إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) اَلطَّاهِرَةَ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِا السَّلاَمُ) اَلطَّاهِرَةَ

    من الألقاب الشريفة للصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام «الطاهرة»، وهذا اللقب من الأوصاف الذاتية للزهراء عليها السلام والتحية والإكرام.
    وهو مشتق من «الطهر» بالضم، وهو النزاهة والنظافة كما في المجمع; «والمطهر» المنزه، والطهورين الماء والتراب، وجمعه طهارى من دون قياس، وأهل اللغة يقولون: امرأة طاهر من الحيض وطاهرة من النجاسة والعيوب، والطهور: المطهر، قال تعالى: ﴿...وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا[1] قال تغلب : الطهور الطاهر في نفسه المطهر لغيره ، وقوله تعالى : ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ[2] قيل : المراد الطهارة من الذنوب ، والأكثر أنها الطهارة من النجاسات.
    وقوله تعالى: ﴿وأزواج مطهرة) أي نساء مطهرة من الحيض والحدث ودنس الطبع وسوء الخلق. وقوله تعالى: ﴿صحفا مطهرة﴾ أي لا يمسها إلا الملائكة المطهرون، وقيل: مطهرة عن الباطل والكذب والزور، وفي الحديث: «الطهور شطر».
    .والطهر بالضم: نقيض الحيض، والإطهار أيام طهر المرأة
    والآن فليعلم محبي الذرية الطاهرة أن الزبير بن بكار قال في حديثه عن أحوال خديجة الكبرى عليها السلام
    «وكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة» وفي إسعاف الراغبين «وكانت تدعى سيدة قريش»، فهذا اللقب موروث لفاطمة عليها السلام من أمها إضافة إلى استحقاقها الذاتي.
    قال الكفعمي
    (رحمه الله): الطاهر من أسماء الله، أي المنزه عن الأشباه والأمثال والأضداد والأنداد وعن صفات الممكنات وحالات المخلوقات من الحدوث والزوال والسكون والانتقال. والتطهر: التنزه عما لا يحل.
    ولما كان لأسماء الله مظاهر في هذا العالم، كانت فاطمة الطاهرة مظهر اسم
    «الطاهر»، ولم يكن لها مثال في المخلوقات ولا نظير في النساء.
    تبين لنا: أولا: يقال للمرأة طاهر وطاهرة، والطهارة تعم الطهارة من الأدناس الظاهرة والباطنة، وهي آكد في الاستعمال.

    ثانيا: هذا اللقب يختص بالمرأة التي تكون أفضل نساء زمانها وأعلاهن شأنا والتي تنقطع عنهن قداسة وزهدا وعلما وفضلا وحسبا ونسبا وأصالة ونبلا وعصمة وعفة، كما عرفت خديجة المكرمة بهذا اللقب في زمانها واشتهرت بسيدة قريش.

    وإذا دقق الخبير الفطن المتتبع للآثار والسير، وأمعن في الأحاديث النظر، علم جيدا أن أئمة الدين عليهم السلام إذا ذكروا الطهارة الصورية الظاهرية لفاطمة الزكية، بينوا معها الطهارة المعنوية الباطنية أيضا، وهي المدار والمناط، والطهارة الظاهرية تعود إليها، وهذا النحو من البيان ورد في الوحي الإلهي والتعليم السماوي في آية التطهير.
    وهو من الأسماء الجميلة والتي تدل على معنى يصبو إليه كل مؤمن هو الطهارة الباطنية والظاهرية ، حيث سميت به فاطمة سلام الله عليها، وقد دلت عدة روايات مهمة في هذا الباب على مدى طهارتها عليها السلام هذا بالإضافة إلى الشواهد الأخرى التي أيدت هذه المسألة عنها عليها السلام من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة بل هي المحور الذي يدور عليه أهل البيت عليهم السلام ، وأفضل دليل على طهارتها هو آية التطهير لقوله تعالى: ﴿إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً[3]، فهي سلام الله عليها مطهرة نقية مبرئه من كل الأرجاس الظاهرية والباطنية وإليك بعض الأحاديث والشواهد التي تدل على أنها طاهرة سواء الطهارة الظاهرية أو الباطنية.
    فلقد ورد عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: ( إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ اَلطَّاهِرَةَ لِطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَ طَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ رَفَثٍ وَ مَا رَأَتْ قَطُّ يَوْماً حُمْرَةً وَ لاَ نِفَاساً)[4].
    وعنْ أَبي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أنّه قَالَ: (حَرَّمَ اَللَّهُ اَلنِّسَاءَ عَلَى عَلِيٍّ مَا دَامَتْ فَاطِمَةُ حَيَّةً لِأَنَّهَا طَاهِرَةٌ لاَ تَحِيضُ)[5].
    ولقد بيّن العلامة المولى محمد علي الأنصاري وجه الطهارة عن أهل البيت : بما فيهم فاطمة سلام الله عليها حيث قال : ووجه الطهارة في جميع ما ذكر منهم من حيث الحكمة أنّ منشأ النجاسة ونحوها إنّما هو جهة النفسانيّة ، وليس في تلك الأنوار الإسفهبديّة(وهي الأنوار المدبرة، ويُراد بها: النفس الناطقة) جهة النفسانيّة بالمرّة ولو مثقال ذرّة . وما ورد في طهارة أجسادهم الشريفة إنّما هو محمول على أجزائها الظاهريّة والباطنيّة من كلّ حيثيّة ، وإلا فظواهر الأجساد طاهرة من كلّ مسلم أيضاً فلا يكون لهم حينئذ فضل من هذه الجهة...[6].
    أما قضية سد الأبواب بالنسبة للمسجد النبوي الشريف إلاّ لأهل البيت عليهم السلام في زمن النبي محمد صلى الله عليه وآله فهي أفضل شاهد على طهارتهم الظاهرية والباطنية.
    وقال العلامة الأميني[7] رحمه الله إشارة إلى هذا المسألة : إنّ سدّ الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهريّة والمعنويّة ، فلا يمرّ به أحد جنباً، ولا يجنب فيه أحد . وأمّا ترك بابه صلى الله عليه وآله وباب أمير المؤمنين عليه السلام فلطهارتهما عن كلّ رجس ودنس بنصّ آية التطهير، حتّى إنّ الجنابة لا تحدث فيهما من الخبث المعنوي ما تحدث في غيرهما...
    وقوله صلى الله عليه وآله: (ألا إنّ مسجدي حرام على كلّ حائض من النساء وكلّ جنب من الرجال إلاّ على محمد وأهل بيته عليهم السلام علي وفاطمة والحسن والحسين)[8] (صلوات الله عليهم أجمعين) . وقوله صلى الله عليه وآله: (ألا لا يحلّ هذا المسجد لجنب ولا الحائض إلاّ لرسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، ألا قد بيّنت لكم الأسماء أن لا تضلّوا...)[9].
    فزبدة المخض من هذه كلّها أنّ إبقاء ذلك الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله ممّا خصّ به مبتنٍ على نزول آية التطهير النافية عنهم كلّ نوع من الرجاسة.
    وقال العلامة الشيخ السعيد جمال الدين الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني رحمه الله: وروي الصدوق في كتاب «من لا يحضره الفقيه» عن النبيّ صلى الله عليه وآله مرسلاً أنّه قال : « إِنَّ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهَا لَيْسَتْ كَأَحَدٍ مِنْكُنَّ إِنَّهَا لاَ تَرَى دَماً فِي حَيْضٍ وَ لاَ نِفَاسٍ كَالْحُورِيَّةِ)[10].
    ولا يخفى ما في هذه الروايات من الم
    نافاة لما سبق في حديث قضاء الحائض للصوم دون الصلاة من أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأمر فاطمة عليه السلام بذلك . ووجه الجمع حمل أمره صلى الله عليه وآله لها عليها السلام على إرادة تعليم المؤمنات ، وهو نوع من التجوّز في الخطاب شائع ، ولعلّ المقتضي له في هذا الموضع رعاية خفاء هذه الكرامة كغيرها ممّا ينافي ظهوره بلاء التكليف[11].

    وفي ختام هذا البحث ينبغي أن تلاحظ ما جاء في غسلها ووصيّتها عليه السلام قبل الوفاة، وهو أدلّ دليل وأقوى حجّة على أنّها كانت طاهرة ميمونة في حياتها وبعد مماتها، ولم يحدث الموت فيها رجاسة ولا دناسة، مع أنك تعلم أنّه ممّا لا خلاف فيه تنجّس البدن بعد الموت وبعد خروج النفس عنه، ولأجل ذلك لا بدّ أن يغسّل الميّت حتّى يطهّر بدنه وينظّف جسمه، إلا أنّ سيّدة النساء عليه السلام أوصت ألا يكشفها أحد، وأن تدفن بغسلها قبل الوفاة.
    روى أحمد في مسنده عن أمّ سلمى (زوجة أبي رافع) قالت: (اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت امرّضها، فأصبحت يوماً كأمثل من رأيتها في شكواها تلك، قالت: وخرج عليّ لبعض حاجته، فقالت: يا امّه اسكبي لي غسلاً. فسكبت لها غسلاً ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغسل ، ثم قالت : يا أمّه أعطيني ثيابي الجدد ، فأعطيتها ، فلبستها ، ثم قالت : يا أمّه قدّي لي فراشي وسط البيت ، ففعلت ؛ واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدّها ، ثم قالت : يا امّه إنّي مقبوضة الآن وقد تطهّرت ، فلا يكشفني أحد ، فقبضت مكانها ، قالت : فجاء عليّ فأخبرنه)[12].
    وقال في «كشف الغمّة»: واتفاقهما من طرق الشيعة والسنة على نقله مع كون الحكم على خلافة عجيب، فإنّ الفقهاء من الطرفين لا يجيزون الدفن إلا بعد الغسل إلا في موضع ليس هذا منه ... ولعلّ هذا أمر يخصّها عليها السلام. نعم إنّها عليها السلام كأبيها في طاهرتها كما تقدّم .

    [1] سورة الفرقان، الآية: 48.
    [2] سورة التوبة، الآية: 108.
    [3] سورة الأحزاب، الآية: 33.
    [4] البحار، ج 43، ص 19.
    [5] التهذيب، ج 7، ص 475.
    [6] اللمعة البيضاء، ص 24 .
    [7] الغدير، ج 3، ص 211.
    [8] شرح إحقاق الحق، السيد المرعشي، ج 5.
    [9] نفس المصدر، ج 25، ص 244.
    [10] من لا یحضره الفقیه، ج۱، ص۸۹.
    [11] منتقى الجمان، ج 1، ص 224.
    [12] مسند أحمد، ج 6، ص 461.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    ​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X