب الأول في إيجاد الظلم على وجه الأرض وهذا
هو حال أولئك الذين هلكوا بعدائك وقتلك.
سارة الميرزا مهدي
تم نشره في المجلة العدد 63