السيدة فاطمة(عليها السلام) هي مهد الإمام علي بن أبي طالب(عليها السلام) ومأمنه، ففي حضن فاطمة بنت أسد تفتحت زهرة حياة الإمام علي(عليه السلام)، وترعرعت في ظل أسرة مؤمنة موحدة مستقرة، تظللها المحبة والحنان، ففاطمة زوج أبو طالب(عليه السلام)، ولا إلى غيرها ركن، فجاءته بالبنين في كل عقد من الزمان أو يجود بمثلها، وكانت أتحفت الوجود بتربيتها لخير البريه محمد المصطفى(ص).
والنادر هنا رعاية فاطمة وحبها لرسول الرحمة(ص) وتفانيها في خدمته، ولن تعجب من حسن خلقها وصنيعها لو تتبعت سيرة حياتها الطيبة التي تنبع من أصول وأعراق الأنبياء(عليهم السلام) لوجدت فاطمة(عليها السلام) أروع امرأة عرفها تأريخ البشرية، وقد كانت فاطمة شريكة أبي طالب(عليه السلام) أكثر براً وعطفاً برسول الله(ص)، فقد كانت تقدمه على أولادها وكان(ص) يسميها: أماه.. ويقول عنها: إنها كانت أحن خلق الله صنيعاً لي بعد أبي طالب، وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله(ص) بمكة بعد خديجة(عليها السلام) ورافقت ابنها المجاهد مهاجرة إلى مكة وضح النهار، وكانت أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشيه حافية، وقد أولى النبي فاطمة المهاجرة والمبايعة كل رعاية واهتمام في المدينة المنورة، وكانوا يخصونها بالتعظيم، وقد وافتها المنية في حياة رسول الله(ص) حيث أوصت إليه حين حضرتها الوفاة، فقبل وصيتها(ص)، وصلى عليها، ومن شدة ورعها وتقواها هذه المرأة الصالحة انها سمعت ذات يوم رسول الله(ص) أن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا، فقالت: وا سوأتاه.. فقال لها رسول الله(ص): فإني أسأل الله تعالى يبعثك كاسية.. نعم إنها تلك المرأة المؤمنة المجاهدة في سبيل الله تعالى فاطمة بنت أسد.
تعليق