إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(ولادة القمر )525

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    ألقاب ابا الفضل العباس عليه السلام
    أمّا الألقاب التي تُضفى على الشخص فهي تحكي صفاته النفسية حسنة كانت أو سيّئة، وقد أضيفت على أبي الفضل عليه السلام عدّة ألقاب رفيعة تنمّ عن نزعاته النفسية الطيبة، وما اتصف به من مكارم الأخلاق، وهي:

    1- قمر بني هاشم:
    كان العبّاس عليه السلام في روعة بهائه، وجميل صورته آية من آيات الجمال، ولذلك لقّب بقمر بني هاشم، وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة، فقد كان قمراً في دنيا الإسلام، فقد أضاء طريق الشهادة، وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.

    2- السقّاء:
    وهو من أجلّ ألقابه، وأحبّها إليه، أما السبب في إمضاء هذا اللقب الكريم عليه فهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت عليهم السلام حينما فُرِض الحصار على الماء؛ لتموت عطشاً ذرية النبي صلى الله عليه وآله... وقد قام بطل الإسلام أبو الفضل باقتحام الفرات عدّة مرّات، وسقى عطاشى أهل البيت، ومن كان معهم من الأنصار، وسنذكر تفصيل ذلك عند التعرّض لشهادته.

    3- بطل العلقمي:
    أمّا العلقمي فهو اسم للنهر الذي استشهد على ضفافه أبو الفضل العباس عليه السلام، وكان محاطاً بقوى مكثّفة من قبل ابن مرجانة لمنع ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيّد شباب أهل الجنّة، ومن كان معه من نساء وأطفال من شرب الماء، وقد استطاع أبو الفضل بعزمه الجبّار، وبطولته النادرة أن يجندل الأبطال، ويهزم أقزام ذلك الجيش المنحطّ، ويحتلّ ذلك النهر، وقد قام بذلك عدّة مرّات، وفي المرّة الأخيرة استشهد على ضفافه ومن ثمّ لُقِّب ببطل العلقمي.

    4- حامل اللواء:
    ومن ألقابه المشهورة حامل اللواء، وهو أشرف لواء، إنّّه لواء أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، وقد خصّه به دون أهل بيته وأصحابه، وذلك لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهمّ المناصب الحسّاسة في الجيش. وقد كان اللواء الذي تقلّده أبو الفضل يرفرف على رأس الإمام الحسين عليه السلام منذ أن خرج من يثرب حتّى انتهى إلى كربلاء، وقد قبضه بيد من حديد، فلم يسقط منه حتى قطعت يداه، وهوى صريعاً بجنب العلقمي.

    5- كبش الكتيبة:
    وهو من الألقاب الكريمة التي تُمنح إلى القائد الأعلى في الجيش، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبير، وقوّة بأس، وقد أضفي هذا الوسام الرفيع على سيّدنا أبي الفضل، وذلك لما أبداه يوم الطفّ من الشجاعة والبسالة في الذبّ والدفاع عن معسكر الإمام الحسين عليه السلام، فقد كان قوّة ضاربة في معسكر أخيه، وصاعقة مرعبة ومدمّرة لجيوش الباطل.

    6- العميد:
    وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تُمنح لأبرز الأعضاء في القيادة العسكرية، وقد قُلّد أبو الفضل عليه السلام بهذا الوسام لأنّه كان عميد جيش أخيه أبي عبد الله، وقائد قوّاته المسلّحة في يوم الطفّ.

    7- حامي الظعينة:
    ومن الألقاب المشهورة لأبي الفضل عليه السلام -حامي الظعينة-، وإنما أضفي عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرّف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهنّ وحراستهنّ وخدمتهنّ، فكان هو الذي يقوم بترحيلهنّ، وإنزالهنّ من المحامل طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء.

    8- باب الحوائج:
    وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الأيام، وكوارث الزمان، وكان ولدي محمد الحسين ممن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه.

    إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم، وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام، والذبّ عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق.

    ملامحه:
    أمّا ملامحه فقد كان صورة بارعة من صور الجمال، وقد لُقّب بقمر بني هاشم لروعة بهائه، وجمال طلعته، وكان متكامل الجسم قد بدت عليه آثار البطولة والشجاعة، ووصفه الرواة بأنه كان وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهم- التام الحسن- ورجلاه يخطان في الأرض.

    🔸️🔸️🔸️🔸️🔸️🔸️🔸️🔸️
    🔸️🔸️🔸️🔸️











    تعليق


    • #12


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      ولادته الشريفه
      كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام يرعى ولده أبا الفضل في طفولته ، ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا ، وقد توسّم فيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ، وسيسجّل للمسلمين صفحات مشرقة من العزّة والكرامة.

      كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام يوسع العباس تقبيلاً ، وقد احتلّ عواطفه وقلبه ، ويقول المؤرّخون : إنّه أجلسه في حجره فشمّر العبّاس عن ساعديه ، فجعل الإمام يقبّلهما ، وهو غارق في البكاء ، فبهرت أمّ البنين ، وراحت تقول للإمام :

      « ما يبكيك ؟ »

      فأجابها الإمام بصوت خافت حزين النبرات :

      « نظرت إلى هذين الكفّين ، وتذكّرت ما يجري عليهما .. »

      وسارعت أمّ البنين بلهفة قائلة :

      « ماذا يجري عليهما » ..

      فأجابها الإمام بنبرات مليئة بالأسى والحزن قائلاً :

      « إنّهما يقطعان من الزند .. »

      وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أمّ البنين ، فقد ذاب قلبها ، وسارعت وهي مذهولة قائلة :

      « لماذا يقطعان » ..

      وأخبرها الإمام عليه‌ السلام بأنّهما انّما يقطعان في نصرة الإسلام والذبّ عن أخيه حامي شريعة الله ريحانة رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ، فأجهشت أمّ البنين في البكاء ، وشاركنها من كان معها من النساء لوعتها وحزنها (7).

      وخلدت أمّ البنين إلى الصبر ، وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداءً لسبط رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وريحانته.



      نشأته :

      نشأ أبو الفضل العبّاس عليه‌ السلام نشأة صالحة كريمة ، قلّما يظفر بها إنسان فقد نشأ في ظلال أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض ، فغذّاه بعلومه وتقواه ، وأشاع في نفسه النزعات الشريفة ، والعادات الطيّبة ليكون مثالاً عنه ، وانموذجاً لمثله ، كما غرست أمّه السيّدة فاطمة في نفسه ، جميع صفات الفضيلة والكمال ، وغذّته بحبّ الخالق العظيم فجعلته في أيّام طفولته يتطلّع إلى مرضاته وطاعته ، وظلّ ذلك ملازماً له طوال حياته.

      ولازم أبو الفضل أخويه السبطين ريحانتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فكان يتلقّى منهما قواعد الفضيلة ، وأسس الآداب الرفيعة ، وقد لازم بصورة خاصة أخاه أبا الشهداء الإمام الحسين عليه‌ السلام فكان لا يفارقه في حله وترحاله ، وقد تأثّر بسلوكه ، وانطبعت في قرارة نفسه مُثُله الكريمة وسجاياه الحميدة حتى صار صورة صادقة عنه يحكيه في مثله واتجاهاته ، وقد أخلص له الإمام الحسين كأعظم ما يكون الإخلاص وقدّمه على جميع أهل بيته لما رأى منه من الودّ الصادق له حتى فداه بنفسه.

      انّ المكونات التربوية الصالحة التي ظفر بها سيّدنا أبو الفضل العبّاس عليه‌ السلام قد رفعته إلى مستوى العظماء والمصلحين الذين غيّروا مجرى تاريخ البشرية بما قدّموه لها من التضحيات الهائلة في سبيل قضاياها المصيرية ، وانقاذها من ظلمات الذلّ والعبودية.

      لقد نشأ أبو الفضل على التضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الحقّ ، ورفع رسالة الإسلام الهادفة إلى تحرير إرادة الإنسان ، وبناء مجتمع أفضل تسوده العدالة والمحبة ، والإيثار ، وقد تأثر العباس بهذه المبادئ العظيمة وناضل في سبيلها كأشدّ ما يكون النضال ، فقد غرسها في أعماق نفسه ، ودخائل ذاته ، أبوه الإمام أمير المؤمنين وأخواه الحسن والحسين عليهم‌ السلام ، هؤلاء العظام الذين حملوا مشعل الحرية والكرامة ، وفتحوا الآفاق المشرقة لجميع شعوب العالم وأُمم الأرض من أجل كرامتهم وحرّيتهم ، ومن أجل أن تسود العدالة والقيم الكريمة بين الناس.









      تعليق


      • #13
        🎀🎀🎀🎀
        نشيد الآباء
        (أبـا الـفَـضـلِ يـا فارساً لا يَلين تُذِلُّ المَنايا ولا تَستـكين)
        فـأنـتَ الـحُـسامُ و أنتَ اللواء وأنتَ الثباتُ وأنتَ الإباء
        وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن

        تَـفـانـا أبـُوكَ لـنَـصر النَبيَّ وذي لافتى شاهدُ في السنينْ
        وأنـتَ نـَظرتَ بعينِ الوصيّ وأعطيتَ للديَنِ في الطـفِ عَين
        فـفـاضَـتْ عَلينَا تَبلُ الصَدا وتَرِوي العَطاشى بكأسٍ معَيـن
        أيـا بـدرَ هـاشـمَ لـيـثَ العَرين سلامُ عليكَ مِنَ المؤمنين
        فـأنـتَ الـمـحـامي وأنتَ الرجاء وأنتَ المعينُ وأنتَ العطاء
        وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن

        ومـا زلـتَ تَـروِي جُموع الجهاد بكأسِ الإباء بكلتا اليَدين
        فَـيُـمـنـاكَ مستْ مياه الفُرات ففاضَ الفراتُ بجودِ اليمين
        ويُـسـراكَ هزَّتْ لواءَ الثَبات فَدُكّتْ بها زُمـــرُ المُعتدين
        يَـمُـيـنـكَ تـسـقي بهِ المُتَقين شِماُلكَ يبطشُ بالمُجرمين
        فـأنـتَ الـمُـزَمـجِـرُ عـنّد اللقاء وأنتَ المنَايا وأنتَ البلاء
        وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن

        وَرثـتَ الـفَـضـائـلَ و المكْرُمات وصَكُّ الإخوَّةِ سرُّ مُبين
        فـأنـتَ لـسـبطِ الهُدى في الطفوف كحيدرةٍ للنَبَي الأمين
        ولـولا الـقـضَـا ما رَماكَ الرَدى بسهمٍ أصابَ بهِ المسلمين
        سـمَـوت وأنـتَ من المُهتَدين وَ رُحرتَ وأنتَ من المُخَلصين
        مـنَ الأولـيـاءِ ورِثتَ الإخاء ومازلِتَ تُعطي دُروسَ الوفاء
        وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن

        وقـفـتَ عـلى النَهرِ رغمَ الظما تُنادي بصدقٍ إمامي حُسين
        أيـا نَـفـسُ هـونـي إذا مـا هوى سليل الأئمة و المُرسَلين
        ورتَّـلـت بـالـرُمـحِ والـمُرهَفات أناشيدَ إيثارِ أهلِ اليقين
        بـذلـتَ ومـا كُنتَ يوماً ضَنينْ وعَن بَابِ جودِكَ حَاِتُم أين
        هَـتـفـتَ فـضَجَّ المَلا و الفضاء ومَوجُ الفُراتِ يُعيدُ النداء
        وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن

        دَخـلـتَ الـفُـراتَ بموجِ الحياة أفضتَ عليه ندَى الأكرَمين
        وأصـبَـح عَـذبـاً لأنَّـكَ أنـتَ تَطلُّ عليهِ بفَيـضِ الوتين
        تَـضـوَّعَ مِـنـكَ نَـسـيمَ الإباء وأنتَ إليه من المُحَسنين
        لِـجُـودِكَ يَـبـقى الفُراتُ مَدين وأنتَ لِوَجه الصباحِ جبين
        ورُمَـحُـكَ يُـنزِلُ غَيثَ السَّماء وعَينُكَ تَسقي ثرَى كربلاء
        وَقــدْ كُـنـتَ جَـيـشَ الـفِـدا لِـلـحُـسـيـن.​










        تعليق


        • #14

          جاء في كتاب معالي السبطين:
          إنّ الإمام الحسين(عليه‌ السلام) لمّا تفقّد ولده الإمام زين العابدين(عليه‌ السلام) وعاده ليودّعه، سأله عن عمّه العبّاس(عليه ‌السلام)، فاختنقت عمّته زينب(عليها ‌السلام) التي كانت تمرّضه بعبرتها، وجعلت تنظر إلى أخيها (عليه ‌السلام) كيف يجيبه؛ لأنّه لم يكن قد أخبره لحدّ الآن بشهادة عمّه العبّاس(عليه ‌السلام) خوفاً من أن يشتدّ عليه مرضه، فقال (عليه ‌السلام) له، وهو يرى أنّه لا بُدّ من إخباره، ولا طريق لحجب هذا الخبر المفجع عنه: ((يا بنيّ، إنّ عمّك قد قُتل، وقطعوا يديه على شاطئ الفرات)). فبكى علي بن الحسين(عليه‌ السلام) بكاءً شديداً حتّى غُشي عليه.

          ومعلومٌ أنّ سؤال الإمام زين العابدين(عليه ‌السلام) أوّلاً وقبل كلّ أحد عن عمّه العبّاس(عليه ‌السلام)، وكذلك بكاؤه لمّا سمع باستشهاده حتّى الإغماء دليلٌ على عظمة مقام العبّاس(عليه ‌السلام) عند الإمام زين العابدين(عليه ‌السلام)، ورفيع منزلته لديه.
          على الدنيا بعد العبّاس(عليه‌ السلام) العـفا:
          وجاء في كتب المقاتل أنّ الإمام زين العابدين(عليه ‌السلام) لمّا جاء لمواراة الأجساد الطاهرة والأبدان الزاكية، ووارى بنفسه جثمان والده سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه ‌السلام)، واستعان ببني أسد في مواراة بقيّة الشهداء السعداء وفرغ منها، التفت إلى بني أسد وقال لهم: ((انظروا هل بقي من أحد؟)).
          قالوا: نعم، بقي بطلٌ مطروح حول المسنّاة، وإنّا كلّما حملنا منه جانباً سقط منه الجانب الآخر لكثرة ما به من ضرب السيوف، وطعن الرماح، فبكى (عليه ‌السلام) من قولهم، وقال: ((امضوا بنا إليه)).
          فلمّا رآه ألقى بنفسه عليه يلثم نحره الطاهر، ويقبّل يديه المقطوعتين، وهو يقول: ((على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم! وعليك منّي السّلام من شهيدٍ محتسب، ورحمة الله وبركاته)).
          ثمّ قام (عليه‌ السلام) وتولّى أمره بنفسه، فشقّ له ضريحاً وأنزله في مثواه وحده، ولم يُشرِكْ أحداً من بني أسد في ذلك كما فعل بأبيه سيّد الشهداء(عليه‌ السلام)، ولمّا أراد بنو أسد إعانته عليه قال لهم: ((يا بني أسد، إنّ معي مَنْ يعينني)).
          وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على ما لأبي الفضل العبّاس(عليه ‌السلام) من مقامٍ كبير، وشأنٍ عظيم عند الإمام زين العابدين(عليه‌ السلام)، بل عند الله تبارك وتعالى، وعند رسوله(صلّى ‌الله‌ عليه ‌وآله)، وعند الأئمّة من أهل بيته(عليهم ‌السلام).
          رحـم الله عمّي العبّاس(عليه ‌السلام):
          وجاء في كتاب أمالي الصدوق أنّ الإمام زين العابدين(عليه‌ السلام) وقع نظره يوماً على عبيد الله بن العبّاس بن علي(عليه‌ السلام)، فتذكّر به عمّه أبا الفضل العبّاس(عليه‌ السلام) فاستعبر، ثمّ قال: ((ما من يومٍ أشدّ على رسول الله(صلّى ‌الله‌ عليه ‌وآله) من يومٍ قُتل فيه عمّه حمزة بن عبد المطلب(عليه السلام) أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة قُتل فيه ابن عمّه جعفر بن أبي طالب عليه السلام)).
          ثمّ أضاف: ((ولا يوم كيوم الحسين(عليه السلام)؛ ازدلف إليه فيه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنّهم من هذه الأمّة، كلّ يتقرّب بدمه إلى الله، وهو يذكّرهم بالله، فلا يتّعظون حتّى قتلوه بغياً، وظلماً وعدواناً)).
          ثمّ قال: ((رحم الله عمّي العبّاس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب(عليه السلام)، وإنّ للعبّاس(عليه السلام) عند الله منزلةً يغبطه بها جميعُ الشهداء يوم القيامة)).​


          🎀🎀🎀🎀🎀🎀
          🎀🎀🎀




          تعليق


          • #15
            (نفاذ البصيرة):
            أمّا نفاذ البصيرة ، فإنها منبعثة من سداد الرأي ، وأصالة الفكر ، ولا يتّصف بها إلاّ من صفت ذاته ، وخلصت سريرته ، ولم يكن لدواعي الهوى والغرور أي سلطان عليه ، وكانت هذه الصفة الكريمة من أبرز صفات أبي الفضل العباس (عليه السلام ) فقد كان من نفاذ بصيرته ، وعمق تفكيره مناصرته ومتابعته لإمام .
            الهدى وسيّد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وقد ارتقى بذلك إلى قمّة الشرف والمجد ، وخلدت نفسه العظيمة على امتداد التأريخ ، فما دامت القيم الإنسانية يخضع لها الإنسان ، ويمجّدها فأبو الفضل قد بلغ قمّتها وذروتها.

            (الصلابة في الاِيمان):
            والظاهرة الأخرى من صفات أبي الفضل ( عليه السلام ) هي الصلابة في الإيمان وكان من صلابة إيمانه انطلاقه في ساحات الجهاد بين يدي ريحانة رسول الله مبتغياً في ذلك الأجر عند الله ومرضاته، ولم يندفع إلى تضحيته بأي دافع من الدوافع المادية ، كما أعلن ذلك في رجزه يوم الطفّ ، وكان ذلك من أوثق الأدلة على إيمانه.
            الجهاد مع الحسين*عليه السلام)
            وثمّة مكرمة وفضيلة أخرى لبطل كربلاء العباس ( عليه السلام ) أشاد بها الإمام الصادق ( عليه السلام ) وهي جهاده المشرق بين يدي سبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، ويعتبر الجهاد في سبيله من أسمى مراتب الفضيلة والشهادة التي انتهى إليها أبو الفضل ، وقد أبلى بلاءً حسناً يوم الطفّ لم يشاهد مثله في دنيا البطولات.
            زيارة الاِمام الصادق(عليه السلام ):
            وزار الإمام الصادق ( عليه السلام ) أرض الشهادة والفداء كربلاء ، وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحسين وأهل بيته والمجتبين من أصحابه (عليهم السلام ) ، انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس (عليه السلام ) ، ووقف على المرقد المعظّم ، وزاره بالزيارة التالية التي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس ، وعظيم مكانته ، وقد استهلّ زيارته
            بقوله ::عليه السلام
            ( سلام الله ، وسلام ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين.. )
            لقد استقبل الإمام الصادق عمّه العباس (عليهما السلام ) بهذه الكلمات الحافلة بجميع معاني الإجلال والتعظيم ، فقد رفع له تحيات من الله وسلام ملائكته ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، والشهداء ، والصدّيقين ، وهي أندى وأزكى وأسمى تحيّة رفعت له ، ويمضي سليل النبوّة الإمام الصادق ( عليه السلام ) في زيارته قائلاً:
            ( وأشهد لك بالتسليم ، والتصديق ، والوفاء ، والنصيحه لخلف النبيّ المرسل ، والسبط المنتجب ، والدليل العالم ، والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم..)*
            وأضفى الإمام الصادق ( عليه السلام ) بهذا المقطع أوسمة رفيعة على عمّه العبّاس هي من أجلّ وأسمى الأوسمة التي تضفى على الشهداء العظام ، وهي:

            🔷️🔷️🔷️🔷️🔷️🔷️

            ( التسليم)::
            وسلّم العباس ( عليه السلام ) لأخيه سيّد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) جميع أموره ، وتابعه في جميع قضاياه حتّى استشهد في سبيله ، وذلك لعلمه بإمامته القائمة على الإيمان الوثيق بالله تعالى ، وعلى أصالة الرأي وسلامة القصد ، والإخلاص في النيّة​.



            📱📱📱📱📱
            📱📱

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X