إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في بحث

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في بحث


    (الاعلام الحسيني)
    لفضيلة الشيخ ضياء الدين محمد أمين زين الدين
    ج2
    إن طبيعة المعالجة البحثية قد صاغت لنا المفهوم التوجيهي المعبر لبلوغ الآفاق المرسومة للاعلام الحسيني المبارك، حين هيّأ الأسس، وأمدّها بفاعلية النهج القويم؛ نسيج خطاب حمل جذر الانتساب الايماني، وجعلها معايير ابداعية للتعرف على الآفاق المكونة لكل منهج، والنظر الى موقع الحسين عليه السلام من الحجة الالهية، ثم العودة الى موقع كربلاء كموقف يشكل بنية الجوهر لصنع دلالات غنية بكل المفردات الحداثوية لأثر مكتنز الحيوية، لايمكن ان يحقق صيرورة التواصل إلا من خلال الوفاء بكل مستلزمات الانتماء الى هذا اليقين الذي يشكل العمق الرسالي، كون الحسين جزءا من الرسول والرسول منه كما في تعبيره (ص)؛ اذ ورد التأكيد في اشراقة السلسلة المطهرة من الائمة، تلك حصانة الخطاب الاعلامي الحسيني كثقافة مؤثرة، انتجت نظام اعلام امتلك قدرات هائلة من المعنى الادائي الموظف عبر كربلاء الهوية التي تعد واحدة من المواقف الابدية.
    تجليات تعدت الحدود الزمانية، وسمت محققة القدرة على امتلاك العقول والقلوب والضمائر، متجاوزة الحدود الاجتماعية والثقافية الى حيث عوالم تلك الأبدية، بفيض بشارة هيأ النبي (ص) النفوس والعقول ليأمر من ادرك الواقعة بالنصرة التي حملت العديد من حداثوية المعنى الاشمل موقفا ومفهوما (خاصية التوالد النصي، الصيغ الموحية الدلالات بالمحمول القيمي) يسأل أحدهم الامام السجاد (ع) عن الغالب؟ فيجيب بما معناه: إذا أذن المؤذن تعرف من هو الغالب...
    هذا ما ينطوي عليه ادراك النص المضمور، الكم المؤول الذي هو امتداد المبني المتداخل، بدفق بعدين اساسين يراهما السيد الباحث: النسل المطهر، واستقامة الطريق، وهذا يحتوي بنية فاعلة تمنحنا معنى المعنى في كل ما يقترن بعملية الانتساب من دراسات أو اعلام أو موقف حتى على مستوى البنية العلائقية الانسانية.
    يرى السيد الباحث ان الاعلام لايكون صادقا في انتسابه الحسيني، ولايمكن تحقيق المنجز المأمول، إلا عبر المحمول (الجذري ـ الأسس) التي اقيم عليها اصطفاء الحسين ذاتها، وبنيت عليه مهماته كافة، وركزت عليه راية كربلاء. يضاء النص البحثي بتوقيعات مهمة لابد ان نقف عندها؛ فمعنى الحقيقة اعتبرها السيد الباحث قضية موضوعية لاتتبع المدعيات، لأن التأثير انما هو الى الحقيقة فقط، بينما في الاعلام الحسيني يريد صدق الانتساب الذي يمر عبر الالتزام بالعديد من النقاط المهمة، والتي لايمكن تجاوزها أو ربما حتى ايجازها كي لاتفقد قيمتها. واعتقد اني استطيع ان اسميها (صيغ اسلوبية) لابد ان تستوفي الحجة الإلهية دورها في اي منهج أو اطروحة او برنامج دراسي تبليغي علمي أو خطابي، مما يتولاه الاعلام من اصول ومناهج وظواهر تحفل بوضوح العقيدة الاسلامية، بما فيها عقيدة الأمم، واقامة الحسين، وامامته (ع) لا من حيث تمام ادلتها، وثبات موقعها، وانما وضوح وحدتها مع الكيان الاسلامي وانتظام جزئياتها مع الخط القرآني العام، وسلك نبوة محمد ( ص) بحيث لا يعسرعلى الوعي إدراك، ولايستغني أحد عن احد في السلسلة المباركة، مع الاحتفاظ بوحدة الكلمة والموقف كمسؤولية عامة.
    نلاحظ انعتاق الزمن في المفهوم الاسلامي، وعدم الارتكاز على عامل الفئوية الاجتماعية او المستويات الثقافية كمرتكزات استيعابية، وانما البحث عن خلود الحجة الإلهية كارسال النبي ( ص) الى الناس كافة، فقد سعى البحث عن مكونات الاحالة المشمولة في عملية التعالق كبعد اسلامي لكل ما ينتسب الى محمد (ص) والى خط الاسلام.
    يتميز هذا الملخص البحثي بخاصية التكثيف حتى وصل الأمر الى تعاشق المقاربات يشكل مختصرات دمجت مع بعضها، وقد تحدث المتن البحثي عن اهمية المتسع السردي المشمول بدائرة الاعلام، وتجاوزه للحدود المعاصرة، سعيا لإحراز البعد العالمي كصيغة ثابتة الأطر الولائية المتباينة، وتحديد الاعلام الحسيني في أطر معينة محددة غير مفتوحة الافاق، متعددة الاتجاهات، له اكبر الاثر في قصور المجتمعات عن ادراك الدور الحسيني، وكربلاء الخالدة، توازنات رأي لابد ان نقف عندها لكونها تسعى لعدم حصر التفاعل مع نمط واحد، وترك بقية مناطق الاشتغال مهملة، ولذلك تطرق الباحث الى ماهية الإنسان؛ أولا: العقل والوجدان والعاطفة فيه مشاعر واخلاق، ليصل السيد الباحث الى النتاج الحاسم ان لاينبغي تحديد قنوات الاعلام بإطار معين على حساب القنوات الأخريات، من أجل خلق تنوعات موضوعية تتوزع المدارك وهذه حصيلة البيان الموروث من الائمة عليهم السلام؛ إذ لا يقتصرالخطاب على المرتكز العقلي وحده، ولا على المرتكز الوجداني وحده، لكون الشعوري يحتاج الى بنية فكرية تدعم حضوره، ليستوعب جميع الرؤى بدفق واحد، ووحدة متكاملة.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X