أريد أن أربي نفسي وأردعها بحيث لا تعود للمعصية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما يصدر عن الإنسان من سلوك ـ خير كان أو شر ـ له أسباب ومقدمات، هذه المقدمات تتشكل من الثقافة والتربية والبيئة المحيطة.
وفي المراحل الأولى من عمر الإنسان يكون الوالدان هما المسؤولان عن العناية بهذه الأمور الثلاثة، أما بعد مرحلة البلوغ فالإنسان مسؤول عن تربية نفسه وإصلاحها، وتهيئة الأجواء الصالحة واختيارها، والاستزادة من الثقافة السليمة التي تدفعه للخير والصلاح.
فقوة الإرادة وتنمية الصفات الخيرة لا تأتي اعتباطاً، بل تحتاج إلى تعمد وسعي جاد لتحصيلها وتأكيدها في النفس ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾، كما أن العادات والسلوكيات اليومية تؤثر على القلب وتطبعه بطابع معين، يقول الله تعالى ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
فالأعمال السيئة تكون حجاباً يمنع القلب من التأثر بالموعظة وتسمه بسمة القسوة.
من هنا فإن على الإنسان أن يراقب تصرفاته ويزنها بميزان الصلاح والتقوى، ويهيئ لنفسه الأجواء المساعدة على العمل الصالح، حتى يصل إلى مرحلة يكره فيها مجرد التفكير في المعصية فضلا عن ارتكابها.
إن الأشخاص الذين يربون أنفسهم على الجد والاجتهاد ويتقربون إلى الله تعالى بالدعاء والعبادة ينفرون من المعصية، ويرون فيها الانحطاط الذي لا يتناسب مع شرف القرب من الله تعالى.
والدين الإسلامي يحيي في الإنسان اهتمامه بتربية نفسه وسعيه للتخلص من بعض العادات السيئة، وهنا نذكر بعض الأمور التي تعين على ذالك :
أولاً: الاقتناع بالقدرة على التغيير
ثق تماماً أنك قادر على التغيير ومواجهة إغواء الشيطان وحبائله، فالله سبحانه وتعالى منح الإنسان القدرة على المواجهة، لكن الكثير من الناس يبقونها في حالة كمون.
ثانياً: تهيئة أجواء الصلاح
تعمد أن تصنع لك أجواء تشجعك على الخير، وتنفرك من الشر، ولا تنتظر التغيير مع الأيام دون أن تقوم بعمل ما.
فعليك أن تختار الأصدقاء والرفقاء بعناية، وتتعود حضور البرامج الجادة ومجالس الذكر النافعة.
ثالثاً: تنظيم الوقت واستثماره
عليك أن تنظم وقتك وتستثمره في النافع المفيد لك ولمجتمعك، فإذا التزمت بذلك ستشعر بتغيير في حياتك ونمو في شخصيتك يبعدك عن الأخطاء.
رابعاً: التقرب إلى الله بالعبادة والدعاء
وفي ذلك يقول الإمام علي عليه السلام: (إن الله جعل الذكر جلاء للقلوب: تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة).
خامساً : التأثير على النفس بالمواعظ البالغة
وذلك من خلال قراءة الأحاديث التي تتحدث عن آثار المعصية وعقابها، والاستماع للمحاضرات التربوية والدينية .
تعليق