اسمه وكنيته ونسبه(عليه السلام)
الإمام أبو محمّد، الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
ألقابه(عليه السلام)
العسكري، السراج، الخالص، الصامت، التقي، الزكي... وأشهرها العسكري.
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة سَوْسَن المغربية، وقيل: حديث، وهي جارية، وزوجته السيّدة نرجس خاتون بنت يشوع بن قيصر الروم، وهي أيضاً جارية.
مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته
عمره 28 سنة، وإمامته 6 سنوات.
حكّام عصره(عليه السلام) في سني إمامته
المعتَز، المهتدِي، المعتمِد.
عبادته(عليه السلام)
إنّ أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) هم القدوة والأُسوة في عبادتهم لله وإخلاصهم له تعالى والتعلّق به دون غيره، وروي أنّ الإمام العسكري(عليه السلام) عندما أُودع في السجن وكّل به رجلان من الأشرار بقصد إيذائه، فتأثّرا به وأصبحا من الفضلاء، فقيل لهما: «ويحكما ما شأنكما في هذا الرجل؟ قالا: ما نقول في رجلٍ يصوم نهاره ويقوم ليله كلّه، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، وإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا ودخلنا ما لا نملكه من أنفسنا؟»(1).
عظمته(عليه السلام) في القلوب
لقد كان الإمام العسكري(عليه السلام) كآبائه أُستاذاً للعلماء وقدوة لسالكي طريق الحقّ، وزعيماً للسياسة، وعلماً يُشار إليه بالبنان، وتأنس له النفوس وتكنّ له الحبّ والموالاة، فكان من ذلك أن اعترف به حتّى خصماؤه.
وهذا أحمد بن عبيد الله بن خاقان واحد منهم، يصفه ببعض جوانبه وتعلّق الناس به وإكبارهم له، إذ يقول: «ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمّد بن الرضا في هديه وسكونه، وعفافه ونبله، وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم، وتقديمهم إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر، وكذلك القوّاد والوزراء وعامّة الناس»(2).
وهذا أحمد بن عبيد الله بن خاقان واحد منهم، يصفه ببعض جوانبه وتعلّق الناس به وإكبارهم له، إذ يقول: «ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمّد بن الرضا في هديه وسكونه، وعفافه ونبله، وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم، وتقديمهم إيّاه على ذوي السنّ منهم والخطر، وكذلك القوّاد والوزراء وعامّة الناس»(2).
كرامة له(عليه السلام)
عن علي بن شابور قال: «قحط الناس بسرّ من رأى في زمن الحسن بن علي العسكري(عليه السلام)، فأمر المتوكّل بالاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون ويدعون فما سقوا، وخرج الجاثليق في اليوم الرابع مع النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلمّا مدّ يده هطلت السماء بالمطر، وخرجوا في اليوم الثاني فمطرت السماء، فشكّ أكثر الناس وتعجّبوا وصبوا إلى دين النصرانية، فأنفذ المتوكّل إلى الحسن العسكري(عليه السلام)، وكان محبوساً فأخرجه من الحبس، وقال : إلحق أُمّة جدّك(صلى الله عليه وآله) فقد هلكت.
فقال(عليه السلام): "إنّي خارج ومزيل الشك إن شاء الله تعالى"، قال: فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه، وخرج الحسن(عليه السلام) في نفرٍ من أصحابه، فلمّا بصر بالراهب قد مدّ يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعه، ففعل، وأخذ منه عظماً أسوداً، فأخذه الحسن(عليه السلام) وقال له: "استسق الآن" فاستسقى وكان في السماء غيماً فتقشّع الغيم وطلعت الشمس بيضاء، فقال المتوكّل: ما هذا العظم يا أبا محمّد؟ فقال(عليه السلام): "إنّ هذا الرجل مرّ بقبر من قبور الأنبياء فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلّا هطلت السماء بالمطر".
فقال(عليه السلام): "إنّي خارج ومزيل الشك إن شاء الله تعالى"، قال: فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه، وخرج الحسن(عليه السلام) في نفرٍ من أصحابه، فلمّا بصر بالراهب قد مدّ يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعه، ففعل، وأخذ منه عظماً أسوداً، فأخذه الحسن(عليه السلام) وقال له: "استسق الآن" فاستسقى وكان في السماء غيماً فتقشّع الغيم وطلعت الشمس بيضاء، فقال المتوكّل: ما هذا العظم يا أبا محمّد؟ فقال(عليه السلام): "إنّ هذا الرجل مرّ بقبر من قبور الأنبياء فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلّا هطلت السماء بالمطر".
لحا الله قوماً وازنوك بمن عتى ** على الله عدواناً فهدم دينه
يظنّون أنّ القطر ينزل سرعة ** إذا مدّ من غطّى العقول يمينه
ولم يعلموا عظم النبي بكفّه ** ومن أين هذا السرّ يستخرجونه
فلولاك رُدّت للتنصّر أُمّةٌ ** لجدّك قدما دينه يرتضونه
أيا شرّ خلق الله كيف عمدتم ** إلى نور خلاق الورى تطفئونه
صلاة إلهي لا تزال تحفّه ** متى البان أهفى الريح منه غصونه»(3).
في بركة السباع
سُلّم الإمام الحسن(عليه السلام) إلى حبّاس كان يضيّق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: اتّق الله فإنّك لا تدري من في منزلك، وذكرت له صلاحه وعبادته، وقالت: إنّي أخاف عليك منه.
فقال: والله لأرمينّه إلى السباع. ثمّ استأذن الخليفة في ذلك فأذن له، فرمى به إليها ولم يشكّوا في هلاكه، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه(عليه السلام) قائماً يصلّي والسباع حوله، فأمر بإخراجه إلى داره. ولله درّ من قال:
فقال: والله لأرمينّه إلى السباع. ثمّ استأذن الخليفة في ذلك فأذن له، فرمى به إليها ولم يشكّوا في هلاكه، فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال، فوجدوه(عليه السلام) قائماً يصلّي والسباع حوله، فأمر بإخراجه إلى داره. ولله درّ من قال:
لحى الله هذا الخارجي بما جنا ** على من له أمر الخلافة والأمر
أيرمي بهذا النور بغياً ببركةٍ ** السباع ولم ينهيه ردع ولا زجر
فنفسي فداء الذي جار دهره ** عليه فأرداه الخداعة والعذر
فإنّي عليه بعد ذلك في غنىً ** ونيران أحزاني يزيد لها سعر
وكيف وقد مضت مصيبة التي ** تكوّر منها الشمس والنجم والبدر
وخرّت له السبع الطباق وزلزلت ** لها طبقات الأرض بل نضب البحر
فيا مدّعي حبّ الإمام فنح له ** بشجوٍ عظيم في الزمان له نشر
وشقّ له جيب التصبّر والعزا * ومت أسفاً حيّاً وإن ضمّك القبر(4).
وقال الشيخ محمّد حسين الأصفهاني(قدس سره) بالمناسبة:
حتّى إذا ألقى في السباع ** وهو ابن ليث غابة الإبداع
شبل علي أسد الله ولا ** يرى لديه الأسد إلّا مثلا(5).
من وصاياه(عليه السلام)(6)
1ـ قال(عليه السلام): «خير إخوانك من نسي ذنبك، وذكر إحسانك إليه».
2ـ قال(عليه السلام): «أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته».
3ـ قال(عليه السلام): «حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن».
4ـ قال(عليه السلام): «من آنس بالله استوحش الناس، وعلامة الأُنس بالله الوحشة من الناس».
5ـ قال(عليه السلام): «جُعلت الخبائث في بيت، والكذب مفاتيحها».
6ـ قال(عليه السلام): «من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلّته، كثر صديقه والثناء عليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه».
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ شرح إحقاق الحق 29/68.
2ـ الكافي 1/305.
3ـ وفيات الأئمّة: 405.
4ـ المصدر السابق: 410.
5ـ الأنوار القدسية: 122.
6ـ بحار الأنوار 75/379.
2ـ قال(عليه السلام): «أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته».
3ـ قال(عليه السلام): «حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن».
4ـ قال(عليه السلام): «من آنس بالله استوحش الناس، وعلامة الأُنس بالله الوحشة من الناس».
5ـ قال(عليه السلام): «جُعلت الخبائث في بيت، والكذب مفاتيحها».
6ـ قال(عليه السلام): «من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلّته، كثر صديقه والثناء عليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه».
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ شرح إحقاق الحق 29/68.
2ـ الكافي 1/305.
3ـ وفيات الأئمّة: 405.
4ـ المصدر السابق: 410.
5ـ الأنوار القدسية: 122.
6ـ بحار الأنوار 75/379.
بقلم : محمد أمين نجف
تعليق