شاء الله ان يراني قتيلا
بقلم فضيلة المحروس 2015/9/21
مضت على الإمام الحسين عليه السلام مدة أربعة أشهر وعشرة أيام في مكة المكرمة حتى قرر مغادرتها في صبيحة الثامن من شهر ذي الحجة سنة 60 للهجرة في يوم التروية متوجهاً مع الصفوة من أهله وانصاره إلى كربلاء المقدسة
امام هذا الحدث العظيم عجزت الاقلام عن بيان مسوغات خروجه صلوات الله عليه فاغلب العلل التي وردت جاءت على غير الحقيقة فمنها:
ان خروج الامام الحسين عليه السلام جاء بعد ما تربصت به جلاوزة بني أمية وتتبعت تحركاته في الحرم المكي وبين أزقة مكة المكرمة حتى قرر يزيد لعنه الله اغتيال الإمام الحسين عليه السلام حتى ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة
وخطبه واحاديثه صلوات الله عليه على من نصحه بعدم الخروج الى العراق تشير الى ذلك اذ قال لابن عمه عبدالله بن جعفر: "يا ابن عمي ! لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني ويقتلوني؛ والله، يا ابن عمي! ليعتدن علي كما اعتدت اليهود على السبت، والسلام.[1]
وذكر في خروج الامام الحسين عليه السلام وحله احرامه: "..ان يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم، وولاّه أمر الموسم، وأمّره على الحاج كلّه، وكان قد أوصاه بقبض الحسين سرّاً، وإن لم يتمكّن منه يقتله غيلة. ثمّ إنّه لعنه الله دسّ مع الحجّاج في تلك السنة ثلاثين رجلاً من شياطين بني أميّة، وأمرهم بقتل الحسين على كلّ حال اتفق ..".[2]
وذكر ايضا ان الامام عليه السلام عجلّ في خروجه من مكة المكرمة تفاديا لأي عارض يمس حرمة بيت الله الحرام وقتله فيها اغتيالاً.
ان بقاء الحسين صلوات الله عليه داخل مكة المكرمة ستكون عاقبته وخيمة على يزيد و نظامه. فإذا ما قتل سيد الشهداء في الحرم المكي سيثير في الحجاج واهل مكة الغضب العارم حيث سيمس شعيرة الحج الذي حُرم فيها ارتكاب أي معصية او كبيرة سواء اكانت قتلاً او حربا او سفك دم .. وستتوفر فرصة كبيرة لإشاعة خبر قتله لأبي عبدالله الحسين عليه السلام في جميع الامصار وستنقل تفاصيل الجريمة عبر الحجاج اذا ما عادوا الى ديارهم.
اذن مغادرة الامام الحسين عليه السلام مكة المكرمة وخروجه مسرعاً منها مجداً في المسير إلى الكوفة وفق ما قُدر له وتلبية لنداء السماء العظيم وان كان الثمن هو التضحية بمهجته وعياله حتى قال " شاء الله ان يراني قتيلا .. وشاء الله ان يراهن سبايا ".
سلامة الدين والعقيدة طريق لاستكمال مسيرة التغير والاصلاح التي بدأها جده رسول الله ثم ابيه امير المؤمنين ثم اخيه الامام الحسن المجتبى ثم ابنائه صلوات الله عليهم واخرهم ولده بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف في يوم مرتقب موعود.
[1] - الايام المكية من عمر النهضة الحسينية/268
[2] - المنتخب: 243; والبحار، 45: 99.
بقلم فضيلة المحروس 2015/9/21
مضت على الإمام الحسين عليه السلام مدة أربعة أشهر وعشرة أيام في مكة المكرمة حتى قرر مغادرتها في صبيحة الثامن من شهر ذي الحجة سنة 60 للهجرة في يوم التروية متوجهاً مع الصفوة من أهله وانصاره إلى كربلاء المقدسة
امام هذا الحدث العظيم عجزت الاقلام عن بيان مسوغات خروجه صلوات الله عليه فاغلب العلل التي وردت جاءت على غير الحقيقة فمنها:
ان خروج الامام الحسين عليه السلام جاء بعد ما تربصت به جلاوزة بني أمية وتتبعت تحركاته في الحرم المكي وبين أزقة مكة المكرمة حتى قرر يزيد لعنه الله اغتيال الإمام الحسين عليه السلام حتى ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة
وخطبه واحاديثه صلوات الله عليه على من نصحه بعدم الخروج الى العراق تشير الى ذلك اذ قال لابن عمه عبدالله بن جعفر: "يا ابن عمي ! لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني ويقتلوني؛ والله، يا ابن عمي! ليعتدن علي كما اعتدت اليهود على السبت، والسلام.[1]
وذكر في خروج الامام الحسين عليه السلام وحله احرامه: "..ان يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم، وولاّه أمر الموسم، وأمّره على الحاج كلّه، وكان قد أوصاه بقبض الحسين سرّاً، وإن لم يتمكّن منه يقتله غيلة. ثمّ إنّه لعنه الله دسّ مع الحجّاج في تلك السنة ثلاثين رجلاً من شياطين بني أميّة، وأمرهم بقتل الحسين على كلّ حال اتفق ..".[2]
وذكر ايضا ان الامام عليه السلام عجلّ في خروجه من مكة المكرمة تفاديا لأي عارض يمس حرمة بيت الله الحرام وقتله فيها اغتيالاً.
ان بقاء الحسين صلوات الله عليه داخل مكة المكرمة ستكون عاقبته وخيمة على يزيد و نظامه. فإذا ما قتل سيد الشهداء في الحرم المكي سيثير في الحجاج واهل مكة الغضب العارم حيث سيمس شعيرة الحج الذي حُرم فيها ارتكاب أي معصية او كبيرة سواء اكانت قتلاً او حربا او سفك دم .. وستتوفر فرصة كبيرة لإشاعة خبر قتله لأبي عبدالله الحسين عليه السلام في جميع الامصار وستنقل تفاصيل الجريمة عبر الحجاج اذا ما عادوا الى ديارهم.
اذن مغادرة الامام الحسين عليه السلام مكة المكرمة وخروجه مسرعاً منها مجداً في المسير إلى الكوفة وفق ما قُدر له وتلبية لنداء السماء العظيم وان كان الثمن هو التضحية بمهجته وعياله حتى قال " شاء الله ان يراني قتيلا .. وشاء الله ان يراهن سبايا ".
سلامة الدين والعقيدة طريق لاستكمال مسيرة التغير والاصلاح التي بدأها جده رسول الله ثم ابيه امير المؤمنين ثم اخيه الامام الحسن المجتبى ثم ابنائه صلوات الله عليهم واخرهم ولده بقية الله عجل الله تعالى فرجه الشريف في يوم مرتقب موعود.
[1] - الايام المكية من عمر النهضة الحسينية/268
[2] - المنتخب: 243; والبحار، 45: 99.
تعليق