عن سلمان الفارسي- (رضي الله عنه)- قال: كنت يوما جالسا عند مولانا أمير المؤمنين- (عليه السلام)- بأرض قفرا فرأى درّاجا فكلّمه- (عليه السلام)- فقال له:
مذ كنت أنت في هذه البريّة، و من أين مطعمك و مشربك؟ فقال: يا أمير المؤمنين من أربعمائة سنة أنا في هذه البريّة، و مطعمي و مشربي إذا جعت فاصلّي عليكم فأشبع، و إذا عطشت فأدعو على ظالميكم فأروى.
قلت: يا أمير المؤمنين- صلوات اللّه و سلامه عليك- هذا شيء عجيب ما اعطي منطق الطير إلّا سليمان بن داود- (عليه السلام)-! قال: يا سلمان أنا أعطيت سليمان ذلك، يا سلمان أ تريد أن اريك شيئا أعجب من هذا؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين ، و يا خليفة رسول ربّ العالمين.
قال: فرفع رأسه إلى الهواء وقال: يا طاوس اهبط، فهبط، ثمّ قال: يا صقر اهبط، فهبط ثمّ قال: يا باز اهبط، فهبط، ثمّ قال: يا غراب اهبط، فهبط ثمّ قال:
يا سلمان اذبحهم و انتف ريشهم و قطّعهم إربا إربا و اخلط لحومهم، ففعلت كما أمرني مولاي و تحيّرت في أمره، ثمّ التفت إليّ و قال: ما تقول؟ فقلت: يا مولاي أطيار تطير في الهواء لم أعرف لهم ذنبا أمرتني بذبحها قال: يا سلمان أ تريد أن احييها الساعة؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. فنظر إليها شزرا و قال: طيري بقدرة اللّه، فطارت الطيور جميعا بإذن اللّه تعالى.
قال: فتعجّبت من ذلك، و قلت: يا مولاي هذا أمر عظيم. قال: يا سلمان لا تعجب من أمر اللّه فإنّه قادر على ما يشاء، فعّال لما يريد، يا سلمان إيّاك أن تحول بوهمك شيئا، أنا عبد اللّه و خليفته، أمري أمره، و نهيي نهيه، و قدرتي قدرته، و قوّتي قوّته. (١)
______
(١) مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ، ص ٢٥٧ ، ٢٥٨ .
تعليق