الكتاب من تأليف الأستاذ (عبد علي حسن) أحد الفائزين في مسابقة النص المسرحي في مهرجان المسرح الحسيني الرابع، والذي يُقام في العتبة العباسية المقدسة.
امتلاك الناقد إلى كفاية معرفية قادرة على فهم آليات المنجز، وإدراك التفاعل الحاصل بين التصور والنص، ومقدرته على فحص ملامح الانزياحات اللغوية، مع ترسيخ الدلالي تجعله يلج عوالم الانجاز بوعي وقناعة. والناقد (عبد علي حسن) في منجزه (تحولات النص السردي العراقي) انتبه إلى حركة التحولات البنائية والفكرية عبر مجموعة من الآراء الفاعلة لاحتواء الحراك الحياتي، والتحاور مع المنجز العربي والعالمي، مبتدئاً بتعريف النص كقول لغوي مكثف بذاته مكتمل في دلالاته، والسرد يعني الطريقة التي تحكى بها القصة، تصور نقدي قيم يرى أن ظهور النقد القصصي جاء بعد ترحيل الاهتمام من بلاغة الجملة إلى بلاغة النص، حيث تمركزت خصوصية النص العراقي من حيث واقعية ومسار مرجعية ومكوناته، ومن ثم مشاركة المتلقي وتحويل دوره من الاستهلاك الى الانتاج.
وسعى الناقد (عبد علي حسن) لمتابعة بعض الشواهد النصية، والحكم بمعايير استنتاجية دقيقة: كالاقتراب من التوصيفات الحداثية، والرؤى التخيلية، والتدخل المباشر للكاتب، والمعادل الموضوعي بين الحقيقي والمفترض، لنقل وعي الواقع إلى وعي الممكن، اتساع النشاط التجريبي، وخلق الاعتبارية لبلاغة الجملة الشعرية (ايجاز الايجاز)، وتضييق المساحة الزمانية والمكانية والأحداث والشخصيات... وكل ذلك لتخليق المفاجأة، لاستنفار قصيدة الومضة، وتحميلها في القصة القصيرة، وآثار مجموعة من المواضيع الباحثة بين منطقتي النسخ والانتاج.
وخصص الكاتب فصلاً لقضية السرد النسوي، تحولات السرد من خلال (أنثنة) النص، تجلي السمة الأنثوية، ونزوع النصوص للكشف، وتكريس بنية الاغتراب، ووضوح القصدية، وتضمين المتون القصصية بمفاهيم متعددة وحداثية التجريب، وفي مدخل أدب السيرة شخّص ثلاثة أطوار، كشف المكون الفكري والقناع والتجريد، مقاربات نقدية كشفت عن الكثير من المناطق المهمة في السرد العراقي.
أعجبني
تعليق