القرب من الحبيب..
يسعى المُؤمن في مسيرة حياته أن يكون مقرباً من المولى تبارك وتعالى، فيحاول الالتزام بما هو واجب عليه والابتعاد عما هو محرم، ثم يتطور في كدحه ليُحصّل القرب الخاص، فيلتزم بالمستحبات ويتجنب المكروهات، وذلك لأن في القرب من الخالق سبحانه وتعالى لذة الكمال ورفعة النفس وعزتها..
وقد نبهنا آل بيت العصمة والطهارة الى استغلال الوقت والشباب قبل أوان العجز والانشغال..
ومما ورد في ذلك عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال:
أتى رجل النبي (صلى الله عليه وآله) يقال له شيبة الهذلي.
فقال: يا رسول الله، إني شيخ قد كبرت سني، وضعفت قوتي عن عمل كنت قد عودته نفسي من صلاة وصيام وحج وجهاد، فعلمني - يا رسول الله - كلاما ينفعني الله به، وخفف علي يا رسول الله.
فقال صلّى اللهُ عليهِ وَآله: أعدها.
فأعادها ثلاث مرات.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما حولك شجرة ولا مدرة إلا وقد بكت من رحمتك، فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات:
"سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمدِه، ولا حَوْلَ ولا قُوةَ إلَّا باللهِ العَليِّ العَظيمِ".
فإن الله عز وجل يُعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم.
فقال: يا رسول الله، هذا للدنيا، فما للآخرة؟
قال: تقول في دبر كل صلاة:
"اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ".
قال: فقبض عليهن بيده ثم مضى.
فقال رجل لابن عباس: ما أشد ما قبض عليها..!
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أما إنه إن وافى بها يوم القيامة -لم يدعها متعمداً- فتحت له ثمانية أبواب من الجنة يدخلها من أيها شاء.
تعليق