سعياً لتحصين الكثير من المفردات التي تعرضت إلى التهميش؛ نتيجة تقادم الاستخدام، وتعددية الأجيال، مع انحرافات السياسة وضغوطها بين فترة وأخرى، أنجز قسم الشؤون الفكرية والثقافية - شعبة الإعلام، كتاباً للمرحوم الشيخ الأستاذ حمزة السلامي (حمزة أبو العرب) رحمه الله بعنوان (فوائد لغوية)، قدم لنا مفردات تمس هويتنا الايمانية، فيعطيها حقها المضموني، ويضع لها التفسير اللغوي، ويوضح المفهوم المعنوي، معتمداً على أنواع مصدرية مثل: القرآن الكريم، ومن ثم نواميس اللغة: كالمصباح، والمختار، والمنجد، ولسان العرب، وتاج العروس، والقاموس المحيط، وعلى كتب تاريخية مثل: الاحتجاج، وكتاب زينب الكبرى عقيلة قريش، وكتاب مناقب آل أبي طالب، ومصادر أخر... فشهد مشروعه الثقافي - عبر تكثيفية مضغوطة لحد الدهشة - احتواء لمساحته المخصصة ضمن عمود من أعمدة صدى الروضتين؛ لخلق وعي انساني لبعض مفردات امتلكت خصوصية الجذر الإيماني، فاختار مفردة عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، ولم يسمع من قبل اسما على (فاعولاء)، ولكثرة استعمال مفردة عاشوراء نقلت هذه المفردة من اليوم العاشر لتسمي به الشهر كله.
لقد ابتعد المرحوم (أبو العرب) عن أسلوبية التقرير، وصب اهتمامه في تعريف رموزنا الايمانية كاسم النبي محمد (ص) مشتق من الحمد، والإمام علي اشتق اسمه من العلو، و(عليّ) يكرر العلوم ويخلق له استمرارية، ويذكر اسم الحسن والحسين (ع) الحسن اسم حسن ضد القبح، والحسين مصغر الحسن تحببا، فركز (رحمه الله) على مسألتين مهمتين، الأولى: مسألة التغليب، تغليب اسم الحسن على اسم الحسين (يا حسنان) والتغليب مشهور في اللغة العربية يُقال للشمس والقمر: القمران، والمسألة الثانية هي في مسألة تحريرها من الألف واللام (حسن وحسين) يدل على انهما علمان مرتجلان.
ومثل هذه الرموز تمثل لنا الموروث الحقيقي للانتماء الروحي، مثل اسم زينب (ع)، وقد اطلق العرب هذا الاسم على الشجر الحسن المثمر هو اسم نباتي، نقل الى علم من أعلام النساء، ثم نبذة عن مولاتنا زينب (ع) واسم العباس (ع) اسم من أسماء الأسد، ووجه الشيخ (أبو العرب) اهتمامه الى اللقب الذي يكشف عن مديات التفاعل الانساني، مثل لقب العقيلة الذي مصدره (العقل). عملية الشد استعيرت للإنسان للمشابهة في التأثير، وكذلك لقب (سكينة) مصغر لسكون وهدوء، وعلى اسم (حيدر)... وختاماً نرفع أيدينا لقراءة سورة الفاتحة على روح فقيدنا (رحمه الله).