إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في (مدرسة الامام الصادق (عليه السلام) ودورها الانساني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في (مدرسة الامام الصادق (عليه السلام) ودورها الانساني


    التنمية البشرية أنموذجاً)
    قراءة: علي الخباز
    تتم معالجة أي مصطلح حداثي فاعل في المنظومة المعرفية، وتحديد الفعل الأولي لوجوده مع انظمة التكوين المؤثرة، باعتباره بنية تأسيسية. وموضوعة التنمية البشرية أثر قائم بسيرورة تقويمية تتواءم مع كل حصيلة معرفية كقيم مكتسبة، ولهذا المفهوم سعى سماحة السيد محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان (دام عزه) في بحثه المعنون (مدرسة الامام الصادق عليه السلام ودورها الأساسي - التنمية البشرية انموذجاً) لدراسة موضوعة التنمية كبعد من ابعاد جديدة لحياة المعصوم (عليه السلام)، وطرق معالجتها بما احاط ابعادها المثمرة، مع ما يمكن ملاحظته زمانيا: كمفهوم استباقي قادر على استيعاب الأزمنة، وهذا الأمر يوضح لنا قوة القدرة التأصيلية للجذر المكون، كإرث ثقافي يتنامى لرفد المجتمع بمواقع قوة من خلال ما تمتلكه المدرسة الصادقية المباركة من ثراء معرفي وتراث غني، يتفاعل بسمات شمولية لا تحدها العرقية او القومية او الدينية، وهذا يمنحنا الجوهر الشمولي لمدرسة امامنا الصادق (عليه السلام)، ولتنشيط فعل التنبيه الايجابي وتوسيعه كوسيلة من وسائل الوصول الى الاثر المعرفي.
    وقد سعى السيد الباحث لتعريف التنمية باعتبارها دلالة على ارتفاع او زيادة ونماء، واصطلاحا تدل على توسيع حريات البشر وامكانياتهم، وهي عملية تطوير الكفاءات البشرية وتحسين الاداء، ولمعرفة المرجع التأسيسي عند معرفة الوحدات الشكلية المتداولة في فهم هذه التنموية، اذ اطلقت على عملية تأسيس النظم الاقتصادية والسياسية المتماسكة .
    وتبرز اهميته في تعدد ابعاده ومستوياته المتشابكة مع العديد من المفاهيم الأُخَر، مثل: (التخطيط، الانتاج، التقدم)، ويرى السيد الباحث ان هذا المفهوم برز بداية من نظم الاقتصاد للدلالة على احداث مجموعة من التغيرات الجذرية، ثم انتقل الى حقل السياسة منذ ستينيات القرن العشرين، يهتم بتطوير البلدان النامية، ومن ثم تطور عبر التداول ليشمل مجالات متعددة: كالتنمية الادارية، والتنمية السياسية، والتنمية الثقافية...
    واعتبره السيد الباحث منهجا لتحسين نوعية الموارد البشرية، وتحسين النوعية البشرية نفسها، وعلينا ان نحقق عودة تأملية الى القيم المؤسسة كمفهوم التنمية في الاسلام على المستوى الفكري، فهو يؤسس للعمل التكاملي مع رسوخ مفهوم المحبة، وتجمع بين الاخلاق الحسنة والاقتصاد.
    ومن اجل منح الانسان فرصة مستدامة: (تطوير الارض، المدن، الاعمال التجارية، وتقوية مختلف مجالات المجتمع...) لتكون نواة الاستثمار الامثل للطاقات والامكانات. ومقارنة بالمعروض، يصل بنا سماحة السيد الخرسان الى ان خيارات الاسلام في التنمية البشرية اكثر تلاؤما مع واقع انسانية الفرد، بما يعبئ فيه روح المسؤولية، ويشهد بسبق التنظير اسلاميا لمفهوم التنمية، فهو وجه بضرورة ترشيد الاستهلاك لقوله تعالى: (وكُلُوا وَاشرَبُوا وَلاَ تُسرِفُوا) سورة الاعراف: 31, حاثا على استثمار المال ليعود نفعه على الجميع.
    قال النبي (ص): (تسعة أعشار الرزق في التجارة)، وهذا سيؤدي بدوره الى الاستعانة باليد العاملة، ويحقق ثروات انفاقية تحرك السوق، وتمتص مظاهر البطالة وباقي الأزمات، وتواشيح مكونات التنمية تشكل بنية مرتكزة على تلك البلاغة المرجعية عبر المفهومين القرآني والنبوي، وهذه العلاقة خلقت حراكاً ذهنياً فاعلاً في النص البحثي. وقد خصص سماحة الباحث هذا المعنى لعنونة الفصل الثاني من بحثه للسعي الجاد لتوضيح مفهوم اقتران العلم بالعمل، اذ اعتبر السيد الباحث ان مصطلح التنمية ليس من المفاهيم الحديثة، وان شاع استعمالها حديثا؛ لكونه متجذراً من مبادئ الاسلام وقيمه الفكرية، فهذا المصطلح تعددت مسمياته حسب المسؤولية؛ لأن السعي للتغير والتطور والنماء ملازم لمسيرة الانسان الحياتية، فنجد في الاسلام قيما ومفاهيم احتوت مفهوم التنمية: كالتزكية بمعنى النمو، والزيادة، والتنشئة، والاعمار، والسعي، والعمل، وحث الاسلام على ممارسة العمل اليدوي: كالصناعة، والخياطة، والرعي، والحرف والمهن تعبيرا عن قول رسول الله ( ص): ((ما كسب الرجل كسبا أطيب من عمل يديه)) وطالب بالإتقان والنصح وحسن العمل والتدبر فيه، أي التخطيط والإعداد الجيد، وهذا مرهون بالاستعداد المناسب للعمل التنموي، كما ورد في خبر النبي يوسف (عليه السلام)، ومن ثم التمكين والتسخير والإصلاح والمعرفة.
    وقد سعى الإمام الصادق (عليه السلام) إلى التأكيد على اهمية الالتزام بقواعد اثبات المؤهلات والكفاءات عبر الاحتكام للمعايير العلمية مع التجلي بالتواضع، وعمل طوال حياته (عليه السلام) بالتصدي لجميع محاولات التسطيح العلمي.
    وتجلت انسانية المدرسة الصادقية المباركة، بعدم اهمال احد ما لاختلاف او انحراف، بل فاضت علومها على الجميع مع موازنة قادرة بين العلم والعمل، وهدفت هذه المدرسة الى تعزيز روح العطاء والمثابرة، ومارست بجد دورها المعرفي والثقافي، فحققت الهداية، ونجحت في غرس أصول التنمية البشرية، وجعلها قابلة للنمو بضرورة تمثل المفاهيم السليمة، فهي امتداد حقيقي لمدرسة جده المصطفى (ص)، ونهجت بهذا التقويم الفكري نفسيا وجسديا.
    وقد عرض النص البحثي لسماحة السيد الخرسان مجموعة كبيرة من القيم التي ارتكزت عليها مدرسة الصادق (عليه السلام): كالحث على المبادرة للتحصيل العلمي، والالتزام بأخلاقية العلم، والاهتمام بالتدوين والتوثيق، والحرص على الجمع بين النظرية والتطبيق، والعمل على مبدأ التنامي المعرفي، والتأكيد على اتقان التعليم.
    وأبدعت المدرسة الصادقية في بث مفاهيم الأسلوب التنموي الذي كان يعمل لتأهيل شريحة المتلقين للتفاعل بمستوى الدليل، وتجذير الصفات الايمانية بأدنى تكلفة وبأقصر زمن ممكن، بدون اللجوء الى مؤسسات اعداد وتهيئة، والحصيلة المورقة في هذا النص البحثي هو تركيزه على ان هذا المشروع التنموي الاصلاحي كان منهجا حياتيا حيويا مؤثرا، ولهذا نجد ان هذا المنجز شكل خطوة جادة في حراك ابداعي يغطي اعلاميا وفكريا الظواهر التنموية والعلمية الحديثة بالبحث في جذرها في مدرسة المعصومين (عليهم السلام) وبارك الله المسعى.

    كل

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    ​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X