بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الإمام عليّ عليه السلام: «تفاءل بالخير تنجح» .
إنّ من المهم جدًّا للمرء أن يخضع ذاته للمراقبة في سبيل الإبقاء على جذوة التفاؤل مشتعلة في نفسه. ذلك لأن الإنسان يستقبل أمور الحياة بمشاعره وأحاسيسه النفسية، أكثر مما يستقبلها بعقله وجوارحه، فإذا كانت نفسه مرتاحة، فإن عقله يعمل بشكل أفضل، في معالجة مشاكل الحياة، كما تكون جوارحه أكثر طاقة وقدرة على مواجهة المشكلات. وعلى النقيض من ذلك إذا كانت نفس الإنسان، تعاني من الكدر والاستياء والانزعاج، فستتأثر تبعًا لذلك قدراته العقلية والبدنية سلبًا، وهذا مما هو معروف بالتجربة والوجدان. من هنا، فإنّ على الإنسان أن يراقب نفسه، لكي يكون دائم التفاؤل، وأن تكون أحاسيسه ومشاعره في طور التفاؤل دائمًا، في استقباله لأمور الحياة.
وتتفاوت درجة التفاؤل والتشاؤم عند الناس، إزاء مختلف شؤون الحياة. فهناك من هو أقرب لحالة التفاؤل، حتى في مواجهته لأشدّ الصعوبات والشدائد، في المقابل تسود فريقًا آخر من الناس حالة التشاؤم والانزعاج، حين يواجه أقلّ مؤشرٍ من مؤشّرات الأذى. وقد ورد في وصايا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في هذا الشأن قوله: «تفأل بالخير تنجح»، ومضمون الوصية أن يلتزم المرء حالة التفاؤل باستمرار، عندما يقبل على أيّ مهمة أو عمل، حتى في ظلّ بروز المشاكل والصعاب، فلا ينبغي أن نسمح بانخفاض حالة التفاؤل والأمل في نفوسنا.
الإيمان نبع الثقة والأمل
إنَّ لتمثل حالة التفاؤل في النفس مناشئ أساسية، يأتي الإيمان والثقة بالله سبحانه وتعالى على رأسها. فكلّما كان الإنسان أكثر ثقة بربه، وكان حسن الظن بالله تعالى، كان أكثر تفاؤلًا، فربنا سبحانه هو الخالق الرحيم اللطيف، فلا يقدّر لنا إلّا الصالح والخير، لذلك ينبغي أن تكون نفوسنا عامرة بهذا الأمل. ولو استعرض كلٌّ منا شريط حياته، لأدرك كم أن الله تعالى وقاه من الشّدائد والصعوبات، وأنعم عليه بتجاوزها، فالأحرى أن نتذكر ذلك باستمرار، فهو سبحانه المنقذ والمعطي دائمًا، دون أن تتضاءل يومًا رحمته ولطفه وعطفه بنا.
الوعي بطبيعة الحياة
ويأتي الوعي بطبيعة الحياة، في المقام الثاني من مناشئ التفاؤل في النفس. فالحياة ملأى بالمشاكل، ولا ينبغي أن يتوقع المرء أن يحقق النجاح من الوهلة الأولى، وأنّ الطريق سيكون أمامه مفروشًا بالورود والرياحين باستمرار، عندما يُقدِم على أمر، أو يواجه مهمة من المهام.
إنّ بروز المشاكل والصعوبات في هذا المنعطف أو ذاك، لا يعني بأيِّ حالٍ أن الطريق مسدود أمامنا، ولا يعني انعدام فرص النجاح. وكثيرًا ما وجدنا ضمن تجارب الأفراد في مختلف الأمم، أنهم يصرفون المحاولة تلو الأخرى حتى يحققوا النجاح، فالكثير من الناجحين في الحياة لم يلمسوا بشائر النجاح في أول الأمر، ولعلّ إطلالة على سيرهم الذاتية تكشف إلى أيِّ مدى عانى وتحمّل هؤلاء من عوائق وصعوبات، لكنهم مع ذلك حققوا النجاح في نهاية المطاف. وإذا ما برزت أمام المرء مشكلة أو شدّة أو مؤشّر سلبي، فلينحِّ التشاؤم جانبًا، ويضع في الاعتبار أنّ ذلك جزء من طبيعة الحياة، ويلتزم في مقابل ذلك التفاؤل، فلعلّ النجاح قاب قوسين منه.
البرمجة النفسية على التفاؤل
أمّا المنشأ الثالث من مناشئ التفاؤل فهو العادة والبرمجة النفسية. فالإنسان يستطيع أن يبرمج ذاته، ويعوّد نفسه حالة التفاؤل، وعلى النقيض من ذلك يستطيع فعل العكس، فقد يُعوّد ذاته على التشاؤم، فالواحد من هؤلاء لا يكاد يلتقط أدنى مؤشّر سلبي حتى يطبق التشاؤم على نفسه، ومثل هذه الحالات مشاهدة ودائمة الوقوع عند الكثيرين للأسف. على المرء أن يبرمج نفسه على التزام حالة التفاؤل دائمًا وطرد التشاؤم من نفسه.
ثقافة التفاؤل
إنّ الدين الإسلامي يشجّع أتباعه على التفاؤل دائمًا، ويحضّ على النأي عن التشاؤم والتطيّر. فالتفاؤل هو توقع الخير، فيما يتلخص معنى التشاؤم في توقع الشرّ والسوء، والدّين يريد من الإنسان توقع الخير دائمًا وأبدًا. فالتفاؤل هو ما يجعل المرء أكثر جدّية وعزمًا وإصرارًا، وأكثر حيوية في الإقبال على العمل وإنجاز المهام، وقد ورد عن النبي الأكرم قوله: «تفاءلوا بالخير تجدوه» ، وقد كان من أبرز صفاته أنه كان كثير التفاؤل.
هل يسمح واقعنا بالتفاؤل؟
من هنا يأتي السؤال هل يسمح واقعنا بالتفاؤل ؟
أننا مدعوون دينيًّا وباستمرار لأن نتشبّث بالأمل والتمسّك بحالة التفاؤل.
إنّ التمسك بالأمل والتفاؤل، ليس في سبيل التراخي والنوم على حرير الأوهام، وإنما التمسّك بالتفاؤل الذي يعطينا طاقة الاستمرار والتطلّع للإصلاح والتغيير، فهذا التفاؤل والأمل هو الذي يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة المشكلات والعمل على تجاوزها وتخطّيها.
اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الإمام عليّ عليه السلام: «تفاءل بالخير تنجح» .
إنّ من المهم جدًّا للمرء أن يخضع ذاته للمراقبة في سبيل الإبقاء على جذوة التفاؤل مشتعلة في نفسه. ذلك لأن الإنسان يستقبل أمور الحياة بمشاعره وأحاسيسه النفسية، أكثر مما يستقبلها بعقله وجوارحه، فإذا كانت نفسه مرتاحة، فإن عقله يعمل بشكل أفضل، في معالجة مشاكل الحياة، كما تكون جوارحه أكثر طاقة وقدرة على مواجهة المشكلات. وعلى النقيض من ذلك إذا كانت نفس الإنسان، تعاني من الكدر والاستياء والانزعاج، فستتأثر تبعًا لذلك قدراته العقلية والبدنية سلبًا، وهذا مما هو معروف بالتجربة والوجدان. من هنا، فإنّ على الإنسان أن يراقب نفسه، لكي يكون دائم التفاؤل، وأن تكون أحاسيسه ومشاعره في طور التفاؤل دائمًا، في استقباله لأمور الحياة.
وتتفاوت درجة التفاؤل والتشاؤم عند الناس، إزاء مختلف شؤون الحياة. فهناك من هو أقرب لحالة التفاؤل، حتى في مواجهته لأشدّ الصعوبات والشدائد، في المقابل تسود فريقًا آخر من الناس حالة التشاؤم والانزعاج، حين يواجه أقلّ مؤشرٍ من مؤشّرات الأذى. وقد ورد في وصايا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في هذا الشأن قوله: «تفأل بالخير تنجح»، ومضمون الوصية أن يلتزم المرء حالة التفاؤل باستمرار، عندما يقبل على أيّ مهمة أو عمل، حتى في ظلّ بروز المشاكل والصعاب، فلا ينبغي أن نسمح بانخفاض حالة التفاؤل والأمل في نفوسنا.
الإيمان نبع الثقة والأمل
إنَّ لتمثل حالة التفاؤل في النفس مناشئ أساسية، يأتي الإيمان والثقة بالله سبحانه وتعالى على رأسها. فكلّما كان الإنسان أكثر ثقة بربه، وكان حسن الظن بالله تعالى، كان أكثر تفاؤلًا، فربنا سبحانه هو الخالق الرحيم اللطيف، فلا يقدّر لنا إلّا الصالح والخير، لذلك ينبغي أن تكون نفوسنا عامرة بهذا الأمل. ولو استعرض كلٌّ منا شريط حياته، لأدرك كم أن الله تعالى وقاه من الشّدائد والصعوبات، وأنعم عليه بتجاوزها، فالأحرى أن نتذكر ذلك باستمرار، فهو سبحانه المنقذ والمعطي دائمًا، دون أن تتضاءل يومًا رحمته ولطفه وعطفه بنا.
الوعي بطبيعة الحياة
ويأتي الوعي بطبيعة الحياة، في المقام الثاني من مناشئ التفاؤل في النفس. فالحياة ملأى بالمشاكل، ولا ينبغي أن يتوقع المرء أن يحقق النجاح من الوهلة الأولى، وأنّ الطريق سيكون أمامه مفروشًا بالورود والرياحين باستمرار، عندما يُقدِم على أمر، أو يواجه مهمة من المهام.
إنّ بروز المشاكل والصعوبات في هذا المنعطف أو ذاك، لا يعني بأيِّ حالٍ أن الطريق مسدود أمامنا، ولا يعني انعدام فرص النجاح. وكثيرًا ما وجدنا ضمن تجارب الأفراد في مختلف الأمم، أنهم يصرفون المحاولة تلو الأخرى حتى يحققوا النجاح، فالكثير من الناجحين في الحياة لم يلمسوا بشائر النجاح في أول الأمر، ولعلّ إطلالة على سيرهم الذاتية تكشف إلى أيِّ مدى عانى وتحمّل هؤلاء من عوائق وصعوبات، لكنهم مع ذلك حققوا النجاح في نهاية المطاف. وإذا ما برزت أمام المرء مشكلة أو شدّة أو مؤشّر سلبي، فلينحِّ التشاؤم جانبًا، ويضع في الاعتبار أنّ ذلك جزء من طبيعة الحياة، ويلتزم في مقابل ذلك التفاؤل، فلعلّ النجاح قاب قوسين منه.
البرمجة النفسية على التفاؤل
أمّا المنشأ الثالث من مناشئ التفاؤل فهو العادة والبرمجة النفسية. فالإنسان يستطيع أن يبرمج ذاته، ويعوّد نفسه حالة التفاؤل، وعلى النقيض من ذلك يستطيع فعل العكس، فقد يُعوّد ذاته على التشاؤم، فالواحد من هؤلاء لا يكاد يلتقط أدنى مؤشّر سلبي حتى يطبق التشاؤم على نفسه، ومثل هذه الحالات مشاهدة ودائمة الوقوع عند الكثيرين للأسف. على المرء أن يبرمج نفسه على التزام حالة التفاؤل دائمًا وطرد التشاؤم من نفسه.
ثقافة التفاؤل
إنّ الدين الإسلامي يشجّع أتباعه على التفاؤل دائمًا، ويحضّ على النأي عن التشاؤم والتطيّر. فالتفاؤل هو توقع الخير، فيما يتلخص معنى التشاؤم في توقع الشرّ والسوء، والدّين يريد من الإنسان توقع الخير دائمًا وأبدًا. فالتفاؤل هو ما يجعل المرء أكثر جدّية وعزمًا وإصرارًا، وأكثر حيوية في الإقبال على العمل وإنجاز المهام، وقد ورد عن النبي الأكرم قوله: «تفاءلوا بالخير تجدوه» ، وقد كان من أبرز صفاته أنه كان كثير التفاؤل.
هل يسمح واقعنا بالتفاؤل؟
من هنا يأتي السؤال هل يسمح واقعنا بالتفاؤل ؟
أننا مدعوون دينيًّا وباستمرار لأن نتشبّث بالأمل والتمسّك بحالة التفاؤل.
إنّ التمسك بالأمل والتفاؤل، ليس في سبيل التراخي والنوم على حرير الأوهام، وإنما التمسّك بالتفاؤل الذي يعطينا طاقة الاستمرار والتطلّع للإصلاح والتغيير، فهذا التفاؤل والأمل هو الذي يجعلنا أكثر قدرة على مواجهة المشكلات والعمل على تجاوزها وتخطّيها.
تعليق