مهرجان الكفيل السنوي في عامه الثاني أصالة وعمق معاني

[علي حسين الخباز]

( من ذاكرة صدى الروضتين/111)
مهرجان الكفيل السنوي في عامه الثاني أصالة وعمق معاني
كلي يقين بأنكم بأعمالكم وبأفعالكم وتعظيمكم لهذه الشعائر، إنما تسرون قلب الزهراء (سلام الله عليها)
سلاماً من أرض واسط وهي تتشح كربلاء نشيجاً أزلي البقاء، وتتوسمُ عبقَ الشهادة والإباء في إحتضانها لصوت الكفيل سماء، سلاماً لأرض تفوح منها الأماني عطاء، سلاماً لمن قبّل يديه ثلاثة معصومين ليصير باب حوائج للقاصدين ونماء...
ما أحوجنا اليوم وفي كل زمان ومكان أن نكون في رحاب أبي الفضل العباس(عليه السلام) الذي حامى عن دينه لا عن دنياه، فقبّل يديه ثلاثة أئمة معصومين ليصير باباً للحوائج يقصده طالبوها من كلّ حدب وصوب، فيفيض كرماً وجوداً ونبلاً ليقضيها لهم برغم كفيه المقطوعتين...
ما احوجنا أن نكون في رحاب رائد الكرامة والفداء لعلنا نستلهم عبقاً من نفحاته النورانية حتى لانساوم على المبادئ والشعائر الحسينية،، وننادي معه بكل جوارحنا (يانفس من بعد الحسين هوني *** وبعده لا كنت أو تكوني).
في أرض واسط المعطاء مدينة الصحابي الجليل سعيد بن جبير (رضوان الله عليه) أقام قسمُ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة مهرجان الكفيل السنوي الثاني للشعائر الحسينية بالتعاون مع مؤسسة السيدة زينب(عليها السلام) الثقافية في الكوت.
كانت الفقرة الأولى هي معرض لصور العتبة العباسية المقدسة وأغلب إصداراتها الخاصة بالمناسبات الإسلامية والإصدارات الفكرية والعقائدية المتنوعة، افتتح هذا المعرض بحضور كبير من قبل المسؤولين الذين حضروا المهرجان.
تخلل المهرجان - الذي تولى عرافته الشاعر الحسيني السيد نعيم آل مسافر وبحضور السادة المسؤولين في المحافظة ورجالات الدين والفكر - مجموعة من الفعاليات، ابتدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الشاب (سراج منير)، ثم كانت الكلمة لفضيلة الشيخ عبد الستار الدلفي معتمد المرجعية الدينية في الكوت والمشرف على المؤسسة، أشاد فيها بالجهود المبذولة من قبل العتبة العباسية المقدسة في احتضانها لهذا المهرجان في عامه الثاني.
انتقل بعدها ليبيّن منزلة شيعة أهل البيت(عليهم السلام) من خلال الأحاديث التي تواترت عن الأئمة(عليهم السلام)، وبيان البشارة التي أعدّها الله سبحانه وتعالى لهم، ويؤكد على ضرورة الالتزام بهذه الكلمة قولاً وفعلاً، ودوام إستمرارية شهري محرم وصفر للفوز بهذا اللقب حينما قال: (ما أصعبه من عنوان... عنوان شيعة أهل البيت ليس بالعنوان اليسير إن ثبت تحققه، فشيعة أهل البيت لهم علامات ولهم صفات، وكل منا يرجع الى نفسه، هل يجد هذه العلامات هل يجد هذه الصفات، وباختصار واجمال شديد الذين يريدونه أهل البيت منا هو مارآه الجميع وما رآه العالم منا في المسيرة الحسينية في مسيرة زيارة الأربعين...
هذه السفرة الممدودة من البصرة الى كربلاء، وهذه النفوس الزاكية، هذه النفوس الطيبة، هذه الأخلاق الفاضلة على هذه الجادة جادة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) لاتمييز بين شريف ووضيع، بين غنيّ وفقير، بين سيد ومسود، مسؤول كبير وعامل صغير، الكل يلهج بذكر الحسين(عليه السلام)، والكل يتفانى في خدمة الحسين(عليه السلام) وهذه واقعاً هي الصفات هي التي يريدها منا أهل البيت(عليهم السلام) يريدون منا أن نتحلى بهذه الصفات، وأن تكون لنا هذه سجية على مدى السنة).
وأكد الشيخ على ضرورة التمسك بنهج الحسين(عليه السلام)؛ كونه أساس كل فضيلة (الحسين صلوات الله عليه صار عنواناً لكل فضيلة، صار باعثاً لكل خدمة جليلة لمجتمعنا ولأبنائنا... فياحبذا لو استمرينا على نهج هذه الأخلاق الحسينية، هذه السجايا الحسينية، هذه النخوة الحسينية على مدار السنة).
ثم انتقل سماحة الشيخ ليبيّن مآثر أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وكيف أصبح عنواناً لكل فضيلة، ولكل شيمة، لا لكونه تربطه بالإمام الحسين(عليه السلام) رابطة الدم، وإنما لكونه كان مرتبطاً برباط أقوى وأشد صلابة وهو رباط الدين لذلك نال(عليه السلام) ما لم ينله غيره (أبو الفضل العباس(صلوات الله عليه) ضرب المثل الاعلى في الاخوة ليس اخوة الدم التي تمثلت في يوم الطف فحسب، وإنما لأنه(عليه السلام) كانت الأخوة عنده أخوة دين وعقيدة).
بعدها تقدم الاستاذ (علي الصفار) عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة ليلقي كلمة الوفد، والتي جاء منها بعد الترحيب بالسادة الحضور في الحفل الكريم حاملاً إليهم سلاماً من أرض كربلاء الحسين(عليه السلام) قائلاً:
(نحمل إليكم سلاماً يفوح منه اريج الشهادة الفواح من نحر ريحانة رسول الله الامام الحسين(عليه السلام) من مدينة كربلاء الحسين تحمله اليكم كفوف الولاء والفداء لأبي الفضل العباس(عليه السلام) معطراً ومضمخاً بذكريات الطف الأليمة... هذه الذكريات التي جعلت منا مدرسة للتاريخ).
بعدها أشاد بمواقف أهل واسط وبالمدينة على مر العصور:
(وهذه واسط التي نحن في رحابها الآن، هذه المدينة العظيمة التي ما طالع احد التاريخ إلا وقف عندها، اين سكت المسكوكات، اول المسكوكات في العصرالاسلامية في واسط، اين كانت الجيوش الفاتحة الكثير منها في واسط الكثير الكثير... لاغرابة ان نجد أهل واسط بهذا العمر وبهذا الكرم وهذا الجود ولديهم مواقف واعظم هذه المواقف للشهيد العظيم سعيد بن جبير، هذا الصوت الخالد على مر التاريخ وهو يقول: لا! لأعتى طاغوت في عصره)، ثم أشاد (الصفار) بالجهود المبذولة في إنجاح هذا المهرجان من قبل اهالي واسط بعده بذرة من بذور إحياء الشعائر الحسينية الخالدة (كلي يقين بأنكم بأعمالكم وبأفعالكم وتعظيمكم لهذه الشعائر أنما تسرون قلب الزهراء عليها السلام وأن لأدعية الامام الصادق عليه السلام بهذا الخصوص لزائري الحسين لخدام الحسين لأحباب الحسين لعشاق الحسين).
ارتقي الرمح منبراً يا إمامي
وتجلبب ثوب الشهادة دامي
وطلق النحر يرتوي الدهر منه
لست ظامئا لكنما الدهر ظامي
هذا وقد تخلل المهرجان قراءات شعرية حسينية للشاعر العراقي (ناظم الحاشي) الذي كانت لنا وقفة معه يحدثنا عن المهرجان قائلاً: (أشكر العتبة العباسية المقدسة إقامتها لمهرجانها الثاني الذي وفقتُ في أن أشارك فيه بدورتها الاولى التي كانت في محافظة ذي قار والثانية هنا في أرض سعيد بن جبير (رضوان الله تعالى عليه) وارجو لهم التسديد في مسعاهم خدمة للدين وللمذهب مذهب أهل البيت عليهم السلام).
ياطف المواقف سولف بعباس
والغيرة العظيمة الملت وجدانه
بركاب الزلم غرغر لهات السيف
ومرّغ بالتراب أخشوم عدوانه
هذا الشال غيرة جعفر الطيار
ونزع چفين متنه ولبس جنحانه
اسد وبسيفه خله حلوگ هاي الگاع
تاكل بالجثث وتگول جوعانه
ماي الگاع درت من ثدايا الطين
اله وظلت لهات البحر عطشانه
موقف هذه موقف سجله العباس
مو مسأله ماي وشفه ذبلانه
وذا الخوة چذب دله البشر قابيل
عالخوه الصدك عباس دلانه
هذا وقد التقت صدى الروضتين بالحاج (رياض حسن) مدير مؤسسة السيدة زينب (عليها السلام) الثقافي يحدثنا عن المهرجان قائلاً: (هذا المهرجان يشكل قفزة نوعية في عمل المؤسسة نطمح ان شاء الله في السنين القادمة ونأمل ان يتطور ويكون نحو الافضل ونحو الاحسن حتى نرضي هذه الحشود من المواكب الحسينية ومن خدمة الامام الحسين عليه السلام... والحقيقة إني عاجز عن الشكر وعاجز عن تقديم اي كلمة تفي حق الاخوة في الامانة وقسم الشؤون الفكرية والوفد الذي شرفنا من كربلاء المقدسة وادعو لهم بالتوفيق والسداد).
ثم التقت الصدى بالسيد (لطيف محمد) محافظة واسط يبدي برأيه عن المهرجان قائلاً: (انعم الله علينا أن نكون خدما لخدام الامام الحسين وأبي الفضل العباس (عليهما السلام) وبلا شك ان الاخوة في مؤسسة السيدة زينب سباقون لهذه الاعمال وسباقون لكل ما يمت بالصلة لآل البيت وتقديم الخدمة للمواكب ولاصحاب المواكب الحسينية للمرة الثانية الاخوة في العتبة العباسية المقدسة يحلون ضيوفا على اهل واسط وشاهدتم ولمستم مدى التواصل من جميع اصحاب المواكب مع الاخوة في العتبة العباسية، وكل ما يقدم قليل لما قدمه الكفيل عليه السلام من شهادة ليبقى عالقاً بأذهاننا وفي عقولنا وضمائرنا نسأل الله تعالى التوفيق).
والتقت الصدى كذلك بالأستاذ (أحمد عبد السلام) نائب محافظ واسط قائلا: (كان المهرجان رائعا جدا والحضور متميز، وكان الوفد المتفضل علينا من العتبة العباسية المطهرة رائعا وكبيرا ونأمل بتجدد مثل هذه المهرجانات، ونأمل ان يكون بشكل دوري كأن يكون بالسنة مرتين... محافظتنا من المحافظات التابعة لاهل البيت وادارتها من الادارات المستقلة في المحافظة وفي العراق والتي تطمح الى التواصل مع العتبتين المطهرتين الحسينية والعباسية).
وفي ختام المهرجان قدمت هدايا وشهادات تقديرية للحضور والمشاركين.
أعجبني
تعليق