تويت
ها أنا اتسلل عبر نافذة حلم عتيق، ثغور الأفق التي أمامي تحمل يقظة وعي، وبهاء قداسة، تمد لي ألفة المقام.
:ـ سيدي عفوا من تكون؟
:ـ أنا ياولدي هاشم بن عتبة بن ابي العاص.
:ـ (فرحة غامرة) عرفتك سيدي انت المرقال هاشم... حدثني عن نفسك قليلا... حدثني ارجوك؟
:ـ انا ابن من كان اشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وآله!!
:ـ معقولة رجل يقول عنه الامام الصادق عليه السلام: خامس خمسة انصار الامام علي (ع)، وذكر اسمك يا سيدي، ويروي التاريخ انك صاحب الراية العظمى في صفين، وفي الميسرة يوم الجمل.
:ـ أنا اخذت دور رجل الاعلام النشيط، فبقيت أروي جميع الاحاديث الواردة بحق علي عليه السلام.
:ـ وكنتَ احد القادة المقتدرين ياسيدي المرقال، تاريخك نحمله وثبة من وثبات البهاء، وخطى نستعين بها عند معترك الصبر، في اليرموك ذهبت إحدى عينيك.
:ـ والقادسية، وجلولاء، وحلوان، واذربيجان.
:ـ يقول الامام علي (ع): أما والله لو ان المرقال ولي مصر، ما علا لعمرو بن العاص صوت.
:ـ قول مولاي ابو الحسن عليه السلام شهادة اعتز بها في الدنيا والآخرة.
:ـ وأمَّا اقرار معاوية، فكان اعترافا صريحا بمقدرتك العسكرية، وبشجاعتك (لقد غمني من اصحاب علي المرقال)، وعمرو بن العاص كان يخافك، وقال: (ان اللواء اليوم مع هاشم المرقال، اذا زحف به فسيكون اليوم الأطول لأهل الشام...) وحين استشهدت وزع معاوية البشارة، وكان يسميك الحمزة.
:ـ ليسميني ما شاء فهو حر بما يقول، والا فأين انا وسيدي الحمزة اسد الاسود عليه مني السلام.
:ـ وقال عنك ابو عبيد الله بن الجراح: رجل لايخاف نكوله، ولا حدوده عند اليأس) وقالت عائشة عنك: (رجل لاتزل دابته)
:ـ ماشاء الله ياولدي... فأنت تحفظ كل ما قيل عني.
:ـ قالوا عنك الكثير الكثير ياسيدي المرقال، فالخوارزمي يصفك: فارس العراق، ورجل المعارك... واما ابن عبد البر، فقال: ان المرقال كان سبب الفتح في القادسية) وقال ابن الاثير: (كان المرقال من الشجعان الابطال) وذكرك الذهبي بالشجاعة والاقدام, ابن قتيبة يرى بانك فارس، وقائد، ومنظر عسكري واسع الخبرات... وعرفت اخيرا شيئا لم اعرفه من قبل، فهو ياسيدي جديد عليّ.
:ـ ما هو؟
:ـ:ـ انك شاعر وشاعر كبير، واغلب اشعارك كانت في الولاية والبراءة.
:ـ نعم أنشدت الكثير في حب أمير المؤمنين علي (ع)... هل تحفظ ياولدي شيئا من اشعاري؟
:ـ احفظ القليل ياسيدي كقصيدتك التي تقول في مطلعها: (فأن المجد للابطال... إن صرعوا وإن صرعوا) لأن للأسف معظم شعرك لم يصلنا.. لكن وصلتنا بعض الخطب التي فضلها الزركلي على فروسيتك وشجاعتك.
:ـ أليست الكلمة كالفروسية من حيث الوقع والبلاء؟
:ـ سيدي أراك تهم للرحيل، وانا بعد لم انجز اسئلتي.
فابتسم :ـ ماذا تريد بعد؟
:ـ أريد ان تحدثني عن لحظات استشهادك.
:ـ لأرى اولا ماذا لديك؟
:ـ ذكر الرواة انك مزقت الصفوف في ساحة الوغى، وابليت بلاء قل نظيره، وعلى حين غفلة، واذا بطعنة الحارث بن المنذر التنوخي...
:ـ لم أكف عن القتال بل حملت الجرح صبرا وقاتلت... ثم قـُطعت رجلاي، فقاتلت وركبتاي على الارض، اقاتل من يدنو مني.
:ـ سيدي المرقال لقد احزن مقتلك مولاي ومولاك ابو الحسن عليه السلام، وأثر مقتلك على أهل العراق، ووسدك القبلة، وخلفك عمار بن عمار بن ياسر... والى اليوم نحن نترحم عليك يا سيدي.. أين انت؟ اين انت ياسيدي؟ أين ...؟
تعليق