أنا لا أنظر إلى حقيقة شهرزاد ، هل هي من الواقع أم من الخيال ؟ لكني أتأمل فيها فأجد ان شهرزاد طبيبة نفسانية أو المبدع الذي كتب الرواية يدرك مضامين علم النفس ، الطبيبة النفسانية شهرزاد حاولت من خلال قصصها معالجة الملك الشرير شهريار وتخليصه من عقدته النفسية ، فقد أصيب هذا الملك بعقدة نفسية لا شفاء منها ، رأى زوجته تخونه لذلك قرر الانتقام من جنس النساء جميعا ، صار يتزوج امرأة ليلا يقتلها مع الفجر ، حتى لم تعد في المدينة نساء فرأت إن هذا الملك بحاجة الى علاج ومعالجة ، سعت لتخليص الملك السعيد من آثار المرض النفسي الذي جعله عدوانيا يرتاح لمشهد قتل امرأة وكأنه يقتل الخيانة التي اثقلت على روحه ، دون أن يدرك يوما انه يقتل البريئات من النساء ، لابد من معالجة هذه العقدة بحذر شديد وإلا لكانت شهرزاد ضحية من الضحايا ، يرى الناقد سعيد الغانمي انها درست اولا الخلل النفسي بدراية ثم سربت علاجها من خلال السرد ، جعلت النص الحكاية وسيلة لشفائه ولتدافع بهذه الحكايات عن نفسها وعن البنات الضحايا ، وصارت للحكاية وظيفة دفاعية ، شخص الناقد الغانمي معادلة مهمة أن كل حكاية ترويها شهرزاد لشهريار تعادل الحياة نفسها ، كل حكاية فرصة من فرص الحياة والمعروف ان الحكايات لم يعرف الى اليوم اهلها الحقيقين ، والرواة قصدوا الترفية في السفر الى بغداد أيام زمان ، البعض يرى ان أصلها هندي والبعض الأخر يرى ان من أبدع تلك الحكايات فارسي ، ثم قام العرب بترجمتها ، ويرجح التخمين أن اصلها فارسي الاسرة الحاكمة الاولى ، وممكن ان الرواة العرب اضافوا لها الكثير ، العرب لديهم مواهب أدبية عالية ، عالم شهرزاد عالم مفتوح يجهل الحدود والاختلافات الثقافية ، وشهرزاد تعني في الفارسية شيهراـــزاد ( مولود نبيل ) والملك شهريار فارسي زعموا ان اسمه شهرودار ( صاحب المملكة )كانت سلطنته تمتد الى جزر الهند والهند الصينية ، يرى بعض النقاد ان الف ليلة وليلة مفعمة بالكراهية وحكايات الجن ، تبدأ التراجيديا ، والتشابك بين العنف الجنسي والعنف السياسي ، تطور الى عصيان سياسي ضد الحاكم من قبل ، شهرزاد اثبتت علاوة على انها طبيبة نفسانية أن لها معارف واسعة امكانيتها في خلق التشويق ، السيطرة على اعصابها وهي تعيش الخوف ، وقلق الذبح ، تربية أمراء ، قرأت مؤلفات في الطب والفلسفة وعلم النفس ودرست التأريخ فهي تستشهد بالوقائع ، وتعرف كيف تؤثر في شهريار ، تؤثر في اقصى اعماق مجرم ، على مدى ستة اشهر الاولى بقى صامتا يستمع فقط وهذا يعنس ان شهرزاد كانت تقرأ مشاعره بناءا على ايماءات وجهه وجسده ، وان شهريار مريض من عقدة عاشها في حياته ، الى عالم الجن ،صدرت الطبعة العربية الاولى في كالكوتا سنة 1814م من قبل هندي مسلم أسمه الشيخ أحمد الشيرواني أستاذ العربية طبعت في بولاق عام 1834 م وكانت في الهند تسمى (ألف خرافة ) وفي بلاد فارس ( هزار افسنان سنوات وراء سنوات وأجيال تعقبها أجيال وشهرزاد تصور شكل الحلم في أوطاننا ، ملك معه حاشيته ورعية تخضع لسلطانه وتطلب رضاه وفي هذا الاطار تدور احداث كل الحكايات
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
( شهرزاد بين الخيال والواقع التاريخي )
تقليص
X
-
( شهرزاد بين الخيال والواقع التاريخي )
أنا لا أنظر إلى حقيقة شهرزاد ، هل هي من الواقع أم من الخيال ؟ لكني أتأمل فيها فأجد ان شهرزاد طبيبة نفسانية أو المبدع الذي كتب الرواية يدرك مضامين علم النفس ، الطبيبة النفسانية شهرزاد حاولت من خلال قصصها معالجة الملك الشرير شهريار وتخليصه من عقدته النفسية ، فقد أصيب هذا الملك بعقدة نفسية لا شفاء منها ، رأى زوجته تخونه لذلك قرر الانتقام من جنس النساء جميعا ، صار يتزوج امرأة ليلا يقتلها مع الفجر ، حتى لم تعد في المدينة نساء فرأت إن هذا الملك بحاجة الى علاج ومعالجة ، سعت لتخليص الملك السعيد من آثار المرض النفسي الذي جعله عدوانيا يرتاح لمشهد قتل امرأة وكأنه يقتل الخيانة التي اثقلت على روحه ، دون أن يدرك يوما انه يقتل البريئات من النساء ، لابد من معالجة هذه العقدة بحذر شديد وإلا لكانت شهرزاد ضحية من الضحايا ، يرى الناقد سعيد الغانمي انها درست اولا الخلل النفسي بدراية ثم سربت علاجها من خلال السرد ، جعلت النص الحكاية وسيلة لشفائه ولتدافع بهذه الحكايات عن نفسها وعن البنات الضحايا ، وصارت للحكاية وظيفة دفاعية ، شخص الناقد الغانمي معادلة مهمة أن كل حكاية ترويها شهرزاد لشهريار تعادل الحياة نفسها ، كل حكاية فرصة من فرص الحياة والمعروف ان الحكايات لم يعرف الى اليوم اهلها الحقيقين ، والرواة قصدوا الترفية في السفر الى بغداد أيام زمان ، البعض يرى ان أصلها هندي والبعض الأخر يرى ان من أبدع تلك الحكايات فارسي ، ثم قام العرب بترجمتها ، ويرجح التخمين أن اصلها فارسي الاسرة الحاكمة الاولى ، وممكن ان الرواة العرب اضافوا لها الكثير ، العرب لديهم مواهب أدبية عالية ، عالم شهرزاد عالم مفتوح يجهل الحدود والاختلافات الثقافية ، وشهرزاد تعني في الفارسية شيهراـــزاد ( مولود نبيل ) والملك شهريار فارسي زعموا ان اسمه شهرودار ( صاحب المملكة )كانت سلطنته تمتد الى جزر الهند والهند الصينية ، يرى بعض النقاد ان الف ليلة وليلة مفعمة بالكراهية وحكايات الجن ، تبدأ التراجيديا ، والتشابك بين العنف الجنسي والعنف السياسي ، تطور الى عصيان سياسي ضد الحاكم من قبل ، شهرزاد اثبتت علاوة على انها طبيبة نفسانية أن لها معارف واسعة امكانيتها في خلق التشويق ، السيطرة على اعصابها وهي تعيش الخوف ، وقلق الذبح ، تربية أمراء ، قرأت مؤلفات في الطب والفلسفة وعلم النفس ودرست التأريخ فهي تستشهد بالوقائع ، وتعرف كيف تؤثر في شهريار ، تؤثر في اقصى اعماق مجرم ، على مدى ستة اشهر الاولى بقى صامتا يستمع فقط وهذا يعنس ان شهرزاد كانت تقرأ مشاعره بناءا على ايماءات وجهه وجسده ، وان شهريار مريض من عقدة عاشها في حياته ، الى عالم الجن ،صدرت الطبعة العربية الاولى في كالكوتا سنة 1814م من قبل هندي مسلم أسمه الشيخ أحمد الشيرواني أستاذ العربية طبعت في بولاق عام 1834 م وكانت في الهند تسمى (ألف خرافة ) وفي بلاد فارس ( هزار افسنان سنوات وراء سنوات وأجيال تعقبها أجيال وشهرزاد تصور شكل الحلم في أوطاننا ، ملك معه حاشيته ورعية تخضع لسلطانه وتطلب رضاه وفي هذا الاطار تدور احداث كل الحكايات
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس