آفاق وتطلعات إلى رؤية متحفية وفق المواصفات العالمية
بعض المتاحف العالمية تفتخر بوجود قطعة او قطعتين من الكشكول وهو رمز للسقاية، في العتبة العباسية المقدسة يوجد أكثر من مئة واربعين قطعة
اروع ما صاغته الأيدي من نفائس ثمينة مهداة إلى حضرة ابي الفضل العباس (ع)
النظام البائد كان متعمدا في عدم الإهتمام بمحتويات العتبات المقدسة واهمالها
تحقيق: ميثم العتابي
التراث والمعاصرة جوهر التحضر الذي تقاس من خلاله أصالة الأمم والشعوب، فلا يتم الحديث عن احد هذه الأركان الا وكان التطور الحضاري النتيجة التي تنبثق من خلالها الهوية الانسانية، والعراق من الأمم التي لها تراث حضاري موغل في القدم يمتد لآلاف السنين في مختلف المجالات والفنون، وخير شاخص على هذا الإرث الحضاري الآثار التي دلت عليه في أغلب مناطقه، وقد مثلت العتبات المقدسة بامتدادها التأريخي جانبا مهما من جوانب هذا التطور متمثلاً في الحفاظ على النفائس والآثار والتحف والمقتنيات والكتب والمخطوطات مع الإحتفاظ بهيئة الفن العمراني الذي أهّلها أن تكون من المعالم الأثرية العالمية في أهم المنظمات العالمية ومنها اليونسكو، وحرصاً من الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على توثيق هذا الارث الوطني الضخم بعدِّه ثروة وطنية كبرى أهملت لسنوات عدة إثر الحقب التأريخية التي هيمنت على مقدراتنا وتراثنا الاسلامي المقدس في الانتقال من المحلية الى العالمية لذلك سعت لإنشاء متحف يتناسب وهذه الآثار والنفائس التي تمثل الوجود الحي لهذا الارث الخالد.
(المواد المعدنية والزجاجيات والخزفيات والاخشاب الفريدة تعد من اهم النفائس التي تحتفظ بها العتبة العباسية المقدسة كنتاج يبرز أهم ما انتجته الفنون الاسلامية والتي تحتاج بطبيعتها الى متحف لعرضها على انظار العالم تيمنا بهذا الارث المبارك... ونص ما جاء في كتاب الهيئة العامة للآثار والتراث في دائرة المتاحف في خطاب موجه إلى وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار وهذا نصه:
(تحتفظ العتبة العباسية المقدسة بنفائس كثيرة تعد من أروع ما أنتجته الفنون الإسلامية سواء من المواد المعدنية وغيرها من الزجاجيات والاخشاب الفريدة. ان هذه الروائع تحتاج إلى متحف لعرضها على انظار الزوار للعتبة المقدسة).
نقلت (صدى الروضتين) خطواتها إلى المخازن الخاصة بحفظ هذه النفائس لمعرفة تصنيفها وطرق معالجتها والمشاريع المستقبلية المهمة التي تتوجه لها العتبة العباسية المقدسة في سبيل الإرتقاء بالتراث والنفائس الخاصة بالعتبة، وبما يليق ومكانة أبي الفضل العباس (ع).
الحاج عبد الأمير القريشي عضو مجلس إدارة العتبة العباسية المقدسة:
تسخرالأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة كل طاقاتها وإمكانياتها المادية والمعنوية من أجل إظهار المرقد المقدس للمولى أبي الفضل العباس عليه السلام بأبهى وأجمل صورة، وعلى مختلف الصعد العمرانية والفكرية، ولعل أبرز الجوانب التي تعكف على الاهتمام بها هي النفائس والتحف الموجودة في خزائن العتبة، لذلك كان من أولوياتنا أن يتم الاستعانة بذوي الخبرات الاكاديمية خصوصاً العاملين في المتحف العراقي ومنهم الأستاذ علاء حسين، والدكتور محمد المعمار، فقد عملنا معاً من أجل الحفاظ على مقتنيات ونفائس العتبة من خلال تسخير الطاقات والامكانيات لمساعدتنا في هذا الجانب، وبعد زيارة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي للمتحف واطلاعه على النفائس والتحف الموجودة إنبهر بما موجود والطرق المتبعة من قبل كوادر العتبة العباسية والاساتذة المختصين من اجل الحفاظ عليها، فبادر الى وضع كل امكانات الدولة بمجال الآثار في خدمة العتبة وبالتعاون مع السيد وزير الدولة لشؤون السياحة والآثار الذي زار المتحف ايضاً ولثلاث مرات متتالية للإطلاع على آخر المستجدات وكان في كل زيارة يرافقه فريق عمل متخصص في مجال الآثار.
كما طالب السيد رئيس الوزراء بايصال تقارير دورية عن نفائس العتبة العباسية المقدسة لغرض فتح متحف خاص بها.
وعلى ضوء ذلك تم تشكيل لجنة للتنسيق بين الوزارة والعتبة وقد ضمت اللجنة كل من (عبد الله حامد مدير عام المركز الوطني للمخطوطات وكالة، فائزة عبد القادر مدير عام الدائرة الهندسية والصيانة وكالة، جنان عبد الرضا مدير مفتشية آثار كربلاء، علاء حسين منقب آثار، الحاج عبد الامير القريشي عضو مجلس ادارة العتبة العباسية المقدسة، الأستاذ علي الصفار عضو مجلس ادارة العتبة العباسية المقدسة، د. زين العابدين موسى).
وهذا الموضوع ولّد اندفاعا من اجل تحقيق الغاية وهي انشاء متحف للنفائس الموجودة في العتبة، كما تقرر تأهيل كودار متخصصة ومن حملة الشهادات ذات الاختصاص الكيمياء والفيزياء وعلوم الحياة، وادخالهم في دورات على الآثار الموجودة في العتبة المقدسة، وهذه الدورات خارج البلد والوزارة اعلنت استعدادها الكامل للتعاون في هذا المجال.
ونحن ماضون في مشروع المتحف الخاص بالعتبة، وفي الطريق سيتم إختيار المكان الملائم لإقامة متحف وفق المواصفات العالمية، كما طلبنا مسبقا ان يتضمن التخطيط العمراني الخاص بالمدينة القديمة ان يخصص مكانا للمتحف، هذا وكان لجامعة كربلاء دور طيب في رفدنا بالخبرات الاكاديمية الخاصة بهذا المجال وهم الدكتور ميثم نصر الله والدكتور زين العابدين.
الأستاذ صادق لازم جاسم مسؤول المخازن وكالة، إلتقته (صدى الروضتين) ليحدثنا عن طبيعة المخزن والموجودات الثمينة من النفائس:
كلفت من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بالتولية على مخازن العتبة، ومن ضمن المواد التي تقسم لها المخازن، هي نفائس العتبة، وقد كانت مخزونة في اماكنها منذ عهد بعيد، بدأنا بعملية الجرد الأولي، عبر تشكيل لجنة النفائس، ثم تهيئتها للصيانة والخزن الصحيح، بعدها جاءت عملية صيانة هذه المواد، ومن الذي سيقوم بهذه العملية، فتشكلت لجنة مختصة، وعليه بدأنا الإتصال بالاخوة في المتحف العراقي بواسطة الأساتذة من جامعة كربلاء، وهذا الاتفاق تم في خضم مهرجان ربيع الشهادة، وقد تطوع الاخوة الاساتذة من جامعة كربلاء لهذا العمل، كما قاموا بالاتصال ببعض الأساتذة في المتحف العراقي، فلبى الاخوة هذه الدعوة بسرعة كبيرة، وقاموا بالاطلاع على هذه النفائس كما قاموا بتوجيهنا إلى ضرورة إقامة مختبر صيانة لبعض هذه النفائس المتعرضة للضرر، والمختبر يجب ان تتوفر فيه شروط وايدي عاملة متدربة، لصيانة القطع المتضررة.
ومن الأفكار التي عملنا عليها هي خزن وعرض هذه النفائس وإظهارها بالشكل الذي يتناسب وقيمتها الروحية والتاريخية، بعدها قمنا بتصوير هذه القطع لتوثيقها وأرشفتها، بعدها جاءنا الاخوة من أصحاب التخصص، وطرحت عدة أفكار، مقدمين بذلك تقريرا دوريا إلى الأمانة العامة عن هذه الأفكار، وقد أبدت العتبة استعدادها بتسهيل جميع العقبات التي قد تقف في طريقنا، ومن هذه الأفكار التي طرحت علينا هي بالسفر إلى بعض الدول للإطلاع على التجارب الخاصة بالمتاحف العالمية، وعلى ضوء هذا جمعنا التقارير اللازمة لتقديمها إلى امانة العتبة لإختيار الطريقة الأفضل في صيانة وحفظ وعرض هذه النفائس.
(صدى الروضتين) هل هناك فقدان لبعض النفائس كأن يكون فقدانا كليا او جزئيا بسبب ممارسة السلطة الظالمة في السابق؟
هذا يتوقف على الجرودات النهائية، وهي إلى الآن لم تكتمل، من خلال التطابقات الاولية حيث لدينا نسخة من جرد تم في عام 1939 من المتحف العراقي، ولدينا جرد 1989، أتضح لنا فرق معين، ولكن علينا ان نعتمد على الجرد النهائي، ورغم هذا كان من الممكن في السابق التلاعب، ايضا اعتمدنا على طريقة النقل الشفهي، ومن هذا تم إرجاع الدرع الحديدي وقد كان مسروقا في السابق، إذ تم إرجاعه من قبل الاخوة المؤمنين.
من جانب آخر إلتقت (صدى الروضتين) بالدكتور ميثم نصر الله تدريسي في جامعة كربلاء، لتسأله عن النفائس الخاصة بالعتبة وعن إمكانية إقامة متحف بحسب الزاوية العلمية؟
عن طريق ندوة قامت بها العتبات المقدسة في كربلاء، عقب مهرجان ربيع الشهادة، بعدها وصلنا إلى تعاون على المستوى الرسمي بين الجامعة وبين إدارة العتبة العباسية المقدسة، وبالنسبة للخبرات لدينا في هذا المجال من الناحية التاريخية اذ نستطيع ان نحدد ان هذا الاثر يعود إلى اي حقبة تاريخية وزمنية، من خلال الدراسة والتحليل والمقارنة التي نجريها على هذه الآثار، إذ هناك تحف عاجية وخشبية ونحاسية معدنية بالإضافة الى السجاد. ومن خلال الدراسة سيتبين لنا هذه القيمة التاريخية، كشيء أولي نعرف ان بعض هذه النفائس تعود إلى أكثر من ألف عام. نحن بإنتظار المختبر لنكون أكثر دقة في تحديد القيمة التاريخية والزمانية لهذه النفائس. ومما يلفت النظر الإنسيابية العالية التي يسير فيها عملنا، والتسهيلات التي يقدمها الأخوة القائمون على إدارة العتبة العباسية المقدسة.
من جانبه الاستاذ علاء حسين جاسم ماجستير في صيانة المباني التراثية، ويعمل في المتحف العراقي، حدث (صدى الروضتين) قائلا:
بعد اتصال الاخوة الدكتور ميثم والدكتور زين العابدين، أبلغوني بوجود نفائس في العتبة العباسية بحاجة الى صيانة وإدامة للحفاظ عليها من العوامل المؤثرة سواء الطبيعية او غير الطبيعية، وكان ذلك بداية عملنا منذ شهر تموز للعام 2008، وكانت صفة العمل بشكل تطوعي من قبلي وبمعية بعض الاخوة من المتحف العراقي لصيانة هذه القطع. بعد الإطلاع عليها، وبحسب الخبرات المتواجدة، وجدنا ان الضرر متفاوت وبحسب المادة، إذ ان هناك قطعا من النفائس تعرضت الى سرقة جزئية، كأن تكون السيوف مثلا تعرضت الى سرقة المقابض المصنوعة من العاج والمرصعة بالأحجار الكريمة، ايضا سوء الخزن يؤدي إلى ضرر كبير، فهناك قطع تالفة، ولكن بحسب خبرتنا في مجال صيانة الآثار، لايوجد هناك شيء تالف، العلم الحديث وبتقنية متطورة تستطيع إعادة جميع الأجزاء التالفة، سواء كانت نحاسية او رخامية، او السجاد.
أول الأمور المهمة هي خلق أفضل منطقة للخزن، وبالتالي الوصول إلى البيئة المخزنية المثالية، عبر توفير اجهزة خاصة بقياس درجات الحرارة والرطوبة. ورغم ضيق المخزن بالاعداد الكبيرة للنفائس إلا اننا توصلنا إلى أفضل طريقة للحفظ، وهذا جاء من خلال إطلاعنا على المتاحف الأخرى، مثل ذهابنا إلى المتاحف الايرانية، مع الاستعانة بدوراتنا الخاصة التي أكسبتنا الخبرة، فأنا كانت لدي دورة في أمريكا، والدكتور محمد في إيطاليا. بعدها قدمنا مجموعة توصيات أهمها إنشاء المختبر الخاص بصيانة هذه النفائس، ونحن الان نقوم بتهيئة خمسة إلى عشرة منتسبين من العتبة من أصحاب الاختصاص، نطور علميتهم الاكاديمية عبر اخضاعهم إلى هذه الدورات، وتدريسهم العلم الترميمي، ايضا قمنا بالتنسيق مع المتحف العراقي لتدريب هذا الكادر.
وعن أهمية نفائس العتبة العباسية المقدسة سألته (صدى الروضتين):
هذا السؤال وجه لي في أول يوم من قبل الامين العام للعتبة العباسية المقدسة، إذ سألني: هل ان النفائس الموجودة بالمستوى الذي نسعى إلى جعلها متحفا؟ وهل قيمتها التاريخية توازي قيمتها الروحية؟ فأجبته وبكل ما أمتلك من خبرة وإطلاع في المجال العلمي التقني الخاص بالآثار: نعم، بل وتفوق بعض المستويات والموجودات الدولية، اما القياس بينها وبين المتحف العراقي، فهو قياس فيه فرق واضح وصريح، ذلك ان المتحف العراقي متحف حضاري، يشير الى الحقبة التاريخية، وهذا يختلف عن موجودات العتبة العباسية، كونها لاترتبط بحقبة او فترة مكانية زمانية معينة، ذلك انها مقتنيات خاصة اولا، وهدايا وقفية ثانيا، وهذه الميزة تجعل من المتحف المزمع إنشائه مستقبلا، متحفا متنوعا، من حيث الثقافات التي تخص الجهة التي صنعت هذه النفائس وتفاوتها المكاني والزماني مع الآخر.
وفي السياق العلمي ذاته إلتقت (صدى الروضتين) بالدكتور زين العابدين موسى وهو تدريسي في قسم التاريخ في جامعة كربلاء ليحدثنا عن واقع النفائس في العتبة العباسية المقدسة:
الحقيقة ان الرابط الرئيسي بيننا وبين العتبة العباسية المقدسة منذ البدء هو طالب الماجستير (ابا ذر)، ومن خلاله تم التوصل إلى موضوعة النفائس في العتبة العباسية المقدسة، بعدها وعلى ضوء هذا تم الاتصال من قبلنا بهيئة الآثار بالأستاذ علاء، وبالأستاذ محمد من المتحف العراقي، اما عن السؤال إن كانت هذه النفائس والموجودات تصلح إلى عمل متحف أم لا؟ فأقول يكفي مجيء السيد رئيس الوزراء إلى كربلاء، واطلاعه على هذه النفائس، وتحدث له الدكتور ميثم عن أهمية هذه الموجودات التي تشكل ثروة هائلة من الاثريات والنفائس التي يفتخر العالم بوجود قطع بسيطة وعدد محدود منها، في حين هي موجودة في العتبة العباسية بأعداد كبيرة مثل الكشاكيل.
اما المخطوطات فهي مخزنة في دار المخطوطات في المكتبة، ومن خلال مسؤول شعبة المكتبة أطلعنا على بعض المخطوطات النادرة جدا، ومن الطبيعي انها بحاجة الى اهتمام خاص، ويجب ان يكون هذا التعامل وفق أسس علمية مدروسة، وهو لا يتسنى إلا بوجود أجهزة حديثة خاصة بالمعالجة، وقد علمنا أن العتبة في سعي حثيث للحصول على هذه الأجهزة من مناشئها حيث أوفدتُ كادراً متخصصاً للعمل عليها بعد إشراكه في عدة دورات تطويرية.
محمد قاسم المعمار، كيمياوي من المتحف العراقي يعمل بصفة متطوع داخل العتبة العباسية المقدسة، صرح لـ (صدى الروضتين):
بدأت آلية العمل قبل فترة بطلب من الاخوة الموجودين في العتبة وبالإستعانة بالخبرات الموجودة في المتحف العراقي لمساعدتهم على إرساء دعائم وقواعد أولية لصيانة نفائس العتبة العباسية، وكنا سعداء بتلبية هذه الدعوة التي تزيدنا شرف الخدمة في هذا المكان المقدس، وقد عملنا منذ البداية على بناء مختبر وهو الأول من نوعه في العتبات المقدسة وفي العراق ككل، وقد يكون الأول من نوعه في المنطقة، كتجهيز ونوع، وهو جزء من مخزن النفائس وتم بمساعد الاستاذ صادق مدير المخازن، وبرعاية الاخوة في ادارة العتبة، وتم أخذ مشورتنا العلمية في عملية البناء هذه، وهو مجهز بأداوت حديثة منها المجهر الالكتروني المتصل بكومبيوتر، وله امكانية التصوير تحت المجهر، وسيكون له قاعدة بيانات فحصية، وهو النواة الأولى لإنشاء مركز بحوث، ومركز صيانة متقدم، تنتفع منه مستقبلا جميع العتبات المقدسة في العراق.
(صدى الروضتين) هل انتم بحاجة إلى استعمال المواد الكيماوية في المختبر، وهل بالامكان إيجاد هذه المواد داخل العراق أم خارجه، وكيف يتم التعامل مع النفائس، خصوصا وقد أثر عليها العامل الزمني بشكل أو بآخر؟
القطع النفيسة الموجودة في العتبة تصنف ضمن القطع الآثارية التراثية المبكرة، أي ان مجمل أعمارها لاتتجاوز 250 سنة، رغم وجود بعض القطع تعود إلى اكثر من عشرة قرون، ولكننا نتكلم عن الأغلبية، واغلبها من الأسلحة، وهي مصنعة من السبائكيات، في بعض الاحيان من أرقى انواع السبائكيات، لأنها تستخدم في القتال ولاتصنع من المعدن الرخيص، وان كانت تصنع من الحديد، فيتم اختيار الفولاذ المقسى، اي ان نسبة الصدأ فيه قليل، لكن هذا لايمنع من تعرضها لأضرار، وهذه الاضرار متأتية من ثلاثة عوامل؛ الاول: هو عامل الإهمال في عهد النظام السابق، وهذا الإهمال دائما ما يكون قصديا بسبب ما يكنه النظام الظالم من حقد لأهل البيت عليهم السلام، العامل الثاني: هو الجهل بأمور الخزن، العامل الثالث: هو عامل السرقة، اما المواد الكيماوية فإننا لن نستخدمها بالشكل الكبير، ذلك ان المنهاج العالمي يتجه إلى الصيانة الميكانيكية، لقلة الاضرار المستقبلية، وفي حالة استعملناها سيكون بحسب النسب المسموح بها عالميا لمنع حالة الضرر المستقبلي على القطع.
(صدى الروضتين) ماهي أقدم قطعة موجودة في نفائس العتبة العباسية:
هناك قطعة مسكوكة تعود إلى الخليفة العباسي محمد المهدي ابن ابو جعفر المنصور، وهو ثالث خلفاء بني العباس، في القرن الثاني الهجري، اما المجمل العام من موجوات العتبة فيشير إلى أكثر من 250 عاما.
مشكلة الفقدان أغلبها تكون بسبب التلف لعدم المعرفة والدراية الكاملة في طريقة خزن وصيانة النفائس بالنسبة لذاك الوقت، وإلى وقت قريب كانت الدولة العثمانية تعتبر الآثار نوعا من انواع الكفر، وهذا عامل مهم في تلف وفقدان تلك النفائس والآثار.
ما يلفت النظر في العتبة العباسية، هو التخطيط العلمي الدقيق، واتباع المنهج الصحيح في كل مفاصل إدارة العتبة وهو شاخص وواضح في هذه المفاصل، ذلك انهم لم يستعينوا بالحرفيين بل عملوا على إيجاد قاعد علمية رصينة حتى للمنتسبين من خلال التدريب في مراكز البحث العلمي، فمختبر صيانة الوثائق والمخطوطات في المكتبة الوطنية يعد مختبرا متقدما نسبيا، وإشراك مجموعة من منتسبي العتبة في دورات خاصة داخل هذا المختبر لإنشاء من بعدها خطوة المختبر ومشفى المخطوطات، كان له أثر جيد، بعد منحهم شهادات ذات قيمة علمية.
أعجبني
تعليق
تعليق