إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في تجربة الشاعر مهدي هلال الكربلائي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في تجربة الشاعر مهدي هلال الكربلائي


    يسعى الشاعر الحسيني الى تبني الوضوح من أجل تداول الشمول، مرتكزاً على بنى سردية تنهل من معطيات المرجع التاريخي، وهنا يكمن المعنى الكلي للفعل الشعري، معنى الاشتغال والتفرد ضمن المساحة المحددة لتكوين المنجز الشعري ابداعياً، ضمن بوتقة المفهوم الشعري في النص الحسيني الذي يختلف بطبيعتة كثيراً عماهية الرؤى المستحدثة، والتي تكبل الشعرية بالضبابية و(الشفرنة) بحجة كونيتها، وبهذا المعنى سيصبح لدينا المفهوم الشعري المنبري أكثر دقة وفنا وأصعب اشتغالا يتطلب من الناقد امكانية البحث في الوسائل الابداعية لمكونات الخاص والعام التي حققت بناء مثل هذه الشعرية الدقيقة في المعنى وتجربة الشاعر الحسيني مهدي هلال عبد مواليد 1962 كربلاء بكلوريوس لغة عربية وعلوم اسلامية والتي بنيت شعريتها على فاعلية التأريخ كمرجع واقعي يحفل بسمات التأريخ الارض والناس والزمن المعلوم:
    (للتل جاءت زينب
    للسبط شوق ترقب
    نادت بصوت تندب
    أين الذي سور لنا ضخرناه
    صوت علي في كربلاء
    حسيناه)
    وبما ان فاعلية التاريخ الحسيني يافعة تسمو فوق مكبلات القيد الزمكاني، جعل هذا الماضي يأخذ المنحى الشعوري الذي يتعايش مع زمانية التدوين (البث والاستقبال القرآني)، فنجده كتب المديح والرثاء والحماسة ولم يخرج من دائرة الولاء، في حال كان زمن التدوين أيام حكم الطاغية، قد خلق نوعا من الاصرار للألفة مع حماس الوسط الشعري – البيئي – الادبي – الديني – الاختصاصي كونه طالباً في كلية الفقه أيامها.
    وتجد أيضا الموجه الاكاديمي والتأثر الواضح بمنهجية الدكتور (محمد حسين الصغير) وقد اتخذ الشاعر المسار السردي لعرض النص التاريخي بوجه مكتمل الملامح، عبر آليات القص حسب المفهوم الحداثي وطرحها بعرض شعري، حيث يقف الشاعر الحسيني عند الاحداث التاريخية لتكون تعبيراً عن مواقف ولائية... ثمة نقطة مهمة نود توضيحها؛ حيث يذهب البعض الى أحداث التاريخ من أجل محاكمة الواقع المعاش، وهذا يتطلب منه اختيار الاحداث، وانتقاء الشخصيات التي تتلائم ومضمون تجربته، بينما المتأمل في تجربة الشاعر (مهدي هلال) سيجد تفاعلا مع التأريخ كواقع مستقل له قداسته وحرمته وتأريخ اهل البيت عليهم السلام عنده يجب ان يبقى بعيداً عن اسقاطات الواقع السياسية، ولا يحبذ استخدام هذا التاريخ لاستفزاز الواقع فله هوية مستقلة، ولا يتم استحضاره من أجل القضايا الولائية مثل المواساة – طلب الشفاعة – تلبية نداء اهل البيت (ع) لكتابة الشعر الولائي لطلب الشفاعة، فنجده يركز على بعض الاحداث التأريخية التي لها طابع الهوية الايمانية كمصاب فاطمة عليها السلام:
    (اليوم انفجع حامي الحمه
    والدار وحشه ومظلمه
    يالهادي غابت فاطمة)
    فسردية هذا الشاعر تحمل الاستهلال والحدث والشخوص والزمان والمكان والتنامي الذي يدرك فاعلية الذروة ثمة نقطة التنوير وأخيراً النهاية، ومثل هذا السرد يدعم التركيب التكاملي أي تكامل العرض التأريخي ليخرج بواقع مؤثر وفاعل، ولنتأمل المكونات السردية في قصيدة من قصائده:
    ( الاستهلال الاولي)
    (من رحت وعفتني خذت روحي وصوبتني)
    *****
    (استهلال استرجاعي (فلاش باك))
    (طاحت العدوان بينه وانظر لعمك وحيد)
    *****
    (الشخوص: الرموز التي احتواها النص الشعري)
    الشخوص المعروضة في النص الشعري جاسم او جسام وهو القاسم بن الحسن، والراوي رملة هي زوجة الإمام الحسن عليه السلام وام القاسم وشخصية العم الرمز هو الإمام الحسين عليه السلام والاب الذي هو الحسن عليهم السلام والحاضر في القصيدة من خلال وصيته:
    (او حافظه عندي وصية من الحسن بيها يريد
    توگف العمك عضيدة وتنذبح دونه شهيد)
    *****
    ثم لنراقب قيمة تنامي الحدث في المقطع الثاني:
    (ياثمر گلبي جبتلك بيدي يبني لامتك)
    ****
    وفي المقطع الذي يليه يتنامى الحدث:
    (اگصد العمك يرخصك تطب ساحات القتال)
    *****
    ثم يقترب المشهد الذي يليه الى قلب الحرب:
    (وعيني تربيلك يغالي وانت عازم عل حرب)
    ********
    ليصل في المقطع الذي بعده الى ذروة الحدث:
    أسمع من الحومة صوتك وجهت يبني السلام
    قطعة من چبدي اگطعوهه لمن صابوك اللئام
    *******
    ثم يصل متسلسلاً الى الخاتمة:
    بيده شالك للمخيم صابر العظم المصاب
    جيتني سابح بدمك ذابلة ورود الشباب
    نعود قليلاً لنقرأ في مدونة الشاعر (مهدي هلال) أمر اعتقاله وهو في السنة الدراسية الثالثة في الكلية لمدة سته أشهر قد خلقت حافز قوياً لادامة الوثبة الشعرية وخاصة بعد زمن الانتفاضة الشعبانية، حيث انكسر حاجز الخوف العام، فاستعاد المنبر عافيته، وقد تنوع الاسلوب الشعري عنده فهو يكتب الشعر الفصيح والعامي الخطابي والمنبري والملمع... وقد اتكأ أسلوبه الشعري المنبري على العاطفة الجمعية أي أنه توسم شعورية لمواجهة البناء النصي سعياً لعمل شعري ينطلق لاحتواء العاطفة الجمعية يحتاج إلى بناء شعري سليم يقوّم هذه الاثارة كي لا تصبح جزءا من الملل غير المؤثر:
    نادى حسين ابنچ ياليله
    طاح بشدة وگومي ادعيله
    نادت ياربي تباريله
    من هذه المحنه تنجيني يوليدي فراگك ياذيني
    لقد استطاع الشاعر (مهدي هلال) استثمار ثقافته المنهجية، والتي ثابر لادامتها طيلة عمره الثقافي من خلال دورات تعنى بالادب والانشاد الحسيني والخطابة، وقد تم تكريمه ضمن أفضل عشرة شعراء قارعوا النظام الدكتاتوري من قبل الامانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، فنجده ينفتح على أكثر من نوع شعري يسمح له بالاستجابة للإيقاعات الوزنية بتمكن شهد تنوع المنشدين الذين تعاملوا مع نصوصه أمثال الحاج محمد الرادود، والحاج عبد الامير الاموي، وعلي يوسف، وكاظم الوزني، وأغلب رواديد كربلاء... وتنوعت كذلك عنده المشاركات من احتفالات تأبينية لذكرى استشهاد بعض رموز خدمة المنبر الحسيني الى مهرجانات شعرية تقيمها وزارة التعليم العالي والمؤتمرات الادبية والشعرية...​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم

    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X