القصص الواقعية احيانا تمتلك مصادفات اكثر من دبلجة الافلام، وتقدم نتائج ليست في الحسبان... ففي ذات يوم كان (احمد عبد الله) وهو شاب متدين فقير يعمل موظفا بسيطا، يجلس مع والدته امام التلفزيون، وهي تحدثه عن نيتها في الذهاب الى اخواله، عساهم يتبرعون بشيء لزواجه... كان احمد يهدئها ويطالبها بالصبر (يمه الله كريم)
فجأة انتفض احمد امام مشهد من برنامج ينقل طلب استغاثة لفقير يحتاج لعملية زرع نخاع. إذن المسألة تحتاج الى الملايين لكن الناس لم تقصر وهو يسمع اهل المكالمات، وهم يقدمون مبالغ كبيرة لايمكن له ان يحتويها بعشر سنوات راتب.. خجل من فكرة ان يقدم نصف ما لديه خمسين دولارا ولكنه تذكر قول الامام علي (ع): (لاتستحي من اعطاء القليل فالحرمان أقل منه) رفع الموبايل: انا احمد عبد الله قررت ان اتقاسم مع صاحب الحاجة المريض نصف ما املك خمسين دولارا!!
نظرت المذيعة وكأنها تستجوبه من خلف المايكرفون: نعم. قال مكررا لها: الرقم خمسون دولار، هي نصف ملكيتي، ويشهد الله تعالى على ذلك والراتب مازال بعيدا...
قالت المذيعة متأثرة بما تسمع: اذن انت تبرعت بنصف ما تملك، كيف سيكفيك الراتب لحد نهاية الشهر؟ فأجابها: الله كريم... المهم انا فرحان جدا لأني ساهمت بانقاذ انسان.
انتهت المكالمة ودموع المذيعة تذرف هذه المرة لأحمد وليس لمريضها، قالت امه باكية: أنت تحتاج الى تبرع يا بني!!
أجابها: الله كريم... واتصل بعد مكالمة احمد مباشرة رجل تبرع بمبلغ ضخم الى العملية، وقال: واتبرع كذلك لاحمد عبد الله بمبلغ خمس الاف دولار تكريما لهذه الروح العالية ولهذا الايمان الرائع..
صاح احمد: الحمد لله... ألم اقل لكِ ياماما لا يصح ان نحسبها مع الله حساب عد وتفصيل، وان نحتسب كل مايردنا دون ان ننتبه الى رزق مالا نحتسبه... اتصل احد الوزراء متقدما برجاء موافقة احمد عبد الله بالانتقال الى وزارته لكونه لايمكن تجاوز مثل هذه الروح الفاعلة فنحن بحاجة الى رجال ذوي شهامة بهذه الروحية العالية...
أعجبني
تعليق