اللهم صل على محمد وآل محمد
علي بن إبراهيم: قال: حدّثني أبي، عن النضر بن سويد ... عن ابن سنان قال: قال أبو عبد اللّه- (عليه السلام)-:
- أوّل من سبق من الرسل إلى «بلى»، رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)-،
- و ذلك انّه كان أقرب الخلق إلى اللّه تبارك و تعالى، و كان بالمكان الذي قال له جبرئيل- (عليه السلام)- لمّا اسري به إلى السماء:
«تقدّم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه (أحد قبلك لا) ملك مقرّب، و لا نبيّ مرسل»
- و لو لا انّ روحه و نفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، فكان من اللّه عزّ و جلّ، كما قال اللّه : قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (1)
- أي بل أدنى، فلمّا خرج الأمر من اللّه وقع إلى أوليائه- (عليهم السلام)-.
- فقال الصادق- (عليه السلام)-: كان الميثاق مأخوذا عليهم للّه بالربوبيّة، و لرسوله بالنبوّة، و لأمير المؤمنين و الأئمّة بالإمامة، فقال:
أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ- و محمد نبيّكم، و عليّ إمامكم، و الأئمّة الهادية أئمّتكم؟
- ف قالُوا:- بَلى شَهِدْنا- فقال اللّه:- أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ- أي لئلّا تقولوا يوم القيامة- إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (2)
- فأوّل ما أخذ اللّه عزّ و جلّ الميثاق على الأنبياء [له] بالربوبيّة و هو قوله وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ فذكر جملة الأنبياء، ثمّ أبرز أفضلهم بالاسامي،
- فقال: وَ مِنْكَ يا محمد، فقدّم رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)- لأنّه أفضلهم وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (3) فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء، و رسول اللّه أفضلهم.
- ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)- على الأنبياء بالإيمان به و على أن ينصروا أمير المؤمنين،
- فقال: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ- يعني رسول اللّه- لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (4) يعني أمير المؤمنين تخبروا اممكم بخبره و خبر وليّه من الأئمّة. (5)
____
(1) النجم: 9.
(2) الأعراف: 172.
(3) الأحزاب: 7.
(4) آل عمران: 81.
(5) تفسير القمّي: 1/ 246- 247 و صدره في البحار: 15/ 15 ح 20، و من قوله: فقال الصادق- (عليه السلام)- في ص 17 ح 25 و ج 26/ 268 ح 2،
---------------------------------------
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر ودلائل الحجج على البشر ج1 ; السيد هاشم البحراني ; ص 58 - 60 .
تعليق