بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
ولاسَّيما أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم وقسيم الجنة والنار حيدر الكرار علي بن ابي طالب عليه السلام داحي الباب ومشتت الأحزاب زوج البتول وسيف الله المسلول علي بن ابي طالب واللعنة الدائمة على أعداهم ومخالفيهم ومعانديهم وظالميهم وغاصبي حقوقهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم ومدعي مقاماتهم ومراتبهم ، من الأولين والأخرين ونحن على ابواب ولادة أمير المؤمنين عليه السلام نذكر ما تواتر عند اهل الخلاف فقد اخرج
أبو محمد عبد الحق الإشبيلي
سنة الولادة 510هـ/ سنة الوفاة 581هـ
في الأحكام الشرعية الكبرى ج 4 ص 380
ويقول : قم أبا ( تراب ) قم أبا ( تراب ) ' .
مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد - وتقاربا في اللفظ - قالا : ثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : ' أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا ( تراب ) ؟
فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم / يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله ، خلفتني مع النساء والصبيان ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟
وسمعته يقول يوم خيبر :
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله [ ورسوله ] قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي عليا . فأتي به أرمد فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما أنزلت هذه الآية
( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهلي ' .
مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح و [ عبيد الله ] القواريري وسريج بن يونس ، كلهم عن يوسف الماجشون - واللفظ لابن الصباح - قال : حدثنا يوسف أبو سلمة الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : '
قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
قال سعيد : فأحببت [ أن ] أشافه بها سعدا ، فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامر فقال : أنا سمعته .
قلت : آنت سمعته ؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال : نعم ، وإلا استكتا ' .
الترمذي : حدثنا بشر بن هلال الصواف ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا حرب ابن شداد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص قال : ' لما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة تبوك خلف عليا فقالوا : مله وكره صحبته . فتبع علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحقه في الطريق قال : يا رسول الله ، خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا : مله وكره صحبته .
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ، إنما خلفتك على أهلي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ' .
الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل ، يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال : ' من كنت مولاه فعلي مولاه ' .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . وأبو سريحة هو حذيفة بن [ أسيد ] الغفاري / صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : '
من كنت مولاه ( فعلي ) مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ' .
البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا أبو أحمد ، ثنا عبد الملك بن أبي [ غنية ] ، عن الحكم بن عتيبة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : حدثني بريدة قال : '
بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع علي بن أبي طالب فرأيت منه جفوة فلما جئت شكوته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فرفع رأسه فقال : يا بريدة ، من كنت مولاه فعلي مولاه ' . عبد الملك هو ابن حميد بن أبي [ غنية ] وهو ثقة ، وثقه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل .
أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عفان ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : '
علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي ' .
الطحاوي : حدثنا أحمد بن شعيب - هو النسائي - أخبرنا محمد بن المثنى ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن سليمان - يعني : الأعمش - ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : ' لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ،
ونزل بغدير خم أمر بدوحات [ فقممن ] ثم قال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض . ثم قال : إن الله - عز وجل - مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي - رضي الله عنه - فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فقال : ما كان في الدوحات [ أحد ] إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه ' .
قال أبو جعفر : هذا الإسناد صحيح لا طعن لأحد في أحد من رواته .
المصدر
الأحكام الشرعية الكبرى
أبو محمد عبد الحق الإشبيلي
سنة الولادة 510هـ/ سنة الوفاة 581هـ
تحقيق أبو عبد الله حسين بن عكاشة
الناشر مكتبة الرشد
سنة النشر 1422هـ - 2001م
مكان النشر السعودية / الرياض
عدد الأجزاء 5
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
ولاسَّيما أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم وقسيم الجنة والنار حيدر الكرار علي بن ابي طالب عليه السلام داحي الباب ومشتت الأحزاب زوج البتول وسيف الله المسلول علي بن ابي طالب واللعنة الدائمة على أعداهم ومخالفيهم ومعانديهم وظالميهم وغاصبي حقوقهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم ومدعي مقاماتهم ومراتبهم ، من الأولين والأخرين ونحن على ابواب ولادة أمير المؤمنين عليه السلام نذكر ما تواتر عند اهل الخلاف فقد اخرج
أبو محمد عبد الحق الإشبيلي
سنة الولادة 510هـ/ سنة الوفاة 581هـ
في الأحكام الشرعية الكبرى ج 4 ص 380
ويقول : قم أبا ( تراب ) قم أبا ( تراب ) ' .
مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد - وتقاربا في اللفظ - قالا : ثنا حاتم - وهو ابن إسماعيل - عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : ' أمر معاوية سعدا فقال : ما يمنعك أن تسب أبا ( تراب ) ؟
فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم / يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي : يا رسول الله ، خلفتني مع النساء والصبيان ؟
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ؟
وسمعته يقول يوم خيبر :
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله [ ورسوله ] قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي عليا . فأتي به أرمد فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما أنزلت هذه الآية
( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال : اللهم هؤلاء أهلي ' .
مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر محمد بن الصباح و [ عبيد الله ] القواريري وسريج بن يونس ، كلهم عن يوسف الماجشون - واللفظ لابن الصباح - قال : حدثنا يوسف أبو سلمة الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : '
قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي :
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
قال سعيد : فأحببت [ أن ] أشافه بها سعدا ، فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامر فقال : أنا سمعته .
قلت : آنت سمعته ؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال : نعم ، وإلا استكتا ' .
الترمذي : حدثنا بشر بن هلال الصواف ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا حرب ابن شداد ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص قال : ' لما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة تبوك خلف عليا فقالوا : مله وكره صحبته . فتبع علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحقه في الطريق قال : يا رسول الله ، خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا : مله وكره صحبته .
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ، إنما خلفتك على أهلي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ' .
الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل ، يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم - شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال : ' من كنت مولاه فعلي مولاه ' .
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . وأبو سريحة هو حذيفة بن [ أسيد ] الغفاري / صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : '
من كنت مولاه ( فعلي ) مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ' .
البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا أبو أحمد ، ثنا عبد الملك بن أبي [ غنية ] ، عن الحكم بن عتيبة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : حدثني بريدة قال : '
بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع علي بن أبي طالب فرأيت منه جفوة فلما جئت شكوته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فرفع رأسه فقال : يا بريدة ، من كنت مولاه فعلي مولاه ' . عبد الملك هو ابن حميد بن أبي [ غنية ] وهو ثقة ، وثقه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل .
أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا عفان ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : '
علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي ' .
الطحاوي : حدثنا أحمد بن شعيب - هو النسائي - أخبرنا محمد بن المثنى ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن سليمان - يعني : الأعمش - ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : ' لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ،
ونزل بغدير خم أمر بدوحات [ فقممن ] ثم قال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض . ثم قال : إن الله - عز وجل - مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي - رضي الله عنه - فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
فقال : ما كان في الدوحات [ أحد ] إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه ' .
قال أبو جعفر : هذا الإسناد صحيح لا طعن لأحد في أحد من رواته .
المصدر
الأحكام الشرعية الكبرى
أبو محمد عبد الحق الإشبيلي
سنة الولادة 510هـ/ سنة الوفاة 581هـ
تحقيق أبو عبد الله حسين بن عكاشة
الناشر مكتبة الرشد
سنة النشر 1422هـ - 2001م
مكان النشر السعودية / الرياض
عدد الأجزاء 5
تعليق