إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية عمو حسن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية عمو حسن



    حدثنا الدكتور (هوار) عن فتيان اجتمعوا ليتناقشوا في مسألة شيخ كبير السن؛ يأوي الى خربة متروكة كل يوم. قال أحد الفتيان: رأيته يخرجُ بعض قطع من الذهب يضعها بين يديه ويبكي... وأكّد الفتى أنه كان يبكي بكاء مرّاً، فقررَ الفتيانُ الدخول عليه، وسألوه: لماذا تبكي يا جد؟
    قال ملوِّحاً بالذهب: هذا كلفني وجودي...
    سأله أحدُ الفتيان عن الحكاية، بكى وقال:ـ بهذا بعتُ ضميري:
    منذ أربعين سنة؛ وأنا أدير صومعة القرية، وكنت يا أولادي أمثّل السلطة الروحية في قريتي؛ وباقي القرى المجاورة، يحترمون كلمتي وتقواي... ولذلك تراهم يرجعون إليّ في حل ِّمشاكلهم الصغيرة والكبيرة. كان الحاكمُ يخشى وجودي، وحاول أن يشتري طاعتي، لكنني رفضت باصرار شديد...
    حاول البعضُ استغلال نفوذي؛ كي أقيمَ عليه انقلابا، أزيح ظلمه عن الناس، لكني كنتُ رجلاً مسالماً، أحبُّ السلامَ للناس، - ويا للأسف - تجاوز سلامي على الجميع، فسكتّ عن ظلم هذا الحاكم الجائر، لكنه علم الناس عزة النفس، كم حاول الحاكم شراء هذا الدافع الكبير الذي يدفعهم باتجاه الصبر والعطاء والمثابرة، محاولا استغلال مكانتي الروحية، لأضفي عليه الشرعية الدينية التي كانت تنقصه، وتنقص عرشه الهزيل...
    قال أحدُ الفتيان: إذن أين المشكلة التي تبكيك؛ ما دمت أنت المخلص الذي ما بعت روحك للشيطان؟ انتابتِ الرجلَ حسرة، وقال: ذات يوم مرضتُ، وظهرت في أطراف اصابعي بقع سوداء، وأصبح كلُّ شبر من جسدي يتداعى لأصابعي العليلة...
    قال أحدُ الحكماء: إن هناك عقارا نادرا؛ وهو الوحيد القادر على انقاذك من المرض الخطير، لكنه يُباع بثمنٍ غالٍ جدا.
    وحين شاعَ الخبرُ؛ تجمّعَ الناسُ حول الدار، وامتلأ البيتُ، وهاجت القرية وماجت... لكن فقرهم أكبر منهم، ولم يبقَ امامي سوى بيت الحاكم! ما العمل لا أستطيع... الخطوات تعود بي دائما الى حيث الناس ودعواتهم بالشفاء.
    وحين أطلَّ شبحُ الموت؛ ذهبتُ إليه، وصار الحاكم يقايضني؛ كي أضفي الشرعية الدينية على بهتانه الكبير... جمعت الناس واخبرتهم: أن رؤيا خير تبارك عرشَ الحاكم، وقبضت الذهب لأضعه تحت أقدام الحكيم.
    كانت المفاجأة؛ عندما رفض الحكيم أن يعالجَني، لأن المرضَ انتشر بشكل لايمكن معالجته؛ إلا ببتر اليد؟! أسفاً بعت ضميري قربانا ليدٍ مبتورة... والآن عرفت أن لاشيء ابدا يمكن أن يعوِّض الضميرَ إذا مات.
    أعجبني
    تعليق​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X