اللهم صل على محمد وآل محمد
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (264) سورة البقرة المباركة
الآية بدأت حديثها بخطاب المؤمنين، ومعنى ذلك أنَّ ما ورد في الآية من أوامر فهي خاصة بالمؤمنين، وشرطها الأول هو الإيمان وأن الذي خرج مصداقاً عن هذه الآية وكان غير عامل بها فهو ليس بمؤمن.
عبارة «لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالمَنِّ والأذَى» تفيد أنَّ شيئين يبطلان الصدقة، الأول: المنّ، والثاني: إيصال الأذى للآخرين؛ وذلك لأنَّه قد لوحظ أنَّ البعض يتصدق على آخرين لكن صدقته تتزامن مع أذى إلى آخر العمر، بأن يقول له: (لولاي لكنت محتاراً وما كان لك شأن واعتبار) أو (خذ هذا المبلغ ولا تريني وجهك بعد ذلك).
ليس المنّ والاذى هما الوحيدان اللذان يبطلان الصدقة، بل قطع كلام الفقير الذي يريد حكاية حاله ومشاكله أيضاً أمر غير صحيح ومرفوض.
جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا تَقطَعُوا على السائلِ مَسألَتَهُ فلَولا أنَّ المَساكينَ يَكذِبُونَ ما أفلَحَ مَن رَدَّهُم»[1].
-------------------------
[1] وسائل الشيعة: ج 6، أبواب الصدقة الباب 22، ح 3.
أمثال القرآن: ص 87.
تعليق