تويت
أنا متعب ولا أريد مقابلة أحد!!
:- كيف يا جد؟ هذا رجل من الجيران وأحفاده جميعهم أصدقائي، ويريد مقابلتك...
:ـ فيك الخير يا ولدي ...
:ـ اسمح له ياجد؛ فالرجل يستحي أن يخبرني عن مرضه!!
فنظر إليّ الجد وقال: صف له يا بني (السعد)!!
قلت: أيعقل ياجد أن تصف الدواء دون أن تعرف العلة ـ فابتسم حينما وقال: العلة يا بني مفهومة ـ ومن ثم هل عرفت انت ما هو (عود السعد)؟
قلت: لا ياجد.
قال: هو الذي تستخدمه النساء، كأفضل بخور لتبخر به ملابس الرضيع.
قلت: صبرك عليّ ياجد، وما علاقة (السعد) بحالة جيراننا العجوز؟
فأجابني الجد: أنت صبرك عليّ فقد جاء في مختلف الحضارات ومنذ آلاف السنين ان (السعد) استخدم كتوصيفة لخمسة عشر مرضا؛ فهو يعالج البطن، ويقتل الدود، ويعالج الناسور والسخونة، ويعالج امراض القلب، ويعالج سلاسة البول اللاارادي... ويستخدم لتسكين آلام الأعصاب...
قلت مع نفسي: والله ذكي هذا الجد سدّ عليّ الأبواب من كل الجهات...
وأكمل الجد: يُعطى (السعد) مع الكندر، والزيت المطبوخ، ودهن الوعل، وملح بحري ثم يدلك لشفاء اللدغات السمية، ولكي أصل الى حقيقة ما يعانيه جيرانك العجوز، فسجّل له هذه الخلطة: قل له خذ شعير مسحوق واطبخه مع السوسن وليمون وثوم وحب عرعر، ثم يترك ليلة كاملة فبعدها يصفى ويؤكل على اربعة ايام...
قلت: وماذا ستنفع هذه الطبخة ياجد؟ فأجاب الجد: علاجا للبول الدموي ورعشة الجسد... في أي مكان كانت ـ قلت يبدو انك فهمت الحالة كلها ياجد!!!
اكمل الجد غير مبال بالإطراء قائلا: وصفه الانطاكي كمحلل للريح الغليظة من الإبط والخاصرة، واذا خلط مع دهن (البطم) ينفع للمتزوجين، ودهنه المطبوخ يشد الأسنان، ويمنع قروح اللثة ونتن المعدة ويزيل الخفقان واليرقان والصداع البارد، ويدر الطمث والبول، ويفتت الحصى ويخرج الديدان والبواسير...
قلتُ: ياجد هل تمت الاستفادة منه صناعيا؟
قال: مالكَ يا بني فهو يستخدم في صناعة العطور وفي صناعة الصابون وفي الأدوية الطاردة للحشرات.
فقال: يا بني اكتشف (داستور) قبل اقل من خمسين عاما انه لو وضع على ثدي المرضع سيدر حليبه... ومزيجه ينفع للجروح والقروح، ومستحلبه يعالج الاسهال، والدرستاريا، وسوء الهضم والقيء... الآن يا بني يعمل ضمن الكثير من المستحضرات التي تعالج اضطرابات الجهاز العظمي، وكذلك الصداع والغثيان، (سلم لي عليه) وبعدها قفل الجد فلا يسمعني ولا اسمع حتى هسيس انفاسه...