بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
العالم يتجه في السنوات القادمة إلى تغيير جذري في هوية الإنسان ونظرته للخلق والكون، فثنائية الذكر والأنثى التي خلقنا الله عليها ستصبح قريبة جدا فكرة قديمة، وبدلا منها سيتم ترويج مفهوم أن الإنسان يولد إنسانا وهو يختار أن يكون ذكرا أو أنثى، بغض النظر عن تكوينه البيولوجي، فالإنسان حر في تحديد نوعه، وحر في تحديد دوره الاجتماعي، وحر في تحديد ميوله الجنسية، وحر في أن يختار دور الأمومة أو الأبوة، وحر في أن يختار أن يكون شاذا أو متحولا جنسيا أو ذو ميول نحو الجنسين، فهذه الحرية الجديدة التي يتم الترويج عنها في وسائل التواصل والإعلام بدعم مؤسسات وحكومات دولية، أما الدولة فيكون دورها في الحفاظ على حرية اختيار الإنسان والإعتراف الرسمي بحقه،
إنها الفوضى في تغيير هوية الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وخلاصة الأمر تكون النتيجة هدم للأسرة وهدم للأخلاق وهدم للأنساب وهدم للفرد ونشر للأوبئة وتهديد للنسل البشري، فالمتحمسون لهذا الفكر ينظرون للمرأة أنها لم تخلق امرأة بل هي أصبحت امرأة، ووصفها بالأنثى استضعاف لها وقهرلها، وأن دورها كأم أو راعية للمنزل فيه تحقير لها ولابد أن يكون لها وظيفة اجتماعية أكبر، ويرون أن الصواب أن الإنسان هو يختار جنسه وهويته الجنسية.
إن ثنائية الذكر والأنثى ليست مجرد ظاهرة كونية أو جسدية، بل هو إيمان ينبغي أن نؤمن به قال تعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)، فهذه سنة كونية أوجدها الله تعالى للحياة مثل أن يعيش السمك بالماء، والطائر في السماء، والأسد في الغابة، فالسمكة تموت لو جعلناها تعيش بالسماء والطائر يموت لو جعلناه يعيش بالماء لأنه خالف فطرته وطبيعته، وهكذا لو غير الإنسان هويته الجنسية بناء على شهوته ومزاجه فإنه يموت شعوره وتضطرب شخصيته لأنه خالف فطرته وطبيعته.
والعالم اليوم يتجه بقيادة الغرب إلى هدم الأسرة من خلال دعم حرية الإنسان في اختيار هويته الجنسية، فاتجهت القوانين إلى تجريم من يعارض من يختار أن يكون شاذا أو متحولا جنسيا أو ذو ميول بين الجنسين، وجعل أمر الشذوذ والتحول طبيعيا وحقا مشروعا، وتم فرضه بالقوة بناء على رأي أقلية من المؤيدين على حساب أغلبية الشعوب، فصار المهم أن يشبع الإنسان نفسه وما يشتهى على حساب الزواج والأسرة وتربية الأبناء، وإذا استمر الإنسان أن يعيش حياته بهذا الإسلوب وقتها يكون عنده لا معنى لوجود أسرة أو عائلة في حياته.
فالله تعالى عندما خلق الزوجين الذكر والأنثى من أجل التكامل في الحياة واستمرارها .
فقانون الزوجية من القوانين الكونية التي أوجدها الله تعالى وأي مخالفة لقوانين الله تعالى فإنه انتكاس للفطرة، فيجب الحرص كل الحرص على أستنقاذ الأجيال المسلمة من هذا الفكر وتحريرها منه وتخليصها من شبهاته وحماية الشابات والشباب والعائلات من هذا الفكر الدخيل .
تعليق