تويت
شعبة المفقودات
عمل متواصل وجهد مثابر
رجالٌ لا يعرفون الكل بليلٍ أو نهار، يزرعون الأملَ والبسمة ومعاني النبل والأخلاق الرفيعة. رجال شعبة المفقودات في داخل العتبة العباسية المقدسة وخارجها أمناء بإرجاع الأمانات سعداء بخدمة الزوار.
هكذا تعرّفنا إليهم وهم منشغلون في عملهم يطوون الليل بضوء النهار، يستقبلون ساعةً فُقدت من فلان، وقطعةً ذهبية فُقدت من فلانة، يرجعون النقود لأصحابها، ويقيّدون أخرى لم يُعرف لها صاحب، إلتقينا مسؤول شعبة المفقودات التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة (أحمد حمزة جابر) يحدثنا - وهو منهمك في عمله بتلك الغرفة الصغيرة داخل العتبة - عن بدايات هذه الشعبة، وأعمالها، والغاية منها، والمشاكل التي تواجههم قائلاً:
أسست شعبة المفقودات في بادئ الأمر كشعبة تابعة لإدارة العتبة، إذ لم يكن في تلك الفترة تقسيمات خاصة كما تلاحظونها اليوم، وكان هذا في عام 2004م، وبعدها قسمت مهام العتبة إلى أقسام وشعب، وأصبحنا نتبع لقسم الشؤون الدينية سواء الموجودين داخل العتبة أم الموجودين خارجها في (كرفانات الامانات)، فقد كانت الحاجة ملحة لإنشاء هذه الشعبة نظراً لتزايد أعداد الزائرين من جهة، وإيماناً بارجاع كل ذي حق حقه من جهة أخرى.
أما عن الأعمال التي نقوم بها فأغلب عملنا منصب في إستلام وتسليم الأمانات والمفقودات التي تأتي إلينا من داخل العتبة وخارجها عن طريق العاملين في العتبة أو من خلال الزائرين، ونحن بدورنا نقوم بإدخالها في سجلات وأكياس مخصصة لكل غرض منها، فإذا ما تبيّن إن لها صاحبا شرعيا أرجعت إليه، وإذا لم يتبيّن صاحبها الشرعي بعد مرور سنة من إستلامها تجرد وتسلم حسب طبيعتها وقيمتها إلى وكيل الحاكم الشرعي أو من ينوب عنه وهو بدوره يتصرف بها حسبما يقتضيه الشرع.
أما عن طريقة الاعلان عن المفقودات التي تجلب إلينا فيكون ذلك عن طريق أمرين؛ مباشر: وذلك عن طريق مراجعتنا في مقر الشعبة القريبة من باب العلقمي، أو بطريقة غير مباشرة: بالاستفادة من أرقام الهاتف التي توزع على شكل كارتات صغيرة أو الملصقات التي تلصق كوسيلة للإعلان عن الشعبة.
نحن في شعبة المفقودات لا توجد لدينا مشاكل - والحمد لله - إلا أننا نعاني أمرا؛ فنتيجة لتزايد أعداد الزائرين في السنوات الأخيرة فقد زادت المفقودات التي تصلنا، والأماكن الموجودة داخل العتبة لا تكفي للإحتفاظ بهذه المفقودات لكثرتها.