إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التضاد المتوهج

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التضاد المتوهج


    الحلقة الأولى
    ينحصر مفهوم العمل البحثي التقليدي في نقل حيثيات التاريخ حرفيا دون التأمل في ثنايا هذا المنقول وتحليله من أجل أن يكون فعل البحث فعلاً فنياً مبدعاً، يسعى لمعالجة الكثير من الأمور التي تتعرض إلى التحريف والتزييف عبر مراحل التواريخ السلطوية إن كانت تقف عند حيثيات الهوامش، لتبعد التركيز عن مرتكزات مهمة لها فاعليتها التأثيرية في المجتمعات الإنسانية كحياة النبي (ص) التي همشت بواسطة مكونات سردية هيأت بنية بديلة، عوالم متخيلة، نظم حياتية، والجميع يعرف مديات التجاوز المعنوي على أهم شخصية لها التقديس والتبجيل، وهي شخصية نبي الإسلام محمد (ص)، ولهذا لابد أن نقف عند أي بحث متأمل يبحث في مضمرات المدون التاريخي. والباحث (حيدر كاظم سلطان) قدم بحثه بسؤال جريء: هل أرضعت حليمة السعدية نبي الإسلام؟ ولكي تتم عملية استيعاب مفهوم السؤال، قدم عدة أسئلة توضح تناقضات المحمول الموروثي أنه: لماذا كانت المراضع تكره رضاعة النبي حينما تعلم بيتمه؟ هل سبب الإضراب مادي؟ وهل حليمة السعدية امرأة موحدة؟ تصح رضاعتها للنبي (ص) وعلى أي أساس استند عبد المطلب بدفع النبي للرضاعة عند حليمة السعدية؟ وأسئلة أخرى تكشف عن جرأة المسعى.
    قبل بلوغ دلائل البحث لابد أن نذكر قيمة مهمة في عملية الخلق الفني المبدع، وهي إحدى أهم عمليات الابداع والبحث والتدقيق والتحري في حيثيات هذه المدونات، هي قدرة فائقة تحسب للباحث ليتدارس قضية أصبحت كأنها من الحقائق الدامغة، والتشكيك بها يعتبر من الاشتغالات الممقوتة، بينما سعى البحث لاحتواء دلائل الزمان والمكان ليخضع التكوينات الاجتماعية الفكرية والانسانية الى التكوين الدلالي، لنعرف أن المجتمع العربي كان عبارة عن هويات دينية متنوعة، متكونة من عبدة اصنام، وعبدة نار، وعبدة نجوم وملائكة وأفراد... ليستشهد الباحث بفاعلية التفاصيل، فيبحث داخل خطبة الزهراء عليها السلام مثلاً المشهورة في مسجد النبي، دون أن ينكر خط الهداية ووجود الحنيفية، وإنما ذهب إلى تنامي الحقل الدلالي، والبحث في حيثيات المعنى التعريفي أمام غياب قسري للمعلومات، لاستقصاء جوهر الانتماء الموحد، وتلك هي المساحة الملعوبة من قبل الإسلام السياسي، كما في قصة نكران إيمان أبي طالب عليه السلام، وبنفس هذه المساحة يمكن إدخال وإخراج من شاءوا إلى ساحة الإيمان.
    ثمة تصورات تتثمل بالجرأة البحثية لرسم ملامح المشهد التاريخي، ومعالجة العقدة بالتمحيص الاستدلالي، مثلاً كان معبد اللات لأهل الطائف، يحجون إليه وسدنته بنو عتاب بن مالك، وهم من ثقيف، وكانت العرب ومنهم قريش تعظم هذا المعبد. ثم عالج الباحث حيدر كاظم سلطان قضية البيئات، بحيثية توضح صيرورة الأحداث من أجل النيل البرهاني. فحسب الروايات التي ورثناها أن النبي (ص) كان قد واجه أقسى أنواع المواجهات التي تصدت لهذه الرسالة من قبل أهل مدينة الطائف، وتعرض للأذى الذي لم ينله حتى من معارضي مكة. ومثل هذا الاداء السردي يعطي ملامح رؤيوية لأسئلة تمنحنا مقاربات تحليلية، مثل لماذا لم يستثمر النبي مقومات النجاح التي يمتلكها في الطائف؟
    معايير وثيمات بحثية يستدرجها كركائز لبحثة؛ فالنبي (ص) عندما أنفذ علياً (ع) إلى الطائف، لم يستثنِ أحدا، فلماذا لم يعطِ أمره باستثناء الأهل الذين أرضعوه وحضنوه وهم بنو سعد؟ لماذا لم يوصِ بأهل حليمة وعائلتها خيراً على الأقل؟
    البحث في المؤثرات المصدرية يشكل متكأ، لمعرفة مصداقية المعلومة، ولذلك خصص تحليلاً معمقا عن شخصية المرضعة، ليصل الى أن زوجها الحارث بن عبد العزى، ويكنى أبو كبشة. ونجد أن في أسم الحاضن دلالة التضاد مع الدين.
    ويرى الباحث أيضا في قصة شيماء بنت الحارث، أن هناك فبركة واضحة، وإلا هل ساق المسلمون يوما امرأة موحدة سبية، وهي شيماء بنت حليمة السعدية؟ ألم يكن نطقها الشهادتين كافيا ليدفع عنها السبي؟ وهناك سؤال كبير يطرحه الباحث ليأخذنا صوب برهان قطعي هل النبي (ص) قاطع صلة رحم لهذه الدرجة، ليجهل أخته بالرضاعة؟ وهل يجوز للنبي النسيان؟
    ويبدأ السيد الباحث باستنطاق النصوص لبلورة الرؤيا الواعية التي حملت محتوى إنكاري لحكاية تعلقت في الذاكرة، نتيجة التعريش السلطوي، والتي أوردت حتى في منهجيات التعليم المدرسي، لتبث المفاهيم لصيرورة منهج أعد اعداداً سياسياً، وما يعد بهذا الشكل لابد أن يدرك التناقضات المربكة التي تحتاج الى قراءات مدركة لفرزها، ومن هذه التناقضات التي ركز عليها الباحث حيدر كاظم سلطان أن زمن الرضاعة تقول عنها حليمة السعدية سنة شهباء، لم تبقِ لنا شيئاً، والرضاعة تحتاج الى تغذية.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X