تويت
( بسم الله الرحمن الرحيم )
لم اكن أحب هذه الإنسانة وكنت انفر منها ، ربما بسبب قسوة المادة التي تضغط على أعصابي كثيرا ، صرت اتجه بعد كل محاضرة عنيفة إلى الحديقة لأنزوي بعيدا عن التفكير ، مستمتعة بالمنظر الجميل حيث الأشجار والطيور وهواء الحرية بعيدا عن جفاف البحوث ، سبب التعب الذي اشعر به هو ان الفارق كبير بين ما تعلمناه في حياتنا وبيوتنا من تربية دينية قائمة على احترام الرأي والتمسك بمنهجية أهل البيت عليهم السلام وبين ما ندرسه هنا ، الفارق كبير بيننا وبين من وضع المقرر ، كيف لهم ان يتعاملوا معنا بهذا الشكل ألقسري، يرفعون البسملة من السور القرآنية ، اليست هي آية قرآنية ؟ كيف استساغوا رفعها بعيدا عن التداول ؟ ، اعرف انها منهجيات وزارة ومقرر مقر من الدولة لكنها منحازة لمنهجيات بعيدة عن الدين ، ما يريحني اني اشعر ببقية الطالبات يتفقن معي بان رفع البسملة ليس من الدين بشيء، بنات يختلفن عن انتمائي لكن يتوحدن معي بنبذ المادة ، ايعقل نحن في مستوى متقدم بالدراسة ونتعرض لمثل هذا التعسف الفكري ، تقول الدكتورة فضيلة انهم يرفضون البسملة ، واختلفوا كثيرا بوضعها في سائر السور ، كنت اشعر بانها تحاول ان تدفع المادة دون ان تفتح باب المناقشة ، مشاعر عنيفة في داخلي هل جئنا الى الكلية لنتعلم كيف نقرأ سور القرآن دون البسملة ، ممنوع ان نفكر ،علينا فقط ان نحفظ ما يدونوه ، سألتها دكتورة أليست البسملة آية من ايآت القرآن ، شعرت بأنها تدرسنا أشياء غير مقتنعة بها ، ان هذه المادة تفرض علينا ويفترض ان تبني لنا الجامعة المعتقد الاسلامي لا ان تهدمنا من الداخل وتصادر انسايتنا قلت للدكتورة وكأني اوبخها جاء في المدون التاريخي ان بعض فقهاء اهل الكوفة مثل حمزة واحمد يقولان ان البسملة آية قرآنية وردت في سورة الفاتحة فقط ولا تذكر في سور القرآن ، نظرت الي بحزن مقدرة ثورتي غضبي انفعالاتي وقالت بهدوء ان مرحلة التخرج قاسية عليك الموائمة مع منهجيات الوزارة ،القضية ليست في كونك شيعية وانا واغلب الطالبات ننتمي الى مذهب السنة، القضية علينا ان نعرف ان هناك تشعبات فكرية ،فاهل السنة يؤمنون بان البسملة جزء من السورة ، ما ان سكتت حتى ثار صخب النقاش وبعدما هدأ الامر قلت :ـ يقول ابن عباس رضوان الله عليه ( سرق الشيطان من الناس اعظم آية من القرآن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهذا يعني ان هناك شيوع عدم قراءتها في مطالع السور ، بدأت اشعر ان قلب الدكتورة معي تشاركني فورة أعصابي وأخذت تهدأ بي حتى صرت اشعر بانها اختا لي اكثر مما هي محاضرة ، قالت :ـ يرى معظم العلماء من الطرفين ان الاصرار على فصل البسملة عن السور تعصب لامبرر له ، ابتسمت بوجهي تلاطفني :ـ لم اكن اعرف ان الشيعيات عصبيات لهذا الحد يحرقن اعصابهن بهذه الثورة العارمة ، قلت دكتورة ارجوك تمعني بالمادة وكأن الوزارة تريد ان تخرجنا وهابيات وليس مدرسات انظري لهذا التشخيص المفجع ، جاء الفخر الرازي وكأنه يريد ان يرضي جميع الاطراف المتنازعة فيقول ( لا يمنع ان تكون البسملة لوحدها آية في سورة الحمد وان تكون جزء من الآية في سائر سور القرآن الكريم مثلا ( بسم الله الرحمن الرحيم انا أعطيناك الكوثر ) يعتبرها آية واحدة ، أجابتني الدكتورة انه فعلا الامر يبعث الدهشة ويدل على غرابة تفكيرهم وسذاجته ، لكن هذا الأمر له ارتباطات ارث ومرجعية أتعرفين أن معاوية ابن أبي سفيان كان يصلي بالناس فلم يقرأ البسملة ، احتج عليه جمع من المهاجرين والأنصار بعد الصلاة اسرقت البسملة أم نسيت؟، شعرت بانها معي وتفرحني بهجة مشاركتها بآرائي وانحيازها لي ضد المنهج المقرر ، ويبدو ان رفض المادة وحدتنا وحدت الانتماء الإسلامي الحقيقي بعيدا عن الانتماءات الفرعية ، :ـ لابد للجامعات ان تخاطب الوزارة لطلب الاعتدال ثم قالت اتعلمين ان السيد الخوئي قدس سره قال في منهاج الصالحين ان البسملة جزء من كل سورة فتجب قراءاتها معها الا في سورة البراءة ، قلت لها :ـ قيل لأمير المؤمنين عليه السلام ان اناسا ينزعون البسملة قال هي اية من كتاب الله انساهم اياها الشيطان ،:ـ يبدو انهم رفعوها عنادا لأهل البيت عليهم السلام قال النووي الشافعي رحمة الله عليه ان مسألة البسملة مسألة عظيمة ينبني عليها صحة الصلاة وذهب الائمة عليهم السلام الى الجهر بها في الصلاة ، تذكرت القصة الان ، لان الدكتور ة فضيلة عرفات اتصلت بي قبل قليل وقالت انا في كربلاء قلت انتظرك لنزور ونحج عاشوراء سوية
أعجبني
تعليق
مشاركة
تعليق