بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهري
قالوا في عكرمة البربري
كان خارجيّاً بل من دعاتهم ، وإنّما أخذ أهل أفريقيّة هذا الرأي ـ أي رأي الخوارج ـ
من عكرمة ، ولكونه من الخوارج تركه مالك بن أنس ولم يرو عنه .
قال الذهبي : قد تكلّم الناس في عكرمة لانّه كان يرى رأي الخوارج ،
بل كان هذا الرجل مستهتراً بالدين ، طاعناً في الاسلام ،
فقد نقلوا عنه قوله : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به الناس ، وقال في وقت الموسم أي موسم الحج : وددت أنّي بالموسم وبيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يميناً وشمالاً ، وإنّه وقف على باب مسجد النبي و
قال : ما فيه إلاّ كافر ، وذكر أنّه كان لا يصلّي ، وأنّه كان يرتكب جملة من الكبائر .
وقد نصّ كثير من أئمّة القوم على أنّه كان كذّاباً ، فقد كذب على سيّده عبدالله بن عباس حتّى أوثقه علي بن عبدالله بن عباس على باب كنيف الدار ، فقيل له : أتفعلون هذا بمولاكم ؟ قال : إنّ هذا يكذب على أبي .
وعن سعيد بن المسيّب أنّه قال لمولاه : يا برد إيّاك أن تكذب عَلَيّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس .
وعن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الذي هو من فقهاء المدينة المنوّرة : إنّ عكرمة كذّاب .
وعن ابن سيرين : كذّاب .
وعن مالك بن أنس : كذّاب .
وعن يحيى بن معين : كذّاب .
وعن ابن ذويب : كان غير ثقة .
وحرّم مالك الرواية عن عكرمة .
عكرمة الخارجي
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 5 ص 20
ابن لهيعة، عن أبي الاسود: أنا أول من هيج عكرمة على المسير إلى إفريقية، قلت له: أنا أعرف قوما لو أتيتهم، قال: فلقيني جليس له، فقال: هو ذا عكرمة يتجهز إلى إفريقية، فلما قدم عليهم، اتهموه.
قال: وكان قليل العقل خفيفا،
كان قد سمع الحديث من رجلين، وكان إذا سئل حدث به عن واحد، ثم يسأل عنه بعد، فيحدث به عن الآخر، فكانوا يقولون: ما أكذبه، فشكوا ذلك إلى إسماعيل بن عبيد الانصاري، وكان له فضل وورع، فقال: لا بأس أنا أشفيكم منه، فبعث إليه، فقال له: كيف سمعت ابن عباس يقول في كذا وكذا ؟ فقال: كذا وكذا، فقال إسماعيل: صدقت، سألت عنها ابن عباس فقال: هكذا.
قال ابن لهيعة: وكان يحدث برأي نجدة الحروري ، وأتاه، فأقام عنده ستة أشهر، ثم أتى ابن عباس فسلم، فقال ابن عباس: قد جاء الخبيث.
سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن أبي الاسود قال: كنت أول من سبب لعكرمة الخروج إلى المغرب، وذلك أني قدمت من مصر إلى المدينة، فلقيني عكرمة، وسألني عن أهل المغرب، فأخبرته بغفلتهم، قال: فخرج إليهم،
وكان أول ما أحدث فيهم رأي الصفرية
الى ان قال الذهبي في ص21 :
قال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر ونزل هذه الدار، وخرج إلى المغرب،
فالخوارج الذين بالمغرب عنه أخذوا.
قال علي بن المديني: كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: إنما لم يذكر مالك عكرمة - يعني في " الموطأ " قال: لان عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية.
وروى عمر بن قيس المكي، عن عطاء قال: كان عكرمة
إباضيا.
وعن أبي مريم قال: كان عكرمة بيهسيا.
وقال إبراهيم الجوزجاني: سألت أحمد بن حنبل عن عكرمة، أكان يرى رأي الاباضية ؟ فقال: يقال: إنه كان صفريا، قلت: أتى البربر ؟ قال: نعم، وأتى خراسان يطوف على الامراء يأخذ منهم .
وقال علي بن المديني: حكي عن يعقوب الحضرمي، عن جده قال:
قال إسحاق بن الطباع: سألت مالكا: أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على عبد الله ؟ قال: لا، ولكني بلغني أن سعيد ابن المسيب قال ذلك لبرد مولاه.
قلت: هذا أشبه، ولم يكن لعكرمة ذكر في أيام ابن عمر، ولا كان تصدى للرواية.
جرير بن عبدالحميد، عن يزيد بن أبي زياد قال: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة مقيد على باب الحش، قال: قلت: ما لهذا كذا،
قال: إنه يكذب على أبي .
هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني قال: قلت لسعيد بن المسيب: إن عكرمة يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم ،
فقال: كذب مخبثان ، اذهب إليه فسبه، سأحدثكم: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم، فلما حل تزوجها.
تعليق