السفير هو مرآة المُرسِل، هكذا كان مسلم مرآة للإمام الحسين عليه السلام فهو متخلق بأخلاقه الكريمة، وسجاياه
النبوية، وصفاته الحميدة. وكان للإمام الحسين عليه السلام نعم الرفيق، مطيعاً لأوامره، ورهن إشارته. كيف لا؟
وهو إمام زمانه وطاعته واجبة على جميع الخلق.
ورث مسلم من عمه الإمام علي عليه السلام شجاعته، وفروسيته، وعبادته، فكان قائماً في الليل صائماً في النهار
لا تأخذه في الله لومة لائم، كريم المحيا، قوي الشكيمة، صلباً في موضع القوة، ليناً في موضع اللين والرحمة،
كان سخياً دأبه دأب آل هاشم فهم أهل السخاء والكرم.
كان ذا نظرٍ ثاقب تشهد بذلك له وقفته أمام دار طوعة حينما غدر به الجميع وهو حائر لا يعلم أين يذهب لمّا
قالت له: إني لا أحل لك أن تقف على بابي. هنا كان عليه أن يفصح عن هويته أمامها حفاظاً على نفسه من
القتل، وكان يعلم أنها مواليه لأهل البيت عليهم السلام كان عزيز النفس فرفض أمان الظالمين حينما عرضه عليه
محمد بن الأشعث واختار القتال فلم يقدروا عليه لشجاعته، إلى أن احتالوا عليه بعد أن أجهده القتال، وحينما
تمكنوا منه بكى مسلم فقيل له: (إنّ مثلك ومن يطلب مثل الذي طلبت، إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك.
قال: إني والله ما أبكي لنفسي، ولا لها من القتل أرثي، وإن كنت لا أحب لها طرفة عين تلفاً، ولكني أبكي لأهلي
المقبلين إلي، أبكي للحسين وآل الحسين).
لقد ذاب في حب الإمام الحسين عليه السلام حتى آخر لحظات حياته فاستحق السفارة.
سحر الموسوي/ بغداد
تم النشر في المجلة العدد39
تعليق