ثمة امرأة على الهاتف لا أعرفها تناديني باسمي، وحين استفسرت عن هويتها قالت: أنا أم الشاعرة (......) هي بجانبي وتبلغك السلام، ونحن نحتاج اليك... قلت: اهلا وسهلا وانتهت المكالمة باستلام العنوان. اسئلة غريبة دارت في دواخلي؛ فأنا لا اعرف ابنتها، ولم أقرأ لها شيئا. ثم لماذا عزفت عن السلام؟ وما الأمر الذي يستدعي حاجتي؟ ربما كان قلقي الأكبر من الموضوع نفسه.
في ظهيرة العاشر من المحرم التقيتها وعائلتها، سلمت الأم بحرارة باكية وقدمت لي ابنتها الشاعرة وهي تحييني بالايماءة دون الكلام. فاعتذرت لها، والله لم اعرف انها خرساء... وقالت لي الام: انها لم تكن خرساء، فراحت تسهب لي الأم عن قصة مرضها الطويلة، ورحلة ابنتها مع المرض... حزنت حقيقة ولا أعرف ما هو المطلوب مني؟ قالت: جئنا لنأخذ بعض البركات من مرقد ابي الفضل عليه السلام. فقدمت لهما زادا وأكلت المسكينة وهي دامعة تتوسلني بشيء من ماء السرداب، والتراب من مرقده المبارك...
ومع إطلالة ركضة طويريج راح الجميع يردد: يا حسين يا حسين... وانا انظر لتلك الإنسانة وادعو لها بالخير، رأيتها تنتفض وهي تحاول ان تنطقها، اقتربت منها وانا وسط الزحام اصرخ في أذنيها: يا حسين... أشجعها لكي تنطق، والله كأني عرفت انها ستصرخ بها، واذا بي اسمعها تصيح: واحسيناه... ثم تاهت وسط الزحام، ورأيتها تصرخ وسط صحن العباس: يا عباس جيب الماي لسكينة...
ملاحظة: تذكرت تلك الحكاية وانا اقرأ على صفحات فوق (مركز النور – السويد) قصة الكاتبة العراقية (زكية مزوري) صاحبة موضوع: (لماذا نكره الشيعة) المنشور في احد اعداد صدى الروضتين، وكانت ضمن وفد مركز النور - السويد في مهرجان اقيم في العتبة العباسية المقدسة. وقد حضرت رغم نصائح طبيبها بعدم الاجهاد والسفر والمشاركة بالمهرجانات لكونها تشكو من الربو المزمن، ومن مشاكل كثيرة في القصبات، فكتبت تقول: والله زيارة ابي الفضل عليه السلام وزاد مضيفه المبارك كان لي الشفاء...
انتهت الحكاية.
أعجبني
تعليق
تعليق