ان حادثة ولادة علي عليه السلام في داخل الكعبة المشرفة لم تكن حدثا عاديا متكررا ، وإنما كان أمرا استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى ، ومن المفترض ان تلفت مثل هكذا حادثة الانظار اليها بشكل كبير جدا ، وإذا ضممنا اليها ما روي من انشقاق جدار الكعبة لأمه فاطمة بنت أسد ودخولها الى جوف الكعبة بهذه الطريقة الخارقة للقوانين الطبيعية فان ذلك سوف يولد موضوعا ذو أهمية كبيرة جدا ، ولا ادري كيف ان قريشا والعرب جميعا لم يجعلوا من علي قديسا او معبودا قبل ظهور الإسلام بسبب ذلك ، وكيف لم تتناقل الركبان هذا الحدث العظيم ، وكيف لم يعتقدوا بصحة دعوة النبي صلى الله عليه وآله لأن عليا قد آمن به .
الذي أراه ان هناك الكثير من الحقائق التاريخية التي غيبت وطمست حول هذا الموضوع، بل وصنعت الأقلام المأجورة شخصية مزورة لتكون بديلا عن شخصية علي عليه السلام في ولادتها في الكعبة وهو حكيم بن حزام .
كل ذلك ليغطوا هذه الحقيقة ويسلبوا عنها ثوب الإعجاز والكرامة ، او محاولة تحويلها الى شخص آخر حتى يسلبوا كونها فضيلة لعلي عليه السلام، او محاولة اعتبارها قضية عادية مكررة مع أشخاص اخرين .
ولكن رغم كل هذا الطمس والاخفاء فان ظهور تلك الحادثة وانتشارها وعدم قدرة الخط الاخر المناوئ لعلي عليه السلام على طمسها يبقى احد الدلائل المهمة على علو كعب علي عليه السلام على كل من عداه غير رسول الله صلى الله عليه وآله.
فسلام عليك يا أمير المؤمنين وسيد الوصيين ومن تشرفت الكعبة بولادتك فيها .
السيد فاضل الموسوي الجابري
١٣ رجب ١٤٤٤ النجف الأشرف
تعليق