( علي حسين الخباز )
يسعى الشاعر الحسيني ان يثبت من خلال نصوصه الشعرية ايمانه بالقضية الحسينية مؤكدا مهمته الاساسية كشاعر حسيني هو بالوصول الى منبع التأريخ الى المرتكز الاعمق واقعة الطف هنا تكون المغزى الشعري ومنها ينطلق كل شاعر الى معناه ـ عبر أشتغالاته ، رؤآه الفنية ، وقد نجد انفسنا كررنا مثل هذا المرتكز التشخيصي لعدد من الشعراء الحسينين وهذا يدل على الزخم الجمالي المعانق للهواجس الابداعية مع وجود التكرار التجريبي كونهم يعملون تحت مؤثرات متشابهة وهذا يبقي المسلك صعبا امام فكرة الولوج الى عوالم شاعر . وخاصة لمن امتلك تجربة استقرت على منوال مستقر ونمطية تدوينية ثابتة شكلت هويته الابداعية كتجربة الشاعر الحسيني ( زهير ابراهيم الشافعي ) لكونها جاءت بعد مخاض اكاديمي شهادة البكلوريوس ـ اداب ـ لغة عربية ـ ولكونها ايضا اعقبت عدة تجارب تدوينية ومنها كتابة الشعر الحر . فصاغت مفاهيم خطابية واضحة لعبت على منحى التفرد في مسألة فهم واع للخاص والعام الذي تضمن انتقائية سردية تستدرج احداث الواقعة التأريخية الى الجو النصي ـ وتتباين المساعي بين اعتبارات المفهومين والارتكاز عليها في اللعبة الشعرية ـ تهيء لنا المعنى الشامل العام كوجهة أولى
(كل قضية والهه مبدأ والهه تأريخ وبدايه
تنطوي بمر الزمان وتنتهي بختم النهايه)
ومثل هذا المعنى العام يهيء لنا احتمالات اضافية لمعنى الشمول الكلي كفلسفة عامة تنتقل بنا الاحداث الى اجواء الخاص عبر سردية نصية تعززها وتعزز مقدرة الشاعر على توظيف المعنيين لاستثمار الطاقة السردية؛ فالشعر قادر على تجسيد الفعل السردي وبما ان استحضار العام له قيمة تجهيز نفسي لعرض الخاص وبلورته بشكل مقبول وبارز
(وفكر الحسين امن انعقد من قل هو الله احد
بلا نصرة لاكثرة عدد حقق ابعاد الهدايه)
ومن هذا المحور الاستعراضي يؤسس الشاعر الشافعي قضية يثيرها عبر تكرار المحاولة على نسقية المعروض فيعود الى نقطة الرصد الاولى والنص العام
(ومن سلك درب الجهاد وغايته الحق ووضوحه)
اجواء العام الى كل السالكين ومنها ينطلق الى ذروة المعنى ـ الخاص القصدي
(وحسين اول من سبق ـــ وسجل الباري اعله لوحه)
وهكذا تتكرر التجربة ثالثة:
(كل شعوب الكون تملك شاهد وقصة بطوله
واحنه بحسين العقيده . نقتبس فكره وشموله)
فأصبح المجتمع الشيعي يمثل خصوصية الانتماء ومثل هذا العمل الشعري سيمنح الرمز حضورا مؤثرا وللشعري وضوح المضمون ليبعدنا عن التقليدي المستهلك يشتغل الشاعر(زهير الشافعي) على الذاكرة الجمعية ليستل منها المواقف التي تتبنى علائق الشعورية المؤثرة بمفهوم الرمز العام فالحسين عليه السلام رغم خصوصية الفعل الطقسي الا انه يمثل العام وبقية الرموز الطفية . التي تشكل حضورا دلاليا في الوعي الكلي وما يميز حضورها بان لها حضورا ثوري أخلاقي . فتأتي مفردة (الكل) لتعلن عن الفعل الجمعي والانتماء الجمعي واعتبار النص وسيلة اتصال حواري تبحث في نمعنى الاستدلال
( واحنه لو غرتنه دنية والتهينه وابتعدنه
ولو هوه التنظير مسنه بسحره وبفلسفته شدنه
حب الحسين وقضيته للأصل هي التردنه ) وهذا يعني ان من ضمن مساعي الشاعر اشافعي هو تذويب الخاص في عمومية الشمولية ( احنه ) تأخذ على عاتقها حمل هذه الانماط المظهرية الى تكوين سلوكي فعل راشد وهذا هو الهدف الاسمى للتحريض الشعري تدارك المعنى الخاص لسلوكية عامة في ممارسة الطقس الولائي نصل الى جوهر المقصد
( ونعرف اهداف الامام بصرخته لمن دعانه
انحرر نفسنه امن الجهل ونشعل قناديل الامل
ومن داعية خير العمل نرفع اسم الله وأذآنه )
والبحث داخل بنية الخطاب التفصيلي ياخذنا نحو مسألة مهمة في الشعر الحسيني هو تسخير الجمالي الى قيم اليقين الفكري . ومحاولة اثراء القصيدة بسرديات المنهل التاريخي عبر رموزه الجهادية المعروفة ولنقرأ مثلا عن القاسم
( أيا عمي انا القاسم سأصبح سيفك الصارم )
أو في قصيدة أخرى عن علي الأكبر
( أو علمت ومذ كنت صبيا أبتي قد سماني عليا
أكرمني والاسم سفير لانخشى والله نصير )
أعجبني
تعليق