افتتاح باب الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في العتبة العباسية المقدسة
بطل تورث من أبيه شجاعة
فيها أنوف بني الضلالة ترغم
في كفه اليسرى السقاء يقله
وبكفه اليمنى الحسام المخذم
هذه هي البيوت التي أذن اللهُ أن ترفع ويذكر فيها اسمه ويسبح فيها بالغدو والآصال، هي بيوت طهّرها وطهر زائريها، وجعلها قبلة لقلوب الوافدين إليه، الراغبين بحبه، الزاهدين بحطام الدنيا. تطوف حولها الأرواح وتسبح في جنباتها الملائكة، نورها يصل عنق السماء، ويغشى وجوه السابحين في فيض البذل والعطاء، بجود مازال لليوم يسقي الظامئين، ويروي عطش الحنين في أرواح المحبين. فسلامُ عليك سيدي يا أبا الفضل العباس (ع) وسلام على موقفك الفذ يوم الطف، وسلام عليك يوم تبعث حيا.
وها نحن اليوم نرى قلوب المحبين ترف كجنح فراشة على الضريح المقدس تتقرب لله سبحانه وتعالى برضا أهل البيت (ع) إذ بتبرع من قبل هيئة بيت الزهراء النسوية (ع) في طهران، افتتح الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والسيد نائب الامين العام والسادة اعضاء مجلس إدارة العتبة، وبحضور عدد غفير من زوار أبي الفضل العباس (ع) وبحفل مهيب، تم افتتاح باب الامام علي بن موسى الرضا (ع)، في الجهة الشرقية لضريح المقدس للمولى أبي الفضل العباس (ع)، وقد تمت صناعة الباب في مدينة أصفهان وفق المواصفات المتفق عليها، وقد شرع العمل فيها منذ تاريخ 28 ربيع الثاني 1428هـ ولغاية تاريخ افتتاحها في يوم الجمعة 26 جمادي الاولى 1430هـ، وقد زينت الباب بالآيات القرآنية الكريمة والأبيات الشعرية التي ترنمت بحب أهل البيت عليهم السلام وموقف أبي الفضل العباس (ع). وكان قياس الباب 2.6 م في 3.5 م يعلوها تاج بإرتفاع 0.75 سم مصنوعة من الخشب والنحاس المطعم بالمينا، اما الجهة الخلفية من الباب فمن الخشب المطعم بالمينا (الخاتم) وقد كتبت على كتيبة التاج الذهبي للباب الآية الشريفة: {وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً} كما كتب في وسط التاج (باب الإمام علي بن موسى الرضا (ع)) وجاءت تسمية الباب من قبل الأمانة العامة كون الباب مطلة على الجهة الشرقية حيث يتوجه الزوار من داخل الصحن الشريف إلى زيارة الإمام علي بن موسى الرضا (ع).
على كتيبة الباب والمصراعين زينت القصيدة الميمية للسيد جعفر الحلي (قدس) بأبيات منها:
عبست وجوه القوم خوف الموت والـ عباس فيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص في الـ أوساط يحصد للرؤوس ويحطم
وثنى أبو الفضل الفوارس نُكصا فرأوا أشد ثباتهم أن يهزموا
بطل تورث من أبيه شجاعة فيها أنوف بني الضلالة ترغم
في كفه اليسرى السقاء يقله وبكفه اليمنى الحسام المخذم
كما زينت الباب الشريف أيضا أسماء الله الحسنى وآيات مباركات من القرآن الحكيم، وفي وسط مصراعي الباب جاءت أسماء وألقاب أبي الفضل العباس (ع) وأسفل الباب كتب بيتان من الشعر يؤرخان صناعة الباب للشاعر علي الصفار جاء فيها:
الرضا باب رحمة من أتاه نال كل الرضا وحاز الأماني
برضا آل أحمد أرّخوه: (لأبي الفضل وردكم قد هداني)
1428هـ
وقال الشاعر علي الصفار بمناسبة افتتاح الباب أبياتا من الشعر يؤرخ فيها صناعة الباب وافتتاحه:
في رحابِ الطف قلبي يُنتضى مع ركبِ الفضلِ والجود مضى
ما له في الكون من انشودةٍ فلقد ضاقَ به كلُّ الفضا
غير ما ينشد في خير الورى آل طه والوصي المرتضى
وعلى ساقي العطاشى ينحني ظامئا تحرقه نار الغضى
عله من فيض عين يرتوي رغم حكم البين أو سهم القضا
إنما العباسُ بحر فيضه زاخر طوبى لمن منه احتظى
وله بابٌ عظيمٌ واسعٌ من أتاه ليس تكويه لظى
قسما بالـ(النون) قد أرخته: (في حمى العباس باب للرضا)
50 + 1378= (1428 هـ)
فتّحتْ رحمته إذ أرخوا (في حمى الحازم أمر قد مضى)
1430 هـ
أعجبني
تعليق