ليلة المبعث النبوي الشريف يُطلق عليها في الموروث الشعبي النسائي بصورة خاصة - لعله العراقي فقط - بأنها ( متاع الآخرة ) ، وهي مناسبة عندهم لزيارة قبور الأحبة وتوزيع ثواب الطعام والحلوى ..
شخصياً لا أعرف التاريخ والمستند الشرعي لهذه التسمية وما يرافقها من موروثات .. والأمر سهل على كل حال ، لأن الحياة الدنيا كلها وبكل أيامها ولياليها متاع وزاد الآخرة كما في قوله تعالى : ( يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ) غافر 39 ، فضلاً عن أيامها ولياليها الشريفة والعظيمة ، وخسارتنا عظيمة ولا تعوض إن لم نتزود من هذا المتاع لما يأتينا من سفر طويل ومنازل كثيرة وعقبات كؤود تحتاج منّا أن نعدّ العدّة اللازمة ..
استوقفني حديث للإمام زين العابدين ؏ يقول فيه : { ويل لمن غلبت آحاده عشراته } . ( مستدرك سفينة البحار ج8 ص 80 ) . والآحاد هي السيئات والعشرات هي الحسنات ، قال تعالى ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) الانعام ١٦٠. فمن يدخل النار يعني أن عدد سيئاته أكثر من عشرة أضعاف حسناته ..!! فأي سوء وفاجعة عاش دنياه هذا الداخل الى النار اذن ..؟!
رحم الله أمواتنا وأمواتكم ورزقنا الله شفاعة محمد وآل محمد بحق هذه الليلة العظيمة .
تعليق